صدمة هزيمة الأهلي الأفريقية وأخطاء التعامل معها
كتب – تامر عبد الله
لا أدري من أين تكون البداية ، فتأثير مرارة الهزيمه واقع ملموس ولكن أخطاء التعامل معها أصبح قضيه شائكه يجب الوقوف أمامها ، فلقد أحزنني كثيرا حال البعض من الأهلاويه اللذين تتأرجح أرائهم طبقا لنتائج المباريات ، وهؤلاء دائما ما يعيبهم المبالغه في الأراء وإصدار الأحكام المطلقه والمتسرعة دون وعي .
فتجدهم وقت الفوز مبالغين في الإشادات وإطلاق الألقاب الرنانه والمطالبه بتجديد العقود وخلافه ، أما في حالة الإخفاق تجدهم أيضا يتسمون بالتهور والإندفاع وتتعالي أصواتهم مطالبه بالإستغناءات والإعتزالات وإستعدادهم قد يصل لهدم المعبد من شدة الغضب بشكل أبعد ما يكون عن مفهوم الرياضه .
ولكن هناك البعض الآخر أضعف وأخطر مما سبق ذكرهم وهم من يحكم أرائهم الهوي أو بالأحرى الحب والكره ، والعجيب أنهم يعتقدون أنهم يرون مالم يراه غيرهم ولكنهم في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن ذلك .
لأنهم ببساطه شديده إذا نظروا لأنفسهم في المرآه سيجدوا مفاجأه غير ساره علي الإطلاق في إنتظارهم ، وهي تقصيرهم في حق أنفسهم وناديهم بوقوعهم تحت تأثير شهوة إثبات وجهة نظرهم والإنتصار لأرائهم فقط .
ورغم إختلاف تلك الشريحتين السابقتين من الجماهير إلا أنهما يتشابها في شئ واحد فقط وهو بعدهم تماما عن ثقافة المشجع الأهلاوي ، والذي دائما ما يكون في لحمه قويه مع مجلس إدارته داعما لفريقه .
إلا أن هؤلاء المتفلسفين دأبوا علي إقناع أنفسهم تاره بما يسمي بعدم جدوي الدعم اللا محدود لأنه ضد مصلحة الفريق ، وتارة آخري بإلقاء الإتهامات علي الآخرين وإدعاء دعمهم الأشخاص علي حساب الكيان ، وذلك بعد أن نصبوا أنفسهم مجالس إدارات ولجان تخطيط وأجهزه فنيه وخلافه ، ونسوا أن الدور الرئيسي للمشجع الأهلاوي هو الوقوف خلف الفريق ودفع عجلته للأمام والأهم أن يكون ذلك دون أي ضمانات أو شروط.
وتناسوا أيضا أن لكل مقام مقال وأنه لا يوجد أهلاوي حقيقي يعلي من شأن الأشخاص علي حساب الكيان إلا داخل عقولهم فقط ، وعليهم أن يتذكروا أن منهج الأهلي واضح علي مر السنين وأن أفعالهم وأفكارهم لا تمت لواقع مفاهيم الأهلي وسياساته بأي صله ولكنهم أبوا أن يعقلوا ذلك .
و بالعوده للشريحه التانيه اللذين تحكمهم أهوائهم كما وصفناهم سابقا ( اللي بيحبوا ويكرهوا ) أوجه لهم السؤال لماذا دائما يكون رد فعلكم غير منطقي أو طبيعي عندما يخالف الأمر قناعاتكم ؟
وقبل أن أجيب علي السؤال وجب توضيح المغزي منه، فتجد المؤيد للمدير الفني عند الفوز ينتشي بشكل ملحوظ ويسرع مقللا من موقف الآخرين المعارضين دون دراسة وجهة نظرهم أو حتي التفكير فيها ، والعكس بالعكس تجد المعارضين وقت الفوز فرحتهم منقوصه في سلوك غريب وعجيب خشية من الإعتراف بإجادة المدير الفني ودائما ما يلجأون لخلق المبررات وقد يصل الأمر أحيانا لعدم وجود إجاده من أصله من وجهة نظرهم ويرجعون الفوز لأسباب آخري كالحظ والصدفه وكفاءة اللاعبين ….. إلخ ) وعلي نفس السياق والمعيار يمكنك تخيل الأمر عند إخفاق الفريق ورد فعل كلا من الطرفين سواء المؤيد أو المعارض .
وأخيرا إذا أردت الإجابة علي السؤال الذي طرحته فلا توجد أي صعوبه لدي ، حيث يبدو الأمر واضحا وهو للأسف يتلخص في ثقافة جلد الذات والتشكيك في إنتماء بعضنا البعض والإتهام بتغليب مصلحة الأشخاص علي حساب الكيان وذلك لمجرد الحرص علي الإنتصار للرأي دون النظر لمصلحة النادي ولكنهم للأسف لا يدركون ماذا هم فاعلون.
وأخيرا أعرف أن هناك البعض ممن سيستمرون في خداع أنفسهم وسوف يفسرون كلماتي علي أنها رفضا للنقد ولكني سأتركهم وشأنهم، أما ما يشغلني الآن هو أني لا أعرف إلي متي سيظل القلب يعتصر حزنا وألما علي ما وصل إليه حال المشجع الأهلاوي؟!!!
فهل يصح أن الخلاف علي مدرب أو لاعب يجعلنا ننقسم علي أنفسنا أو ينشق الصف وعدم الوقوف خلف نادينا وإدارتنا ، وخلق حاله من الجدل والصخب حول الفريق لمجرد هزيمه في مباراه يمكن تعويضها ، مما قد يؤدي إلي نتائج أسوأ في المستقبل ، في مشهد يتنافي تماما مع عقائدنا التشجيعيه التي طالما أفتخرنا بها .
ولطالما عبرنا ومازلنا نعبر عنها بدعمنا والذي تم ترجمة البعض منه في صورة أناشيد وأهازيج يحفظها الجميع عن ظهر قلب ، وهي بالنسبة لنا ليست مجرد شعارات نحرص علي ترديدها ولكنها تمثل لنا واقع نعيشه ويسكن وجداننا تم تجسيده عبر سنين طويلة حتي أصبح حقا جمهوره ده حماه علي الحلوة والمرة معاه .





More Stories
إنشاء منطقة الدقهلية للمظلات والرياضات الجوية التابعة للإتحاد المصرى للمظلات والرياضات الجوية
فراشة الكوميتيه بين الرياضة و الانوثه،
الأهلي يخسر أمام باتشوكا المكسيكي بضربات الترجيح ويودع كأس إنتركونتيننتال