21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

القاضي الذي هز جنبات الانسانية وصار حديث المحاكم المصرية

 

كتب -عزت محروس

 

المستشار هشام الشريف ابن محافظة سوهاج

قاضي الرحمة الذي أصبح حديث المحاكم المصرية .

فى إحدى الجلسات عرضت على القاضي «هشام الشريف» قضية اهتزت لإنسانيتها جنبات محكمة جنوب القاهرة فى باب الخلق .

 

حين نودي على اسم المتهمة .

«وكان لا يضع النساء داخل القفص» .

وكانت تحاكم بجريمة تبديد لمبلغ في إيصال أمانة .

ودخلت المتهمة على المنصة .

 

وكانت فى أواخر الأربعينات من عمرها .

وكانت محبوسة ولم يفرج عنها لعدم سداد الكفالة .

واللافت للنظر كان حالها الفقير وسألها القاضي «الشريف»: «أنت يا ست (فلانة) ما دفعتيش الـ7000 جنيه ليه للسيد (فلان)» .

 

وبصوت أقرب للبكاء الخائف والمرتعش أجابته المسكينة بأن المبلغ ليس 7000 جنيه .

 

وإنما فى حقيقة الأمر هو 1000 كانت قد استدانت بهم نظير شراء بضاعة من السيد «فلان» التاجر ووالد الأستاذة المحامية الحاضرة فى الجلسة .

 

وأنها كانت تسدد له 60 جنيهاً كل شهر .

لكن حدث لها ظروف منعتها من السداد .

فيما رفض التاجر «فلان» الانتظار ورفع عليها الإيصال .

وفى تلك الأثناء التفت القاضي «الشريف» للمحامية .

 

وسألها بأدب جم وهدووء:

«الكلام اللى الست بتقوله حقيقي؟» .

فأنكرت المحامية معرفتها بالحقيقة.

 

فما كان من القاضي إلا أن نظر إلى المتهمة وسألها عن حالها . وعلم أنها أرملة وتعمل لتربية بناتها الثلاثة فنظر لها وقال: «هتتحل إن شاء الله» .

 

ثم رفع الجلسة .

وقبل أن يدخل القاضي «الشريف» غرفة المداولة .

وجه كلامه للمحامين وقال :

«أنا أعلم أنكم أصحاب فضل ومروءة .

ولن تتأخروا عن فعل المعروف» .

 

وأخرج منديلاً كان فى جيبه .

ووضعه على المنصة .

وأشار إلى الحاجب .

ثم أخرج من جيبه مبلغاً وقال :

 

«هذه 500 جنيه كل ما معي .

ولا أدري من من السادة المستشارين سيشاركني وهى أول مشاركة لسداد دين هذه السيدة» .

 

ثم شكر الحاضرين ودخل غرفة المداولة .

في هذه اللحظة بدأ المحامين فى التباري في الدفع بدأهم أحدهم بـ 1000 جنيه ثم توالى الباقين حتى تجمع في المنديل ما يتجاوز الـ8000 جنيه .

 

وقبل ذلك كانت المحامية ابنة صاحب الدين قد خرجت بسرعة إلى خارج المحكمة لتتصل بوالدها وتخبره بما تم .

وعادت المحامية القاعة ونودي عليها حين دخلت المتهمة غرفة المداولة .

 

وكان القاضي «الشريف» جالساً خلف مكتبه .

وأشار للمحامية قائلاً :

 

« فيه 7000 جنيه موجودة في المبلغ الموجود بالمنديل تقدري تاخديه وتتصالحي مع المتهمة ونمشيها» .

ثم أشار إليها بأخذ الفلوس .

 

وفي تلك الأثناء كانت هناك مفاجأة أخرى حيث قالت المحامية أن والدها أخبرها بألا تأخذ أكثر من 500 جنيه قيمة الباقي .

 

شكر القاضي «الشريف» المحامية .

وابتسم ناظراً للمحامين الذين ملؤوا غرفة المداولة وقال: « أظن إنها أخذت الـ500 جنيه بتاعتي أنا .

 

فضحك الجميع وقاطعهم قائلاً .

واظنكم لاتريدون أن يحرمكم الله ثواب المشاركة» .

وعلى صوت المحامين فى الغرفة ه بالتأييد .

فنظر إلى المتهمة ومد يده بالمنديل وباقي الـ 8000 جنيه

وقال :

 

«وهذه من الله لك» .

وضجت غرفة المداولة بالتهليل والتكببر والذى سرى إلى القاعة وهتف كل من فيها وهرول كل الحاضرين فى المحكمة إلى هذه القاعة ليعلموا ماذا حدث

.

ثم يعلموا بأن ماحدث كان وجود قاضي رحيم .

تحية للقاضي الرحيم المستشار هشام الشريف .

عندما يصلح القضاء تصلح الرعية