بقلم ـ فاطمة القاضي
أؤمن أنَّ الطرق لا تضيع، لكنّ أصحابها هم الذين يجلسون عند أول وجع في الطريق.
وأن الأحلام لا تخون، نحن من نتهاون معها حتى تهرب منا.
كنتُ أراقب العالم من حولي يتقدم…
كلُّ مَن عرفتُه لمس ما أراد، وبلغ وجهته، وكأنه كُتب له الوصول منذ البدء،
أما أنا… فما زالت خطواتي ساكنة، وكأن الأرض وحدها تتحرك من تحتي!
آنذاك… ألقيت اللوم على كل شيء:
على الزمن الذي لا ينتظر،
على الناس الذين سبقوني،
على الأماكن التي ضاقت بي،
على الحظ الذي نسي اسمي…
جعلتُ الجميع جناةً، وجعلتُ نفسي ضحيةً مقدسة!
وامتلأ قلبي دخانًا… غلًّا يعتصرني،
وكنت أظن أن الحياة تخذلني… والحظ يعاقبني بلا ذنب.
لكن صدفة واحدة… كانت كفيلة بأن تجعلني أرى كل شيء واضحًا:
رأيته يسير نحو بيت الله،
واحد من أولئك الذين حسدتهم…
فارتجف قلبي.
شعرت أن ظلاً أسود كان يرافقني وسقط…
وخجلت.
خجلت من ربي الذي يناديني كل يوم،
وأنا أبقى صمّاء… مكسورة الإرادة.
حينها فقط…
التفتُّ لنفسي.
اكتشفت أنّ أكبر ثقب في سفينتي هو قلبي حين امتلأ حسدًا،
وأن الطريق لا يُفتح لمن لا يمشيه.
قلتُ لنفسي همسًا:
الحياة تستقيم حين نستقيم.
والرزق يقترب حين نقترب.
والخير يُفتح حين نمد أيدينا له…
لا لنسرق… بل لنبني.
لا لنؤذي… بل لنساعد.
قبل أن نشكو البحر…
فلننظر إلى سفينتنا:
هل هي صالحة للإبحار؟
أم أنّ الغرق بدأ منا… قبل أن يبدأ منه؟





More Stories
ترامب: إسرائيل ستفقد دعم أمريكا بالكامل إذا ضمّت الضفة الغربية
البرلمان على صفيح ساخن.. مصر تستعد لانتخابات النواب وسط سباق الوعود وصمت الشارع
مصر الهيبه و لا عزاء للحاقدين