21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

شخصية اليوم المضيئة هى كريمه رمضان جبر ماضى  ممرضه بمستشفى كفر الدوار العام بالبحيرة

 

تقرير – عماد إبراهيم

 

كريمه زوجةٌ لزوجٍ مريضٍ بالقلب والكلى وينتظر اجراء عملية قلب مفتوح ، وأمٌ لخمسة أطفال ، ولا أحد يرعى الأسرة غيرها …

 

وجاءت الكورونا ……..

 

ونادَى نادِى الجهاد على جميع جنود الجيش الأبيض

ولبَّت كريمه النداء ودخلت الحجر وقلبها وعقلها مع أطفالها الصغار ومع زوجها الذى يعتصره المرض ، خاصة بعد أن أُغلِقت المستشفيات وأصبحت قاصرة على الحجر والعزل ، ولم يعد هناك طريقٌ مفتوح لكى يُجرى جراحة القلب المفتوح .

 

لكنها وهى فى عملها تُمرِّض المصابين وتعتنى بهم وتسهر على راحتهم ، تُوقِن فى قرارة نفسها ، أن الذى سخرها لخدمة هؤلاء ، لن يُضَيِّع ابنائها وزوجها ، فعناية الله فوق كل عناية ومشيئة الله فوق كل مشيئة .

 

لكنها الأم والزوجة ، والأفكار تضربها تارةً بالسوء وتطمئنها تارةً أخرى …

 

لكنها مع كل اتصال تليفونى ببيتها تتعذب أكثر وأكثر ، وخاصة عندما يخبرها الأطفال بأن أباهم يعود من جلسات الغسيل الكلوى مُنهكًا و فى أشد التعب … لكنها تجد فى رعاية مرضاها ما يواسيها ويخفف عنها عبء البعد عن أسرتها .

 

وتكررت هذه المشاعر طوال فترات دخولها الحجر الصحى بمستشفى كفر الدوار ، لمدة عام ونصف … حتى جاء التاريخ الذى لا يمكن أن تنساه وتتذكره دائما بالحسرة والمراره …

إذ جاءها صوت زوجها على الهاتف قبل الفجر ، وكانت فى أخر يوم من الفوج … ( كريمه أنا بموت وكان نفسى تكونى جنبى فى اللحظه دى … تعالى إلي بسرعة …. )

 

انهارت كريمه من البكاء وهى عاجزةٌ عن فعل أى شئ لتكون بجانب زوجها وابنائها فى تلك اللحظات العصيبة ، وما هى إلا دقائق معدودةٍ وبعدها جاءها اتصال هاتفى يخبرها أن زوجها انتقل إلى رحمة الله ، وأن ابنتها الكبرى فقدت القدرة على النطق عندما شاهدت والدها يموت أمامها … وصغارها فى حالة هلع شديد .

 

يالها من طامةٍ كبرى …ماذا تفعل كريمة وهى فى الحجر ، وهناك زوجٌ توفى وأولاد خمسة صغار …من يرعاهم ومن يتكفل بهم ومن ومن ومن …….؟

أسئلةٌ حَيْرَى تدور فى نفسها المعذبة ، لكنها هنا ايضا تواجه الموت كل لحظة وسط هذا العدد الكبير من المصابين ، وكل يوم ترى عشرات الموتى الذين يخرجون من المستشفى فى عربات خاصة لدفنهم ، وترى عشرات آخرين يدخلون أملًا فى تلقى العلاج والنجاة من هذا الوحش المميت …

 

هنا الموت يُطبق أنفاسه على المكان ، بل هى تراه فى كل لحظة وهى تتعامل مع مرضاها … لكن ايمانها بالله وبأنه نعم المولى ونعم المعين ، جعلها دائمًا فى حالة اطمئنان داخلى وتردد دائمًا … إن الله لن يُضَيِّعنا .

 

كل التحية والتقدير لكريمة ولكل أبناء مصر المخلصين ، واللهم ارحم زوجها وبارك فيها وفى أبنائها واجعلهم قرة عين لها يا رب العالمين .