أطول حرب استراتيجية فاشلة

متابعة-ياسر صحصاح

يصف المحللون الأمريكيون حرب أفغانستان التي دخلتها الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠٠١، وخرجت منها بانسحابها الأخير في عام ٢٠٢١، بأنها “أطول حرب” خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها؛ لأنها استمرت عشرين عامًا.

حول ذلك تحدث د. محمد كمال -أستاذ العلوم السياسية- جامعة القاهرة، فقال:

ان الجانب الآخر لهذه الحرب كان تبني استراتيجية لإعادة بناء وإعمار أفغانستان، والتي استمرت طوال العشرين عامًا الماضية، وأنفقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية حوالي ١٤٥ مليار دولار، ولكنها انتهت بإعلان الفشل التام، وبالتالي تعد هي الأخرى أطول استراتيجية فاشلة.

وإعلان فشل هذه الاستراتيجية لم يأتِ فقط في كتابات المحللين، ولكن الاعتراف بالفشل جاء في عدد من التقارير الرسمية الصادرة عن جهات حكومية أمريكية، وربما يكون آخرها وأهمها، هو التقرير الذي صدر في الشهر الماضي (أغسطس ٢٠٢١)، عن المفتش العام لإعادة الإعمار في أفغانستان، وكان عنوانه “ما الذي نحتاج إلى تعلمه: دروس من عشرين عامًا من إعادة الإعمار في أفغانستان” التقرير – الموجود نسخته الكاملة على الإنترنت – يقدم دراسة دقيقة لأسباب فشل هذه الاستراتيجية، والدروس المستفادة منها، للولايات المتحدة وغيرها.

أحد الدروس التي يشير إليها التقرير هو استحالة تبني استراتيجية لإعادة الإعمار وبناء الأمم في ظل استمرار حالة انعدام الأمن، وهو ما اتسمت به أفغانستان طوال العشرين عامًا الماضية. ومع ذلك لم تعِ الولايات المتحدة هذا الدرس، واستمرت عملية إعادة البناء أثناء تمزق البلاد، ويشير التقرير على سبيل المثال، إلى أنه أصبحت “مساعدة الأفغان على تطوير عملية انتخابية ذات مصداقية أكثر صعوبة مع تفاقم حالة انعدام الأمن في جميع أنحاء البلاد بشكل مطرد – مما أدى إلى تخويف الناخبين، ومنع تسجيلهم، وإغلاق مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات”. كما أن انعدام الأمن جعل أفغانستان واحدةً من أسوأ البيئات في العالم لإدارة الأعمال الاقتصادية و التجارية”.