30 سبتمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

عاوزا الجوفايا دي أوزنها لي يا ابني

 

بقلم ـ عماد إبراهيم

عبارة أضاعت النوم من عيني ..

تأرقت من أجلها….

شعرت بأن الدنيا تدور دون رحمة بنا ..

إنها (ستينية العمر ) خط في محياها الزمن بقلمه خطوط الطول والعرض ..

وَقَفَت هذا الستينية على رجل صعيدي يبيع فاكهة في الشارع …..يناضل على معاشه في وجه بحري في طنطا العاصمة ..

.كل مدخرات هذا المناضل ( عربة ) يزينها بأقفاصٍ من:
التين ( 35 جنيه )
الموز (40 جنيه)
الجوافة (50جنيه )
تقترب رويداً رويداً الفاضلة الستينية متلعثمة ، ثم تنحني لتقبض على عدد ( واحد حبة جوافة ) وتقول للبائع اوزنها يا ابني ….

فيناقشها الحساب ..
.ومن نوقش الحساب عذّب …
فتدخلتُ بينهما لفض الاشتباك بالذوق …
وتم فضه لصالح حبة الجوافة الفريدة ..
تسأل البائع بم تبيعها ؟
. إنها تتفاوض على جوافايا واحدة ..أجل هو ما ترى …

حبة جوافة كأنها قطعة من:
الألماظ أو الألماس أو الذهب عيار 24 أو 21 وليست قشرة أو فضة . ..

إنها ( حبة جوافة ) وضعها المناضل البائع على الميزان (الديجتال) الذي لا يغادر صغيرة من الأوزان ولا كبيرة إلا أحصاها..

فاهتزت الأرقام كأنها جان معلنة ساعة الصفر ….
حبست الأنفاس ..
بلغت القلوب الحناجر
وأضرم في الكبود نار ناجر ..
ثم أعلن النتيجة :

ثمن حبة ( جوافايه ) ياحجه (18 ) جنيه صافي قائم عند الوزن ..

ثم تشرع السيدة في مفاوضات الحكم الذاتي لثمرة الجوافة اليتيمة ( واليتم مطلق الانفراد)

ليتم بعد مباحثات (سايكس بيكو ) الإفراج الجمركي عن الثمرة ليقوم بسداد ثمنها بعد التخفيض أَحَدُهُم ..

وتتوارى الأم الكبيرة التى همست في خشوع تام أن هذه الثمرة لابنتها التى ( تتوحم على جوافة ) وتخشى على وليدها ان يُطْبَع بها في جبهته فتكون بئس الوَحْمَة أو السيمة
بنتها على وش ولاده ونفسها في الجوافة التى قَطَعَ ثمنها النفيس متن ثاني ورقة في مصر ثراء بمضمونها ..(50جنيه)

إلى هنا انتهت قصة ( شراء صفقة الميراج والرافال الفرنسي ( أقصد حبة الجوافة )

التعليق :
لا أدري بم أعلق …
لكن الذي أدرية أن الجو ملبد بالفقر .

فعلى الأغنياء وهم يسيرون في الأسواق أن يَلْمَحُوا الفقير بسيماه فيهدية بعض ما أفاض الله عليه .

ثانيا: أعتقد أن بابا جديدا من أبواب الصدقات يجب أن تكون على هيئة إستيداع مبالغ مالية لدى الباعة والصيادلة والأطباء والبقالين الموثوق فيهم من أصحاب البيع والشراء لصالح من نتيقن فقره وعوزه ..
الناس بخير ماتناصحوا..

ولم يغب عن بالي أثناء تسوقي في أسواق الخضروات تلك (( الظعينة الحَيٍيَّة )) التى لا تستطيع مَهْرَ الحرّة القرشية من الطاطم (البنادورا) بعد جنونها الأخير الذي جاوز العشرين للناضج منها … أن تهمس في أدب جَمٍ ، وحياء أشم ، مخاطبة من يبع الطماطم:
مفيش طماطم مستوية ؟؟!
والطماطم المستوية في عرف السوق المصري معروفة بسيماها … لكن …وبعد لكن هذه كلام …..

هذا الكلام أهمس به في أذن أصحاب صناديق تنمية الفقر ومسخ البركة من بلادنا بسبب ( كثرة الأموال التى تصرف في الهلس ) مع وجود من ينتحر بحبة غلة لأن العين بصيرة واليد قصيرة ولا حد حاسس ……. تشوف قاعات الأفراح وصفّ السيارات الذي لو وقفت ممتالية رأسيا

على ذيلها لوصلت عنان السماء …
وكأن الفقر أصبح (صفرا) أفيقوا يا ناس .