بقلم إيمان مالك
صباح حزين أيها العالم القاسي اهلًا أغسطس “شهر الموت”
ليس مُرحـبًا.. فقد كنت مُـرٌ قد حـبا
ولا أهلًا يا من أخذت كل الأهل.. لا شئ لك بعد الآن، كل عامين لنا لقاء وكأنك أقسمت أن لا ترحل إلا برحيل أحبابي.
العاشر من أغسطس.. المشفى.. في صباح يوم قاسٍ كـعالمي.. الساعة العاشرة.. توقفت عقارب الساعة وڪأنها قد علمت بموعد الرحيل، وأن أروحنا قد صارت قربانًـا للفراق، فتعطلت حدادًا على هذا المشهد الحزين.
شهية الموت قد أقبلت، وفاة تتلو وفاة، رائحة الموت تفوح ف كل مكان، وكأنه موسم تساقط الأرواح، صراخ يعم الأرجاء، تتعالى صرخات الأستنجاد، هواتف معطلة، نفذ الأكسجين، صفير الأجهزة يدوي معلنًا الوفاة، صمت يسود المكان، قلوب صماء، وها هو السرطان يقفز فرحًا فوق جثمان عزيزة معلـنًا انتصاره مهـللًا:-
” لقـد انتصـرت.. لقـد انتصـرت ”
وأنا أنظر له بـأعين مخذولة، وقلب فطره الحزن، وأطراف باردة ڪالثلج، و في جسـدي رعشة شوق عذراء، و رجفة تجمدت لها أدمعي، وأيدي مُكتفة لم يسعها سوى أن تحتضن ركبتاي في زاوية المشفى ثم اقترب مني وهمس لي عليكي أن تتعلمي يا حلوتي أن لا تتحدي من هم أكبر منكِ عمرًا، فعمري أضعاف عمرك على هذا الأرض اللعين، رفعت رأسي، قاطعت ضجيج فرحه وأخبرته بيأس:-
“نعم لقد انتصرت..انتهت المعركة يا سيدي.. والخوف كان بطلها، والفراق كان بها الختـام.. انتهت معركـة أنعـي فيها يأسـي، وأنفـض حطام الندوب التي خلفتها الحروب عن جسدي، وإن كنت قد ربحت أنا ذات يوم جولة، فأنت الآن ربحت كل الجـولات، هنيئـًا لك يا عـزيزي”
جاءت الممرضة وتساءلت من هذا؟!
“سين” کـسارق يسلب أرواح الأنقيـاء عنــوة.
“راء” ڪراء تتخلل جرعـة الكيـماوي.
“طاء” کـطاغي يدهس بقدماه آلام الضعفاء.
“آلف ” ڪـآنين أجساد لا يـدري بها آحد في غسق الدچى.
“نون” ڪـنيران تأكل أجساد أرهقها المرض.
گـنوم طويـل لا يعقبه صحو.
“السرطان” يا عزيزتي أكـبر من مجرد كلـمة.
ڪتوقف المخـدر عـن عمـله في الجزء الأخـطر من العملية هكذا يعلـن السرطـان عن إنتصـاره. 💔🥀





More Stories
أوبريت العبور على مسرح جلال الشرقاوي.. ملحمة عربية على أرض مصر تُجسد وحدة الشعوب وروح أكتوبر
عرض أوبريت المسرحي الغنائي “العبور على مسرح جلال الشرقاوي بالقاهرة
فريق شباب مصر يقوم بندوه توعيه عن قيم يحتاجها الشباب وهي الانتماء للوطن