21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

شخصية اليوم المضيئة كمال محمد الرشيدي مشرف أمن بمستشفى ادكو المركزي بالبحيرة

 

تقرير – عماد إبراهيم

 

تعددت البطولات برغم اختلاف المواقع واختلاف الوظائف ، فجميع جنود الجيش الأبيض يستحقون التحية والتقدير ولن نستطيع مهما أوتينا من بلاغة أن نجد من الكلمات ما نشكرهم بها ونعبّر لهم عن مدى تقديرنا واحترامنا لهم .

وبطل اليوم هو استثنائي فعلًا …رجلٌ من طراز فريد ، رجل المواقف الصعبة ، رجلٌ بمعنى الكلمة
إنه من الرجال المخلصين الذين يظهرون وقت الأزمات ، ويحملون على عواتقهم لواء المسئولية .
إنه البطل الحاج كمال الرشيدي كما يُطلِق عليه أهل ادكو … الذى استطاع بنشاطه وحيويته أن يكون على قدر المسئولية دائمًا ، داخل مستشفى ادكو .
عمِلَ الحاج كمال على أن يؤدي عمله الموكل به بكل روح واخلاص ، وكان له دور فعال فى فريق عمل الإسعافات ، مما جعل كل من يتعامل معه يشعر بالفخر بوجود مثل هذا الإنسان الطيب النبيل ، رجل خدوم دون مقابل كما يُطلِق عليه الناس .

فعندما جاءت الكورونا ، ونادَى نادي الجهاد على جميع جنود الجيش الأبيض ، ولبّى الجميع النداء ، كان الحاج كمال من خلال عمله وموقعه بالمستشفى ، من أبرز الجنود الذين قدَّموا بطولاتٍ وتضحيات دون خوف ودون تردد أن يُصيبه هذا المرض ، وكان دائما يقول لمن حوله ( العمر واحد والرب واحد ) .
فهو لم يهرب من المسئولية ولم ينسحب من أداء الواجب ، برغم تخويف البعض له بأنه قد يُصاب وقد تتعرض حياته للخطر ، لكنه أبَى الإستماع إلأَّ لصوت الواجب ، وهو دائما من أهل الواجب بشهادة أهل ادكو .

كان الحاج كمال يؤدي عمله فى المستشفى بكل اخلاص وتفاني واجتهاد ، فكان يرتدى ملابس الوقاية ويدخل إلى عنابر العزل ليأخذ الحالات المصابة التى تحتاج إلى أشعة أو تحاليل وينقلهم للمكان المخصص بعملها ، ثم يعود بهم إلى عنابرهم بالعزل مرةً أخرى ، بل كان يقوم كذلك بحملهم وبمساعدتهم فى تناول الطعام والشراب وقضاء كافة احتياجاتهم ، لوجه الله سبحانه وتعالى ، وهناك الكثير والكثير من الأعمال التى كان يقوم بها لمساعدة المرضى .

أما بالنسبة للحالات التى توافاها الله ، فكان يقوم بحملها من العنابر نزولا بها إلى المكان المخصص للغُسل والكفن ويقوم بنفسه بعمل الغُسل وتجهيز المتوفين للدفن ، كذلك التنسيق مع سيارة اسعاف المديرية فى نقل الجثث وتسليمها حتى المقابر ، فى أوقات الحظر ، دون أي مقابل ولوجه الله تعالى ، والكل يشهد له بذلك .

ويشاء الله أن تنتقل اليه العدوى ويصاب بالكورونا ويدخل العزل ، وبرغم معاناته الشديدة مع المرض ، لم يندم لحظة واحده على خدمته للمرضى الذين نقلوا أليه العدوى ، وظل بالعزل حتى اتم الله شفاءه ، وبمجرد أن استرد عافيته مرةً أخرى ، رجع لعمله فورًا ، ليستكمل رحلة كفاحه وجهاده مع العدو الذي رآه يتخطف الناس من حوله ، سواء من أهله وأحبته أو من المرضى الذين يراهم كل يوم بالمستشفى ، ولم يتردد لحظة واحدة عن إغاثة محتاج ، وتلبية رغبة لمريض ، برغم معاناته الشديدة مع المرض عندما أصيب ، لكنه كان يردد دائما مقولته ( العمر واحد والرب واحد ) ويقول لمن حوله ( ربنا مسخرني لخدمة الناس دى وبيبعد عن ولادى شر المرض ، وكفايه عليا نعمة ربنا دى ) .

والحاج كمال له ولدان هما أحب ما يكون لنفسه ، ودائما يسعى لعمل الخير من أجل أن يبارك الله له فيهما ، ونحن نقول له : بارك الله فيك وفي ابنائك وجعلهم ذخرًا وقرة عين لكم وجزاك الله عنا جميعا خير الجزاء .