فاطمة القاضي تكتب
لدي رؤيتي الخاصة التي تقول…
بأن القدر ليس قيودًا تُغلّ الأيدي، بل هو خيوط حريرية نسجها الله حولنا، بعضها نلمسه ونختاره، وبعضها يظل غائبًا عن وعينا حتى يقع.
أقول بأن أعمارنا ليست أوراقًا جامدة مكتوبة، بل هي أنهارٌ تجري حيث نوجّهها، بينما البحر البعيد قد رُسم مساره منذ الأزل.
وأؤمن بأن دموعنا عند البلاء ليست عبثًا، بل مفاتيح صبر تُفتح بها أبواب الفرج.
وبأن اختياراتنا الصغيرة — كلمّة صدق، نظرة رحمة، سجدة في ليل — هي الحجارة التي نبني بها قصورنا في الجنّة.
أما ذنوبنا، فهي ظلال قراراتنا حين اخترنا البُعد، فانعكست علينا ظلمة.
وأقول بأن الحساب ليس ظلمًا، لأن الله لم يجبر أحدًا أن يمد يده إلى خير أو شر، بل ترك لنا اليد حرة، يكتبها القلم كما أرادت.
وأن اللوح المحفوظ ليس قيدًا، بل هو مرآة علم الله بما سنصنع، علمٌ يسبق خطانا ولا يفرضها.
أرى أن الرضا بالقدر هو أعذب ألوان الحرية؛
من رضي، تفتحت في صدره بساتين،
ومن اعترض، غرق في صحراء لا ظل فيها.
وأقول بأن الجنة ليست بعيدة، إنها بذور حب نزرعها في القلوب، فإذا سقيناها بالإيمان أثمرت.
والنار ليست بعيدة، إنها الأكاذيب التي نربيها في عقولنا، فإذا كبرَت التهمتنا.
ولا خلاص للإنسان إلا بأن يعمل، ثم يرضى، ثم يُسلم قلبه لله، فينجو.





More Stories
إعادة وإلغاء في دوائر برلمانية… والهيئة الوطنية تعيد تشكيل المشهد الانتخابي
جدل في الدائرة الرابعة بالفيوم بعد الإعلان المبدئي للنتائج… والأنظار تتجه للّجنة العليا
وشهد شاهد من اهلها