زي النهاردة من 52 عام .. فرقة الدراويش الإسماعيلاوية تتوج بطلةً للقارة السمراء
كتب – أحمد نصار
توفقت لعبة كرة القدم فى مصر فى نهاية حقبة الستينيات و لم يعد لها أثراً ، أرض محتلة و بلد و شعب يكافحان من أجل عودة الأرض المحتلة و تحريرها من عدو غادر ، جيش مصر يحارب و يجاهد من أجل تحرير سيناء الغالية ، و فى هذه الظروف لم يأتى أي ذكر للعبة هوس بها المصريين و أصبحت جزء رئيسياً من حياتهم .
و لكن هيهات ، فلعبة كرة القدم تظهر كعادتها فى هذه الأوقات ، لتكتب فصول من أحداث و غرائب فى ظل هذه الأوقات و قد سطرت كرة القدم تاريخاً طويلاً و ظهورا مميزاً فى الحروب و المعارك فى العالم ، و ها هي كرة القدم ترسم الفرحة و البهجة على وجوه المصريين فى ظل حرب الإستنزاف و التى يخوضها الشعب المصري لتحرير الأرض ، و فى الوقت الذى كان يحارب الجيش فيه فى سيناء ، كانت فرقة الدراويش الإسماعيلاوية تكتب التاريخ فى القاهرة على ملعب ” ناصر الدولي ” ” ملعب القاهرة الدولي ” حالياً بتحقيقها لبطولة كأس إفريقيا للأندية أبطال الدوري فى موسم ( 1969 ) فى نسختها الخامسة على حساب فريق إنجلبير الكونغولي ” تى بى مازيمبى الكونغولي ” حالياً .
ففى يوم يوم الجمعة الموافق ” 9 يناير 1970 ” كانت الجماهير المصرية على الموعد مع إنجاز مصري فريدا من نوعه فى الأدغال الإفريقية ، ففريق الإسماعيلي يواجه فريق إنجلبير الكونغولي على ملعب ” ناصر الدولي ” فى حضور أكثر من ( 70000 ) متفرج و مشجع جاؤوا لمساندة برازيل مصر فى كتابة التاريخ ، أعداد غفيرة لا تعد ولا تحصى جاءت من جميع أنحاء البلاد لتساند فرقة الدراويش الإسماعيلاوية و ذلك الأمر الذى دفع هيئة النقل العام لتخفيض أسعار تذاكر المواصلات فى ذلك اليوم و تشغيل خطوط إضافية لإستعياب الجماهير الوافدة ، و قد شهدت المباراة زخما إعلامياً كبير فى مصر و قد قام التليفزيون المصري بإذاعة المباراة على القناة الخامسة فى بث مشترك مع الإذاعة المصرية ، على أن يعاد بث مباراة مرة أخرى على شاشة التلفزيون كسابقة إعلامية فى منطقة الشرق الأوسط .
بدأ الإسماعيلي مشواره فى كأس إفريقيا للأندية بمواجهة فريق التحدى الليبي فى الدور الأول فى أكتوبر من عام ( 1969 ) و قد حقق الدراويش الفوز ذهاباً و إياباً ففى العاصمة الليبية طرابلس يحقق الدراويش الفوز بخماسية نظيفة و فى القاهرة يكرر الدراويش الفوز مرة أخرى و لكن بثلاثية نظيفة ، لتتأهل فرقة الدراويش الإسماعيلاوية إلى دور ربع النهائي لملاقاة فريق جورماهيا الكيني و ينجح فريق الإسماعيلى فى تحقيق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف فى مباراة الذهاب بالقاهرة ، ثم تعادل الفريقين فى مباراة الإياب بهدف مقابل هدف فى العاصمة الكينية نيروبى .
ليصعد الدراويش إلى دور نصف النهائي و يلاقى فريق أشانتى كوتوكو الغاني و نجح عازفو السمسمية فى تحقيق تعادل ثمين فى مدينة كوماسى فى مباراة الذهاب بهدفين مقابل هدفين ، ثم يتمكن عازفو السمسمية من تحقيق الفوز فى مباراة الإياب بثلاثة أهداف مقابل هدفين فى القاهرة ، ليصعد الإسماعيلى و يواجه العملاق الكونغولي و الذى كان يسعى لتحقيق اللقب الثالث له على التوالى فى كأس إفريقيا للأندية بعد أن حقق اللقب فى نسختي ( 1968 ، 1967 ) .
و قد تقابلا الفريقين فى مباراة الذهاب يوم الاثنين الموافق ” 22 ديسمبر 1969 ” فى العاصمة الكونغولية كينساشا و تمكن الدراويش من تحقيق تعادل مهم بطعم الفوز أمام فريق إنجلبير بهدفين مقابل هدفين ، ليقترب الإسماعيلي أكثر و أكثر من اللقب الإفريقي المنشود ، و تأتى مباراة الإياب و الذى عزف فيها الدراويش سمسميتهم ليحققوا فيها الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف ، فقد سجل النجم ” علي أبو جريشة ” هدفاً و ” سيد عبد الرازق ” بازوكا ” هدفين للدراويش ، بينما سجل المدافع ” موليندا ” هدف فريق إنجلبير الوحيد ، ليحقق الدراويش لقبا غالياً و يسطر به تاريخاً ملحميا فى ظروف عصيبة .
فريقاً يقوده المدرب ” علي عثمان ” و يضم نجوم اللعبة ” على أبو جريشة ، سيد عبد الرازق ” بازوكا ” ، أميرو درويش ، عبد الرحمن أنوس ، محمد صديق ” شحتة ” ، حسن مختار ، محمد مرسى ” رضا ” ، سيد عبد المنعم ” العربى ” ، رفعت حسنين ” ريعو ” ، ميمى درويش ، مصطفى درويش ، عبد العزيز هندي ، مرسى السنارى ” ، كتب تاريخاً عظيماً و مشرفاً للكرة المصرية و العربية ، كأول فريق مصري و عربي يحقق لقب دوري أبطال إفريقيا و فى ظل وقت صعب كانت تمر به مصر و المنطقة العربية .






More Stories
إنشاء منطقة الدقهلية للمظلات والرياضات الجوية التابعة للإتحاد المصرى للمظلات والرياضات الجوية
فراشة الكوميتيه بين الرياضة و الانوثه،
الأهلي يخسر أمام باتشوكا المكسيكي بضربات الترجيح ويودع كأس إنتركونتيننتال