حوار_حمادة علاء الدين
د/ هبة طه حاصلة علي دكتوراه في الصحة النفسية ،، وتعمل معالجة نفسية ، وعضو منظمة حقوق المرأة ، وعضو مؤسس بجمعية أصدقاء مرضي الدم تحاورنا مع د/ هبة عن علاقة الطب النفسي بالفن :
* هل هناك علاقة بين الفن والطب النفسي ؟ وكيف يربط الفن بالطب النفسي ؟
– نعم وعلاقة وثيقة جدا ، ومثلما الفن سبب من أسباب المرض النفسي ، أيضا المرض النفسي من أسباب الإبداع والفن ، ونحن نستخدم السيكودراما في العلاج النفسي للمرضي .
* هل الطبيب النفسي يستخدم الفن لعلاج مرضاه ؟
– نعم ونستخدمه كثيرا كما قلت ” بالسيكودراما ” ، ومعني السيكودراما لدينا أننا نحضر أكثر من حالة ، وتكون الحالة مشابهة أو مناسبة للدور الذي سيتقمصه، ونجعله يتقمص الدور المناسب لعلاج الحالة الخاصة به ، حتى يفرغ الشحنات السلبية التي بداخله ، وهذا يساعده أن يبدأ في التصالح مع ذاته بطريقة سليمة .
* بعض الفنانين يعايشون حالة نفسية معينة أثناء التصوير ، ولكن هذه الحالة تستمر لديهم ، فماهي الأسباب التي تجعل هذه الحالة تلازمهم حتى بعد انتهاء العمل ؟
– هذا يكون بسبب التقمص ، بمعني انه تقمص دور لمدة 3 أو 4 أشهر مدة التصوير وهو يعيش الحالة بكل جوانبها ، بمشاعرها ، بأحاسيسها ، مكتئبة ، سعيدة ،فبالتالي أللاوعي لديه لم يستطع الفصل بأن هذا تمثيل أم واقع ، فيظل أللاوعي يعمل علي انه حالة مكتئبة أو سعيدة ومع مرور الوقت يبدأ أللاوعي يستوعب انه كان في حالة ليست بالواقع فيبدأ بالعودة إلي حالته الطبيعية .
* أيهما يؤثر أكثر في الأخر ،، هل المرض النفسي يدفع الإنسان نحو الإبداع ؟ أم أن الإبداع يدفع الفنان نحو الجنون ؟
– الاثنان فمثلما نستخدم السيكودراما في علاج أمراض كثيرة ، فالمرض النفسي له شق إبداعي كبير جدا ، بمعني إن اغلب الفنانين التشكيليين هم مرضي نفسيين ، يظهروا الخلل النفسي في صورة فنية ، وهذا شيء صحي جدا ، أن اخرج المرض النفسي في صورة إبداعية ” فن ، رسم “، وهناك مطربين كثيرين كانوا يصفوا إن الغناء علي المسرح هو العلاج لهم ، وبالفعل هم صادقون لأنهم يخرجوا كل الطاقة السلبية في الفن لديهم ، وأيضا إن شدة التقمص تؤدي إلي المرض النفسي ، وشدة الشهرة تؤدي إلي جنون العظمة .
* هناك جملة تقول أن ” الموسيقي غذاء الروح ” ؟ هل هذه الجملة صحيحة ؟ وكيف تكون الموسيقي كذلك في ظل الأغاني الدرامية ، والكلاسيكية التي تكثر بشدة ؟
– نعم هذه الجملة صحيحة جدا جدا ، فالموسيقي شفاء للروح والجسد الاثنان معا ، كمثل عندما نسمع موسيقي هادئة ، والشخص عصبي فجأة تجد نفسك هدأت ، وهناك بعض الموجات الموسيقية التي نستخدمها في العلاج ، وهي تبدأ في تهدئة المرضي ، وتجدها في اغلب المشافي النفسية ، هناك ترددات موسيقية معينة علي طبقات معينة تذهب إلي اللاوعي لدي المريض، وتجعل الحالة هادئة وتخرجها من الحالة السلبية إلي الحالة الايجابية ، والموسيقي نستخدمها دائما في حالات القلق ، والتي تساعدنا كثيرا في علاج المرضي .
* هل يمكن أن يصبح الفن مادة تُدرس في كل أنحاء المعمورة ، كالمدارس والكليات ، ويمكن أن يكون علاجا أساسيا في المستشفيات ؟
– طبعا ، لو نظرنا لأكبر محفزة في العالم ، والتي حدثت لها حادثة أصابتها بشلل في اغلب أجزاء جسدها ولم تكن تتحرك أبدا ، كانت تحب الرسم ، وبدأت تحاول وتضغط علي نفسها لكي تمارس هوايتها ، والأطباء اجمعوا علي عدم فعلها لهذا ، ولكن بالرسم بدأت بالرجوع وبدأت بالتحرك ، وعادت تحرك يدها وتتحدث وترسم ، وكان الرسم هو المساعد لها للعودة ، وصارت اكبر محفزة بالعالم ففكرة أن يكون الفن علاج بالمستشفيات هذا شيء عظيم جدا .
* هناك بعضا من الفنانين يصابون بالنرجسية وجنون العظمة بعد دخولهم طريق الفن ؟ فكيف للفن أن يكون علاجا وهو يصيب البعض بالأمراض النفسية ؟
– نعم جنون العظمة يحدث كثيرا بسبب دخولهم الفن ، لكن ليست كل أنواع الفنون تناسب معنا ، لعلاج الفنان المصاب بالنرجسية وجنون العظمة ، لان هنا لابد أن استخدم علاج دوائي فورا ، لأنه يكون قد وصل إلي مرحلة متقدمة ، ولكن نستخدم الفن في علاج حالات تحتاج للفن فعلا ، إن اغلب الحالات التي نستخدم بها العلاج بالفن هي حالات ( القلق ، الوسواس ، الاكتئاب ) ولكن هناك حالات تكون في المراحل المتقدمة نستخدم معها العلاج الدوائي .
* في العلاج بالفن ،، هل يفضل أن يكون فنانا لا علاقة له بالطب ؟ أو أن يكون طبيبا ؟ أيهما اصح للعلاج ؟
– الطبيب طبعا ، لان الطبيب يعلم ماهي مداخل الحالة ، يعلم ماهو انسب دور لها في العلاج ، وإخراجها من أللاوعي إلي الوعي ،،والعكس صحيح .
* نري أيضا أن بعض الأطباء النفسيين ، وكذالك المعالجين النفسيين يستخدمون فن الرسم في وصف حالة المريض ؟ كيف تتم معرفة حالة المريض وتشخيصها من تلك الرسومات ؟
– لكون كل رسمة لدينا لها معني ودلالة ، فلا نتعامل مع الرسمة علي أنها رسمة ، ولكن نتعامل معها علي أنها رموز ، كل رمز منهم له معني نفسي ودلالة نفسية لدينا ، فالشجرة لها معني ، والبرواز له معني ، والقلم له معني ، كل شيء نتعامل معه علي انه رمز ، وإشارة لخلل معين ، أو لرغبة نفسية معينة ، أو لمرض نفسي معين





More Stories
أوبريت العبور على مسرح جلال الشرقاوي.. ملحمة عربية على أرض مصر تُجسد وحدة الشعوب وروح أكتوبر
عرض أوبريت المسرحي الغنائي “العبور على مسرح جلال الشرقاوي بالقاهرة
فريق شباب مصر يقوم بندوه توعيه عن قيم يحتاجها الشباب وهي الانتماء للوطن