21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

الغطرسة الصربية تحضر في ملاعب اليورو

الغطرسة الصربية تحضر في ملاعب اليورو

 

 

كتب – أحمد نصار

 

 

أتسائل كثيراً ؛ كيف سقطت دولة يوغوسلافيا ؟ ؛ تلك الدولة التي تعد من أكبر الدول في القارة العجوز ؛ تلك الدولة التي كانت من رواد المعسكر العالمي الثالث.

 

هل سقطت بفعل التآمرات الخارجية ؟ ؛ هل سقطت بسبب الإقتتال الداخلي و العنصرية البغيضة التي تظهرها القوميات اليوغوسلافية لبعضها البعض ؟

 

و لكن هل سقطت بسبب محاولة عنصر واحد و قومية واحدة الإستفراد بيوغوسلافيا ؟

 

تلك الأسئلة التي دفعتني لقراءة تاريخ يوغوسلافيا و تاريخ قوميتها و تاريخ أحداثها ؛ كيف قامت ؟ و كيف إنهارت ؟

 

ففي أثناء القراءة للأحداث وقفت أمام شيء مهم جداً و خطير جداً ، ألا وهو العنصر الصربي ، هذا العنصر الذي له دور كبير في سقوط يوغوسلافيا

 

هذا العنصر الذي تغطرس و تجبر على عناصر الدولة اليوغوسلافية ؛ هذا العنصر الذي ذبح و نكل و خرب في بلدان و مدن يوغوسلافيا ؛ هذا العنصر التي تشهد عليه معركة ” فوكوفار ” و مذابح ” سربرنيتسا ” ؛ هذا العنصر الذي كان بغيضاً في صراعاته مع العنصر الكرواتي و البوسنى و السلوفيني و الكوسوفي و أيضاً العنصر الألباني.

 

فالصرب كما يعتقدون بأنهم شعب سماوي و هي أسطورة أو بالأخرى أكذوبة روجها الملك الصربي ” لازار ” على إثر هزيمة الصرب أمام العثمانيين بقيادة السلطان ” مراد الأول ” فى معركة ” قوصوه ” فى ” جمادى الآخر 791 ه ” الموافق ” يونيو 1389 ” ، تلك المعركة التي ضمت أجزاء واسعة و كبيرة بلاد البلقان للدولة العثمانية.

 

هذا الشعب السماوي تغطرس على بقية الشعوب المجاورة له ، هذا الشعب الذي أراد عن طريق كرة القدم أن يغذي صراعاته الدينية و العرقية مع شعب يوغوسلافيا.

 

بدايةً من المجرم ” زيلكو رازناتوفيتش ” قائد ميلشيات النمور الصربية في التسعينيات و محاولة إحيائه للصراع الديني مع المسلمين و العرقي مع الألبان و الكروات عن طريق كرة القدم و آخراً بالصراعات التي تظهر في الملاعب الكروية من اللاعبين الألبان.

 

ففي منافسات المجموعة الخامسة في مونديال روسيا 2018 في مباراة ” سويسرا و صربيا ” على ملعب ” أرينا بالتيكا ” بمدينة كالينينجراد ؛ النجم السويسري ذوو الأصول الألبانية ” شيردان شاكيري ” يسجل الهدف الثاني لسويسرا ؛ و إذ به يشير بشعار النسرين الألباني ؛ ليثير الصرب عليه و يتوعدونه حال أن أصبح بينهم.

 

و كان ” شاكيري ” يلعب مع فريق ليفربول الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا في 2018 ؛ و قد منعته إدارة الريدز من السفر إلى صربيا لملاقاة فريق ” النجم الأحمر ” الصربي في دوري المجموعات ؛ بعد توعد الجماهير الصربية له إن أتى إليهم،و لكن لا تنتهي الصراعات الكروية للصرب مع الأعراق المتصارعة معهم

 

فها هو المهاجم النمساوي ذو الأصول الصربية ” ماركو أرناوتوفيتش ” يرى الجميع الغطرسة الصربية في يورو 2020 ، يعتدي على المدافع المقدوني الشمالي ذو الأصول الألبانية ” إزجيان أليوسكي ” و يقوم بسبه و إهانته.

 

” أرناوتوفيتش ” ذلك الصربي المتغطرس الذي يسب و يشتم بالصربية ؛ منافسه المقدوني في لغة إستعلاء و تكبر عليه.

 

فقد نشر موقع ” كوها ” الألباني تقريراً عن فتح الإتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيقاً عن هذه الواقعة للبحث فيه و إمكانية عقاب المهاجم النمساوي الصربي إذا ثبتت الواقعة عليه.

 

فستظل كرة القدم دائماً و أبداً هي البوابة الخلفية للصراعات السياسية ، و سيظل هذا الشعب السماوي متغطرسا على شعوب البلقان مهما إرتفعت دعوات السلام و الود بين شعوب العالم.