بقلم ـ عماد إبراهيم
داخل بيت بسيط ، تجلس أم مكسورة، تتوسط ملابس بناتها الثلاث — أيه، وسمر، وأسماء — تتحسس أنفاسهن في الهواء، ولا تجد إلا الذكرى.
ثلاثة توائم في القلب.. خرجن صباحًا يحملن الحلم في كف، وأمل الغد في الكف الآخر. رايحين يشتغلوا، زي كل يوم، لكن الطريق الإقليمي كان له رأي تاني.
“بنــاتي التلاتة مـــ ـاتوا…”
قالتها الأم وهي ترتعش، مش مصدقة، يمكن بتكذب على روحها، يمكن الحلم ده كابوس، يمكن الباب هيتفتح وتدخل واحدة منهم تقول “يالا يا ماما الغدا جاهز؟”
“أيه كانت بتحضر لجهازها.. وسمر كانت بتحوش علشان تكمل دراستها.. وأسماء كانت بتحب تغني بصوتها الحلو في الفجر تصحيني بيه”
3 بنات.. دفعة واحدة.. في نعوش بيضا.. طلعوا من نفس الباب اللي كانوا بيخرجوا منه للدنيا، لكن المرة دي رجعوا في صمت.. ملفوفين في الأكفان.
بتبكي أمهم وتصرخ: “يارب صبرني.. أنا مش قادرة.. أنا كنت شايلة همهم وهم صغيرين، كنت بقول لما يكبروا يشيلوني.. بس دلوقتي أنا هشيل ذكراهم بس؟”
في المنوفية، بيوت كتير اتكسرت في لحظة، لكن بيت أم “أيه وسمر وأسماء” اتكسر 3 مرات في نفس اليوم.
More Stories
العبث بعينه.. كرفانات و لا خيم
فتيات يحملن جسد الأنثى و قلب وشهامة وشجاعة و جسارة الرجال .
لم يتم تحقيق العداله للطفل ياسين