مصر وصوتها الشاب في دافوس : رؤية استراتيجية من خلال مشاركة الشباب

كتب ـ عماد إبراهيم

في ظل التحولات المتسارعة في النظام الدولي، وفي لحظة يُعاد فيها رسم خرائط الاقتصاد والسياسة على السواء، يشارك الشاب المصري محمد سعد في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس 2026، ليكون أحد الأصوات الجديدة التي تبرهن على أن مصر باتت تصدر للعالم جيلًا مؤهلًا قادرًا على خوض النقاشات الكبرى حول التعاون الدولي وأثره في التنمية الاقتصادية للدول النامية. وتأتي هذه المشاركة بعد إتمامه برنامج القادة الطموحين الذي أطلقته رئاسة مجلس الوزراء، والذي يعد أحد الأدوات الاستراتيجية في صناعة الكوادر الشابة القادرة على حمل رسالة الدولة المصرية إلى العالم.

مساهمة محمد سعد في دافوس لا يمكن قراءتها بمعزل عن السياسة التي انتهجتها مصر خلال العقد الأخير بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي نجحت في إعادة تثبيت حضور القاهرة كفاعل إقليمي ودولي له وزنه. فالمشاركة الشبابية هنا ليست مجرد خطوة رمزية، بل تعبير عن منظومة متكاملة تستند إلى رؤية واضحة لصناعة قيادات تترجم التوجهات المصرية في الساحة العالمية.

و ذكر محمد سعد بوضوح قائلاً: “إن التعاون الدولي لم يعد خيارًا تكميليًا، بل أصبح ركيزة أساسية في صياغة مستقبل التنمية. ونحن في مصر نلمس ذلك من خلال السياسات الحكيمة التي انتهجها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث وضعت مصر في قلب معادلات الاقتصاد العالمي، وفتحت قنوات تعاون ممتدة مع الشرق والغرب على السواء.”

وأردف مؤكدًا أن التحالفات العالمية اليوم تتخذ أشكالًا أكثر عمقًا، وقال: “التحالفات الاقتصادية لم تعد تقوم فقط على المصالح التجارية الضيقة، بل باتت منصات استراتيجية لمواجهة تحديات المناخ، والطاقة، والغذاء. والدول النامية لديها الآن نافذة تاريخية لتكون طرفًا فاعلًا لا متلقيًا، بفضل السياسات التي انتهجتها دول مثل مصر، والتي أعادت تعريف موقعها الدولي كجسر بين الشمال والجنوب.”

ما طرحه محمد سعد يعكس إدراكًا عميقًا بأن تجربة مصر في استعادة وزنها الدولي لا تقتصر على كونها قصة نجاح وطنية، بل نموذج قابل للاستلهام عالميًا، خصوصًا في ظل الأزمات المتشابكة التي تحتاج إلى دول ذات رؤية متوازنة ومؤسسات قادرة على قيادة حوار جامع. ومن هنا، فإن مشاركة شاب مصري في دافوس ليست تفصيلة بروتوكولية، بل مؤشر على أن استراتيجية تمكين الشباب باتت إحدى ركائز السياسة المصرية في ظل قيادة الرئيس السيسي، والتي تسعى إلى أن يكون لمصر صوت في صياغة النظام الدولي الجديد، صوت يجمع بين الخبرة المتراكمة والحيوية المتجددة.