20 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

محمد الكسباني يكتب” يوميات مدرس”

( يوميات مدرس)

بقلم / محمد الكسباني

هلّتْ بأثوابٍ لها وردية

ملفوفةٌ وكأنها بردية

أمعنتُ فيها نظرتي متفحصا

يا ويلتي محبوبتي سعدية!

همستُ بلطفٍ يا فتايَ ومنيتي

يلا انكشحْ قم قطفِ الملوخية

جلستْ تداعبني وتذكرُ ما جرى

أيامَ كنا نأكلُ العسلية

أذكرتَ أيامَ الخطوبةِ يا فتى

قد كنت تمرح بكرةً وعشية

أو تحتسي شايَ العروسة عندنا

مستمتعا في ساعة العصرية

باتت ترواغني وفي نظراتها

أسيستُ أو تمريرةٌ عرضية

فكأنها ميسي يراوغ خَصْمَهُ

أو مو صلاحَ يمررُ البينية

ما ذقتُ لحما في حياتي عندكم

وحمامةً ودجاجةً مشوية

قد كنتُ أمكثُ بالنهارِ كصائمٍ

والبطنُ في ليل الشتا مطوية

حتى إذا جنَّ الظلامُ وأسرجوا

عند الطعامِ بشمعةٍ مطفية

جاءوا بأقراص الفلافل بيننا

مصنوعةٍ بأناملٍ ذهبية

جلبوا المخللَ والمحمرُ غائبٌ

وتهللوا لبطاطسٍ مقلية

وجلستُ أنطرُ هل تجيءُ دجاجةٌ

مثل انتظار الطفل للعيدية

وكلامهم أو همسهم في حضرتي

فكأنهُ من معجمِ العبرية

جادوا بأنواع السريس وجُبنةٍ

مرصوصةٍ بجوانبِ الطبلية

ما ذقتُ أصنافَ الشواءِ ببيتكم

مطهوّةٌ بتوابلٍ هندية

فلعلَّ لم تُكْتَبْ لكم بدفاترٍ

بل ليتَ كلَّ دروسكِ النحوية

لولا مخافةُ أن تضيقَ صدورُكم

سطرت في وصفِ العشا مرثية

ولقلتُ فيهم ما يُشاعُ بقريتي

وفضحتهم بالشعر في الأمسية

فالفأرُ يدخل بيتهم متدينا

ويعودُ منسوباً إلى الوثنية

لا تكثري في وصفِ أمجادٍ لكم

هيا اتركيني للحديث بقية

من للمعلمِ في زمانٍ قد غفا

متغيبا بسجائرٍ بنية

حسْبُ المعلمَ بالبلايا في الورى

أن زوجوه بزوجة نكدية

أو أن يواجه بالصباحِ إدارةً

مثلَ التقاءِ الليلةِ الشتوية

هل من مجيرٍ من مديرٍ لا يعي

متجبرٍ ووزارةِ معمية

أولستِ من باتت تفاخرُ غيرَها

بمدرسٍ بوزارة التربية

الآن أعملُ بالمجالِ موجهاً

متمرسا بشهادتي العلمية

قالت هنيئا يا فتى بعلاوةٍ

ستزيدُ من أوراقنا النقدية

سيطولُ صوتُ ال ATMمجلجلا

ومدوياً كسرينة الدورية

فوليدنا أمسى وأصبح يافعا

سنزوجُ الأبناءَ في الصيفية

قلت ارجعي لحديثنا في بدأنا

وتجملي بهوادةٍ وروية

ما شئتِ من أمرٍ مطاعٍ بيننا

هلّا جلبتِ لفاىفَ الملوخية

فأنا الفقيرُ مغفلٌ حيث ارتضى

دون الحسانِ فتاته سعدية

واخترتُ من دون البلايا بلوةً

كذبائحِ الجزارِ بالأضحية

قالوا سأجمعُ في الجنانِ بزوجتي

تمتمتُ أين الراحةُ الأبدية