أخلاقيات مجتمع

كتب  – مصطفي النحاس

لاشك أن واقعة الرقص لبعض المعلمين في المركب النيلية أثارت أستياء الكثير وانتقاد أخرين نظرا لأنها حقا واقعة لا تليق أن تحدث بأي شكل من الأشكال ولكننا نريد أن نسلط الضوء علي بعض الظواهر السلبية التي كانت تلك الواقعة سبب في ظهورها علي السطح وعلي مسمع ومرأي الجميع

فمنها التصوير بدون قيود بشكل عشوائي وفج وبدون مراعاة أي أخلاقيات في المجتمع وخصوصيات أفراده التي يجب أن يتم احترامها بأي شكل من الأشكال، فلو نظرنا لهذه المعلمة علي انها مُـخطئة في تلك الواقعة فالخطأ الأكبر واقع هنا علي وزارة اعتمدت علي متطوعين غير مؤهلين نفسيا من عدم رغبة وفقدان للشغف قبل كونهم مؤهلين علميا للمهام والرسالةالتعليميةالسامية فكيف ألزمه بأداب وأخلاقيات المهنة وانا كوزارة بجعله متطوع فحقرت وقللت من المهنة قبل أن يفعل هو ذلك.

ولو انه في الاساس الواقعة تمت في يوم عطلة ورحلة ترفيهية وخارج إطار اليوم الدراسي فهذا حق مكفول للجميع ليست حكرا لفئة أو طائفة عن أخري فتجد المشكلة هنا أننا جميعا جعلنا من نفسنا دعاة فضيلة وناصحين فالمرء منا من يخطأ ويتجاوز ويتصرف كما يشاء وعندما يري خطأ غيره يتحول وقتها لواعظ ديني وخبير سلوكي وقاضي عادل يلقي بأحكام زائفة بدون تفكير أو معرفة الظروف الحقيقية.

فنحن نحتاج جميعا لمراجعة أنفسنا والنظر بعين أكتر رأفة وإنصاف لغيرنا فلن يستقيم هذا المجتمع إلا إذا استقامت أنفسنا من الداخل ووضعنا أنفسنا محل غيرنا عند الحكم عند الإنتقاد.