تقرير ريهام مصطفى
أربع سنوات قضتها ياسمين بعين واحدة، لا تزال تذكر فيها جمال الطبيعة وسحر الألوان وقت الغروب والشروق وألوان العصافير، حتى الآلات الموسيقية بأنغامها المختلفة عرفتها وطربت لها، لتظل هذه السنوات القليلة، قبل أن تفقد بصرها وتصبح كفيفة، طاقة نور تنير ظلمة حياتها طوال اثنان وعشرين عاما، بمواهب عدة ربما أكثرها غرابة صنع المشغولات اليدوية والإكسسوارات وتحديدا تصميم وتركيب ” السبح “، على دقتها واحتياجها لذوق رفيع يناسب تناسق الألوان.
“لم أولد كفيفة، لكن عندما كنت رضيعة أصيبت إحدى عيناي بخلايا سرطانية واضطر الطبيب المعالج إلى استئصال العين المصابة لأنها تشكل خطورة على حياتي وقد ينتشر السرطان في أرجاء جسدي،
ولكن الطبيب أخبر والدي بأن عيني الأخرى مهددة أيضا، وبالفعل عندما بلغت الأربع سنوات أصيبت عيني السليمة بسرطان وفقدتها هي الأخرى” تقول ياسمين كشك لـ ” بوابة الشرق نيوز “، انا بنت مدينة المنصورة، 26 عاماً.
تقول ” ياسمين ” بابتسامة هادئة الناس تتساءل كيف يمكنني اختيار الألوان وعمل السبح وكافة المشغولات اليدوية وأنا كفيفة، عندما كنت أبصر بعين واحدة في عمر ال 4 سنوات رزقني الله بذاكرة قوية اتذكر الألوان بالإضافة عندما أدخل محلات الاكسسوارات أقول للبائع على ظروفي ويبدأ بمساعدتي في تنقية الألوان والخرز والخيوط وهكذا، وحاسة اللمس أبدأ أتخيل شكل السبح والعقد وأقوم بتصميم مشغولات مثلها تمامآ
خصصت ” ياسمين ” عُلبا مميزة للإكسسورارت والأدوات التي تخصها من خرز وأحجار كريمة وغيرها حتى تستطيع أن تفرق بينهم عن طريق حاسة اللمس، ويسهل عليها عملية الاختيار وصنع السبح والمشغولات اليدوية المختلفة، وتقوم بتصويرها وعرضها على صفحتها الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي.
تواصل ” ياسمين” حديثها لـ ” بوابة الشرق نيوز” عندما يطلب مني الزبون تصميم سبحة بالألوان التي يطلبها وتفاصيلها، احضر منضدتي الخاصة واضع فيها حبات الخرز وأقوم بتجهيز الخيوط وعدة العمل كلها، وأبدأ بتخيل شكل السبحة وأقوم بإدخال الخيط في أول حبة خرز وأبدأ في تعليق باقي الحبات في الخيط إلى أن تتشكل لدي السبحة وتتناسب كما لو كنت أشعر بأنها أمام عيني وتنال رضا الزبون.
و بنبرة صوت حزينة تقول ” ياسمين” للأسف هناك بعض البشر يعاملوني نحن أصحاب الهمم بمنتهى القسوة وينظرون إلينا نظرة شفقة، فإحدى المرات كنت أعرض منتجاتي في إحدى المعارض ووجدت البعض يضعون مالا دون شراء أي منتج من منتجاتي كنوع من الشفقة وعندما علمت شعرت بإهانة كبيرة أنا لا أقبل الصدقة وقمت بجمع أغراضي وذهبت،
نحن مثلكم وهذه مشيئة الله، البعض يظن أنني طالما فقدت بصري لا يمكنني إتقان أي شئ، وأتمنى أن يعيد البعض أفكاره بشأننا.





More Stories
برعاية الدكتور مينا يوحنا.. اجتماع موسع لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بكفر الشيخ لتعزيز الوعي المجتمعي والمشاركة الوطنية
إتحاد “شباب العمال” يشكل غرفة عمليات مركزية وتواصل أعمالها على مدار الساعة لمتابعة سير العملية الانتخابية
كلمات بلا أفعال لن تحقق العدالة المناخية .. تحذير رسمي من الدكتور مينا يوحنا