21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

شخصية اليوم المضيئة زهيره سعد عبد الحميد حماده  ممرضه بمستشفى ابوالمطامير بالبحيرة

 

متابعة – عماد إبراهيم

 

لا يتوقف العطاء عند سن معين ، ولا ينضب بئر التفانى ولا يجف ابدًا .

فالعطاء نهرٌ بلا حدود ، يتدفق بالخير مادام الإنسان يتنفس ، وما دام بإستطاعته منح الأمل لأخر نبضٍ فى الحياه .

 

إننا اليوم مع قصة زهيره أو الحاجه زهيره كما يُطلق عليها زملاؤها ، الذين احتفلوا بالأمس فقط ببلوغها سن الكمال .

ورغم ذلك فهى ضربت لنا مثلاً ولا أروع فى معنى التضحيه والبذل والعطاء ، وتقديس الواجب واحترام العمل وأداء كل ما يُطلب بإتقان .

 

وتَعَلّم منها الجميع معنى الإخلاص وكيفية التفانى فى العمل لأخر لحظة فى العمر ، اقتداءً بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيله ، فليغرسها ) والفسيله هى النخلة الصغيرة .

 

عندما جاءت الكورونا ونادى نادِى الجهاد على الجميع وامتثل للواجب جنود الجيش الأبيض ، ولبُّوا جميعا النداء ، اذ بالحاجه زهيره لا تجد اسمها مدون بقائمة العمل الخاصة بمن سيدخلون العزل .

واستفسرت عن السبب ، وجاءت الإجابة صادمةٌ لها …( السن وظروفك الصحية )

وأخذوا يبررون لها أنهم جميعا يعلمون ظروفها الصحية ومدى تقدمها فى العمر …..

هل تفرح لأنه تم اعفاؤها من أداء مهمة شاقة وعسيره ؟ بل هى المهمة المستحيلة الى قد يلقى فيها الشخص حتفه وتكتب كلمة النهاية. ؟؟؟

 

اعترضت الحاجه زهيره بأنها ليست أقل وطنية من زملائها ، وليست اقل امتثالاً لتنفيذ الواجب ، فالواجب فرضٌ على الجميع ، وليس له مقاييس عمرية محددة ، ومع اصرارها المتناهى للمشاركة ودخول العزل ، رضخوا لطلبها المُلّح ووافقوا على طلبها بشرط كتابة اقرار على نفسها بأنها ستدخل العزل بناء على طلبها ، وفعلا تم لها ما ارادت .

 

ودخلت زهيره العزل مثلها مثل زملائها من جنود الجيش الأبيض ، لم تدخر جهد لإعانة مريض ولم تقصر مع أى محتاج للخدمة أو طالبٍ للمساعدة .

ولسان حالها يقول لزملائها فى العمل … أنا لا أقل عنكم نشاطًا وحيوية ، والسن ماهو إلاَّ مجرد أرقام فى تاريخ الإنسان .

وأذهلت كل من يراها وهى تمارس عملها وهى فى منتهى الهمة والحيوية والنشاط .

 

وفجأةً وإذ بزهيره تسقط مصابةً بالكورونا فى الموجة الأولى ، ليس هذا فقط ، بل يشاء المولى أن تُصاب ابنتها الحامل هى الأخرى فى نفس الوقت ، وتتواجد الإثنتان فى العزل فى نفس المكان الذى كانت زهيره تُمَرِض و تُراعى فيه المرضى بالأمس القريب .

وعانت فى مرضها أشد المعاناه وتحملت الكثير والكثير من الألم ، وكانت حالتها خطيرة جدًا بقول اطبائها المعالجين ….

 

ويمُن الله سبحانه وتعالى عليها بالشفاء هى وابنتها ويخرجا من العزل ، وما هى إلاَّ أيام وبمجرد أن استردت صحتها وعافيتها ، وجدها الزملاء أمامهم ،

وتطلب من جديد وبكل اصرار دخولها العزل مرةً أخرى ، ليس هذه المرة لكونها مريضة تطلب العلاج ، بل لتؤدى واجبها من جديد وتجاهد مع زملائها فى مواجهة الشبح الذى رأت بنفسها ماذا يفعل فى البشر .وآثرت ألاّ تترك ساحة الواجب المقدس وأن تواصل تفانيها فى عملها الذى تحبه .

 

واستمرت الحاجه زهيره فى عملها حتى آخر يومٍ لها فى العمل الرسمى ، وقام الزملاء الأفاضل الذين لم ولن ينسوا ماقدمت لهم من بطولات بالإحتفال بها وبتكريمها أمس ، بمناسبة بلوغها سن الكمال .

 

ونحن اليوم نحتفل بها جميعًا هنا ونقول لها انت استثنائى وعيد ميلاد سعيد …

 

متمنيين لها دوام الصحة والعافية وندعوا لها ببركة العمر وأن يجازيها الله سبحانه من خيرى الدنيا والأخرة .