21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

شخصية اليوم المضيئة هى عايده خميس فرج العمروسى  ممرضه بمستشفى ايتاى البارود المركزى بالبحيرة

 

متابعة – عماد إبراهيم

 

نحن هنا أمام قصة بطولة جديدة ، قصة امرأةٍ تتقاذفها الأمواج وهى صامدة ، تتلاطمها الصخور وهى جامدة ، وتقاوم مقاومة الماردة ، رغم الظروف العاندة ، ومازالت صابرةٌ وشاكرةٌ وحامدةٌ.

 

قصتنا اليوم ليست قصة فقد أمٍ أو زوجٍ أو عزيزٍ غالى ….

بل هى قصة فقد الصحة تِباعًا ، وضياع العافية رويدًا رويدًا … ما أصعب أن يفقد الإنسان صحته وتضيع وهو مازال فى ريعان الشباب ، ويتبدل حاله ويتغير مسار حياته فجأة دون سابق انذار .

ما أصعب أن يهرِم الإنسان وهو فى الثلاثين من العمر .

 

إننا اليوم أمام قصة كفاحٍ من نوعٍ جديد ، قصة بطولة وتضحية من أجل الواجب ومن أجل انقاذ الآخرين .

قصة عايده التى لو انصف المؤلفون لكتبوا لها ( أوبرا عايده )

عايده التى كانت تنبض بالشباب والحيوية ، وتتمتع بجمال الروح وخفة الجسد ، حتى اطلق عليها الجميع الفراشة ، تيمُنًا بروحها المرحه وسرعة تلبيتها لكل أمرٍ بخفة الحركة والإستجابة الفورية .

 

وجاءت الكورونا …

ونادى نادى الجهاد على جميع جنود الجيش الأبيض ،

ولبت عايده النداء ودخلت عيادة الفرز تؤدى عملها على أحسن ما يكون ، وتتفانى فى اداء واجبها . ويشاء المولى أن تصاب ثلاث مرات ( بكوڤيد 19) وتخرج وهى لا حول لها ولا قوة ، متأثرة بالمضاعفات الخطيرة نتيجة لإصاباتها المتكررة .

 

وإذ بها تفقد حياتها الأسرية ايضًا وليست الصحية فقط ، وكأن الدهر اعطاها ظهره ، وكأن الحياة تقف لها بالمرصاد .

 

وتطرُق عايده باب الأطباء بحثًا عن علاج يخفف ما بها من اوجاع ، ويجيئ تشخيص الأطباء لحالتها بأنه ( روماتويد مفصلى ايجابى ، تسبب فى وجود ارتشاح بمفصل الفخذ ، وتسبب فى قرحة بالركبة ، غير المضاعفات الأخرى كالضغط المرتفع وحساسية الصدر وغضاريف متعددة بالفقرات العنقية والتهاب بالفقرات القطنية ) .

 

كل ذلك أدَّى إلى أنها لا تستطيع المشى إلأّ بعكازٍ ، وفى بعض الأحيان تحتاج لمن يسندها من الناحية الأخرى كى تمشى ، ولا تستطيع الجلوس إلاّ بوضع وسائد حولها ، واختُتمت حالتها بإصابتها بوجود مياه على الغدة النخامية ، تُسبب لها الصداع المستمر وعدم تحمل الأصوات العالية ، وتحتاج إلى بذل نخاع كما نصحها أطباء المخ والأعصاب .

 

ورغم كل ذلك ، مازالت عايده تقاوم وتقاوم ، وترفض أن تجلس فى المنزل وتذهب إلى عملها الذى تحبه رغم ما بها من آلام ، وترفض نصيحة الذهاب للقومسيون الطبى وتأخذ عجز كامل .

 

إنها الإرادة التى بداخلها ، تُحرِّكها وتدفعها للأمام ، وتحمد الله على أنها أصيبت بالعجز فى جسدها وليس فى روحها .

 

كل التحية والتقدير والإحترام لعايدة ولمن مثلها ممن ضَحُّوا بأرواحهم وبأنفسهم وبصحتهم ، كى ينقذوا غيرهم .

 

كل التحية لمن يَتَحدَّون الألم ويقفون على باب الأمل ، ويزرعون فى أنفسنا الثقة بأن باب الأمل مفتوحٌ دائمًا ، وأن ارادة الله فوق كل ارادة .