21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

زي النهاردة منذ 31 سنة.. الغزو العراقي لدولة اللؤلؤ الكويتية العربية

زي النهاردة منذ 31 سنة.. الغزو العراقي لدولة اللؤلؤ الكويتية العربية

 

كتب – أحمد نصار

 

 

فى صباح يوم الخميس الموافق ” 2 أغسطس 1990 ” ، إستيقظ العالم بأسره على أخبارا تفيد بأن الجيش العراقي يقوم بغزو الكويت و السيطرة عليها و الإعلان عن تشكيل حكومة عراقية محلية لإدارة المحافظة التاسعة عشر كما كان ينعتها العراقيون برئاسة العقيد الكويتي ” علاء حسين الخفاجي ” فى يوم السبت ” 4 أغسطس 1990 ” ثم الإعلان عن ضم دولة الكويت للعراق كإحدى محافظاتها و إلغاء جميع سفاراتها في جميع أنحاء العالم في يوم الخميس ” 9 أغسطس 1990 ” .

 

و قد أعلن الأمير ” جابر الأحمد الصباح ” و ولي العهد الشيخ ” سعد العبد الله الصباح ” عن تشكيل الحكومة الكويتية في مدينة الطائف السعودية بعد أن أعلن الجيش العراقي السيطرة على قصر دسمان ” القصر الأميري ” بالعاصمة الكويت و إعلان ضم الكويت للعراق .

 

يعود الصراع بين دولة النفط و الزراعة و دولة اللؤلؤ إلى زمن بعيد يبدأ من العصر العثماني ، حيث في العام ( 1613 ) م تأسست مدينة الكوت أو الكويت كمدينة مطلة على الخليج العربي و كان أهلها يعملون صياديين بحريين و تجار لللؤلؤ و كان مدينة الكويت يحكمها أسرة آل الصباح و الذين كانوا يخضعون تحت حكم دولة بنو خالد في منطقة الأحساء في شرق الجزيرة العربية في الفترة من العام ( 1701 ) م إلى ( 1800 ) م .

 

و كانت هناك علاقات بين الدولة العثمانية و إمارة الكويت و التى تجلت في التعاون السياسي بين أسرة آل الصباح و ” مدحت باشا ” الوالي العثماني على مدينة بغداد من العام ( 1869 ) م إلى العام ( 1872 ) م ، و قد أعلنت الدولة العثمانية عن ترسيم الحدود بينها وبين إمارة الكويت في معاهدة ” الأنجلو – عثمانية ” فى العام ( 1913 ) م ، و الذي تم الإعتراف فيه بدولة الكويت كدولة مستقلة ، و حين تم الإحتلال البريطاني لبلاد الرافدين في سنة ( 1915 ) و إعلان تأسيس دولة العراق في العام ( 1921 ) م ، طالبت دولة الكويت حكومة الإحتلال البريطانية في العراق بالإعتراف بحدود الكويت و التى تبدأ في الشمال بمدخل خور الزبير إلى الجنوب في وادي الباطن و هي حدود الكويت الحالية و قد وافق المندوب السامي البريطاني على العرق السير ” بيرسي كوكس ” على المطالب الكويتية .

 

و حين تم إستقلال العراق سياسياً في العام ( 1932 ) م ، إعترف رئيس الوزراء العراقي ” نوري السعيد ” بالحدود الواقعة بين العراق و الكويت ، و قد بدأ الصراع العراقي الكويتي بعد ثورة يوليو ( 1958 ) و التى أطاحت بالملك ” فيصل الثاني ” و الذي تم إغتياله هو و العديد من أفراد الأسرة الهاشمية الحاكمة للعراق من قبل قوات الجيش العراقي بقيادة العقيد ” عبد الكريم قاسم الزبيدي ” ، و قد أعلن العقيد ” عبد الكريم قاسم ” فى العام ( 1961 ) في مؤتمرا صحفيا في بغداد عن فكرة ضم الكويت للعراق بعد إستقلال الكويت بأسبوع واحد ، و قد أثار هذا الأمر أزمة بين البلدين و قد دعت الحكومة الكويتية جامعة الدول العربية لحماية الكويت من دعاوى غزوها من العراق .

 

و قد أعيد الصراع من جديد بين حكومة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم للعراق بقيادة ” صدام حسين ” و الدولة الكويتية ، على خلفية أزمة إنتاج النفط و التى بدأت خلال حرب الخليج الأولى و التى كانت بين العراق و إيران و قد طالب ” صدام حسين ” الكويت و السعودية إلغاء جميع الديون أو التفاوض عليها ، و قد حاول ” صدام حسين ” أخذ جزيرتي ” وربة ، بوبيان ” من الكويت كتأجير للعراق مع منحة 10 مليارات دولار للعراق ، و لكن كان هذا هو بداية الحرب بين العراق و الكويت .

 

و كان قد أثيرت بعض الأقاويل أن الغزو العراقي بدأ بتحريض أمريكي ل ” صدام حسين ” و ذلك عن السفيرة الأمريكية في العراق آنذاك ” أبريل جلاسبي ” و بالفعل بدأ الغزو العراقي لدولة اللؤلؤ الكويتية في يوم الخميس ” 2 أغسطس 1990 ” و الذي أسفر عن دخول المنطقة في دوامة حرب الخليج الثانية و التى أدت إلى إشتعال المنطقة بنيران الخراب والدمار و التى نعاني منها إلى الآن .

 

و قد أدان مجلس الأمن الدولي الغزو العراقي للكويت في قرار رقم ( 660 ) و طالب العراق بالإنسحاب من الكويت و قد أعلن مجلس الأمن في يوم الاثنين ” 6 أغسطس 1990 ” عن فرض عقوبات إقتصادية على العراق ، و قد طالبت جامعة الدول العربية في يوم الجمعة ” 3 أغسطس 1990 ” بالإنسحاب العراقي للكويت ، و أعلنت السعودية عن قلقها إحتمالية حدوث إحتياج عراقي لأراضيها ، و قد أعلن الرئيس الأمريكي ” جورج بوش ” الأب عن إرسال القوات الأمريكية إلى السعودية في يوم الثلاثاء ” 7 أغسطس 1990 ” .

 

و في ظل الحشود العسكرية الغربية المتدفقة على دول الخليج العربي ، أصدر مجلس الأمن الدولي قرار رقم ( 678 ) يوم الخميس ” 29 نوفمبر 1990 ” و الذي حدد فيه يوم الثلاثاء الموافق ” 15 يناير 1991 ” كموعد للإنسحاب العراقي من الكويت ، و قد تشكل إئتلاف عسكري من ( 34 ) دولة في العام ضم ( 500000 ) عسكرياً ، لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ( 660 ) و قد إزدادت الحشود العسكرية إلى أن وصلت إلى ( 959600 ) عسكرياً ، و قد كان هناك تعنت من الجانب العراقي الذي قايد إنسحابه بالإنسحاب السوري من لبنان و إنسحاب قوات الإحتلال الصهيوني من الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان السورية .

 

و قد تدخل الإئتلاف العسكري الدولي بتنفيذ عملية تحرير الكويت في فى يوم الثلاثاء ” 26 فبراير 1991 ” بعد أن قامت بتوجيه ضربات عسكرية موسعة للجيش العراقي و الذي إنسحب من الكويت على إثر هذه الضربات ، ليدخل العراق في نوبة حصار تام له و الذي إستمر حتى سنة ( 2003 ) بعد تعرض العراق لغزو صهيو أمريكي جلب الخراب والدمار للمنطقة بأسرها و ليس للعراق فحسب .