«زي النهاردة».. منذ 31 سنة الأسود تلتهم التانجو في افتتاحية مونديال إيطاليا 90

«زي النهاردة».. منذ 31 سنة الأسود تلتهم التانجو في افتتاحية مونديال إيطاليا 90

كتب – أحمد نصار

كانت شعوب العالم على الموعد مع إنطلاق النسخة الرابعة عشر من بطولة كأس العالم لكرة القدم و التى تستضيفها إيطاليا في عام 1990 .

و كانت على الموعد مع مباراة الإفتتاح بين الأسود الكاميرونية في المشاركة المونديالية الثانية بعد المشاركة الأولى في مونديال إسبانيا 82 و التانجو الأرجنتيني حامل اللقب في مونديال المكسيك 86 و الساعي للحفاظ على لقبه المونديالي في مونديال إيطاليا 90 .

أقيمت مباراة الإفتتاح على ملعب ” جوزيبى ماتسيا ” بمدينة ميلانو الإيطالية ؛ و بحضور أكثر من 80000 متفرج و بقيادة الحكم الفرنسي ” ميشيل فاوترو ” صاحب ال 44 عاماً .

المنتخب الكاميروني المغمور و القادم من أدغال القارة السمراء يواجه المنتخب الذي أبهر العالم في مونديال المكسيك و الذي بصفوف أمهر اللاعبين و على رأسهم صاحب القدم و اليد الذهبية الخارق القديس ” دييجو أرماندو مارادونا “.

” مارادونا ” الذي لم يكن مرحب به في ” السان سيرو ” ؛ كونه لاعب فريق ” نابولى ” و معه رفاقه من كتيبة التانجو ك ” سيرخيو باتيستا ، خورخي بوروتشاجا ، نيري ألبرتو بومبيدو ، كلاوديو كانيجيا ، أوسكار روجيري ، جابرييل كالديرون ” يقودون التانجو في المونديال للدفاع عن اللقب في المجموعة الثانية و التى تضم منتخبات ” الإتحاد السوفيتي ، رومانيا ، الكاميرون “.

بينما تأتي الأسود الكاميرون إلى بلاد الرومان للمشاركة الثانية في المونديال بعد المشاركة الأولى في بلاد الأندلس و التى كان التعادل سائدا فيه على مباريات الأسود في مونديال 82 مع منتخبات ” إيطاليا ، بيرو ، بولندا “.

الأسود الكاميرونية في ملحمة كبري يسطروا في المونديال تاريخاً كبيراً للقارة السمراء بالفوز على التانجو الأرجنتيني بهدف المهاجم ” فرانسوا أومام – بييك ” فى الدقيقة السابعة و الستين من عمر المباراة برأسيته و الذي صعد فيها مرتقياً على لاعبو التانجو ” نيستور لورينزو ، نيستور فابري ، خوان سيمون ” ليعلن عن زئيره في السان سيرو و يثأر لأخيه اللاعب ” أندريه كانا – بييك ” الذي طرد من اللقاء في الدقيقة الحادية و الستين من عمر المباراة .

هدف ” فرانسوا أومام ” جعل مدرجات الملعب تنفجر من الصياح و الإحتفال و الذي جعل المعلق الراحل ” محمود بكر ” رحمه الله تعالى يقول على شاشة التلفزيون المصري :-

” عدالة السماء نزلت على إستاد سان سيرو ؛ و ربنا مبيحبش الظلم ”

الهدف الذي أدخل الأسود الكاميرونية التاريخ الكروي من أبوابه الواسعة ، و جعل العالم يذكرهم جيداً

قاتلت الأسود في المباراة على الرغم من حالتي الطرد التي حدثت للمنتخب الإفريقي في الدقيقتي السابعة و الستين و الثامنة و الثمانين من عمر المباراة لللاعبين ” أندريه كانا – بييك ، بنيامين ماسينج ” حتى نهاية المباراة ليحققوا الفوز .

ذلك الفوز الذي جعل الأرجنتين تنتفض رأساً على عقب ؛ ذلك الفوز الذي جعل رئيس الأرجنتين آنذاك ” كارلوس منعم ” يتصل هاتفياً المدرب ” كارلوس بيلاردو ” و يعطيه التوجيهات الفنية في الملعب.

هزيمة التانجو جعلت الشعب الأرجنتيني يتحد بمختلف أطيافه السياسية من أجل تجاوز هذه المنحة.

أما ؛ المنتخب الكاميروني فقد دفعه الفوز التاريخي إلى مواصلة مشواره في المونديال ليفوز على رومانيا بهدفين مقابل هدف و يخسر من السوفيت برباعية نظيفة ، ليصعد إلى ثمن النهائي مكرراً الإنجاز المغربي في مونديال المكسيك 86 و يفوز على نظيره الكولومبي بهدفين مقابل هدف و الذي سجلهما النجم ” روجيه ميلا ” الذي أحدث جللا في المونديال برقصة ” الماكوسا “.

و لكن كان الأسود الكاميرونية على الموعد التاريخي في ربع نهائي المونديال أمام الأسود الإنجليزية ، لتسقط أسود الكاميرون بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة دراماتيكية و التى كان الأسود الكاميرونية في قمة الرضا و السعادة عما حققوا فيه مونديال إيطاليا 1990.