21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

زي النهاردة من 52 عام .. فرقة الدراويش الإسماعيلاوية تتوج بطلةً للقارة السمراء

زي النهاردة من 52 عام .. فرقة الدراويش الإسماعيلاوية تتوج بطلةً للقارة السمراء

 

كتب – أحمد نصار

 

توفقت لعبة كرة القدم فى مصر فى نهاية حقبة الستينيات و لم يعد لها أثراً ، أرض محتلة و بلد و شعب يكافحان من أجل عودة الأرض المحتلة و تحريرها من عدو غادر ، جيش مصر يحارب و يجاهد من أجل تحرير سيناء الغالية ، و فى هذه الظروف لم يأتى أي ذكر للعبة هوس بها المصريين و أصبحت جزء رئيسياً من حياتهم .

 

و لكن هيهات ، فلعبة كرة القدم تظهر كعادتها فى هذه الأوقات ، لتكتب فصول من أحداث و غرائب فى ظل هذه الأوقات و قد سطرت كرة القدم تاريخاً طويلاً و ظهورا مميزاً فى الحروب و المعارك فى العالم ، و ها هي كرة القدم ترسم الفرحة و البهجة على وجوه المصريين فى ظل حرب الإستنزاف و التى يخوضها الشعب المصري لتحرير الأرض ، و فى الوقت الذى كان يحارب الجيش فيه فى سيناء ، كانت فرقة الدراويش الإسماعيلاوية تكتب التاريخ فى القاهرة على ملعب ” ناصر الدولي ” ” ملعب القاهرة الدولي ” حالياً بتحقيقها لبطولة كأس إفريقيا للأندية أبطال الدوري فى موسم ( 1969 ) فى نسختها الخامسة على حساب فريق إنجلبير الكونغولي ” تى بى مازيمبى الكونغولي ” حالياً .

 

ففى يوم يوم الجمعة الموافق ” 9 يناير 1970 ” كانت الجماهير المصرية على الموعد مع إنجاز مصري فريدا من نوعه فى الأدغال الإفريقية ، ففريق الإسماعيلي يواجه فريق إنجلبير الكونغولي على ملعب ” ناصر الدولي ” فى حضور أكثر من ( 70000 ) متفرج و مشجع جاؤوا لمساندة برازيل مصر فى كتابة التاريخ ، أعداد غفيرة لا تعد ولا تحصى جاءت من جميع أنحاء البلاد لتساند فرقة الدراويش الإسماعيلاوية و ذلك الأمر الذى دفع هيئة النقل العام لتخفيض أسعار تذاكر المواصلات فى ذلك اليوم و تشغيل خطوط إضافية لإستعياب الجماهير الوافدة ، و قد شهدت المباراة زخما إعلامياً كبير فى مصر و قد قام التليفزيون المصري بإذاعة المباراة على القناة الخامسة فى بث مشترك مع الإذاعة المصرية ، على أن يعاد بث مباراة مرة أخرى على شاشة التلفزيون كسابقة إعلامية فى منطقة الشرق الأوسط .

 

بدأ الإسماعيلي مشواره فى كأس إفريقيا للأندية بمواجهة فريق التحدى الليبي فى الدور الأول فى أكتوبر من عام ( 1969 ) و قد حقق الدراويش الفوز ذهاباً و إياباً ففى العاصمة الليبية طرابلس يحقق الدراويش الفوز بخماسية نظيفة و فى القاهرة يكرر الدراويش الفوز مرة أخرى و لكن بثلاثية نظيفة ، لتتأهل فرقة الدراويش الإسماعيلاوية إلى دور ربع النهائي لملاقاة فريق جورماهيا الكيني و ينجح فريق الإسماعيلى فى تحقيق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف فى مباراة الذهاب بالقاهرة ، ثم تعادل الفريقين فى مباراة الإياب بهدف مقابل هدف فى العاصمة الكينية نيروبى .

 

ليصعد الدراويش إلى دور نصف النهائي و يلاقى فريق أشانتى كوتوكو الغاني و نجح عازفو السمسمية فى تحقيق تعادل ثمين فى مدينة كوماسى فى مباراة الذهاب بهدفين مقابل هدفين ، ثم يتمكن عازفو السمسمية من تحقيق الفوز فى مباراة الإياب بثلاثة أهداف مقابل هدفين فى القاهرة ، ليصعد الإسماعيلى و يواجه العملاق الكونغولي و الذى كان يسعى لتحقيق اللقب الثالث له على التوالى فى كأس إفريقيا للأندية بعد أن حقق اللقب فى نسختي ( 1968 ، 1967 ) .

 

و قد تقابلا الفريقين فى مباراة الذهاب يوم الاثنين الموافق ” 22 ديسمبر 1969 ” فى العاصمة الكونغولية كينساشا و تمكن الدراويش من تحقيق تعادل مهم بطعم الفوز أمام فريق إنجلبير بهدفين مقابل هدفين ، ليقترب الإسماعيلي أكثر و أكثر من اللقب الإفريقي المنشود ، و تأتى مباراة الإياب و الذى عزف فيها الدراويش سمسميتهم ليحققوا فيها الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف ، فقد سجل النجم ” علي أبو جريشة ” هدفاً و ” سيد عبد الرازق ” بازوكا ” هدفين للدراويش ، بينما سجل المدافع ” موليندا ” هدف فريق إنجلبير الوحيد ، ليحقق الدراويش لقبا غالياً و يسطر به تاريخاً ملحميا فى ظروف عصيبة .

 

فريقاً يقوده المدرب ” علي عثمان ” و يضم نجوم اللعبة ” على أبو جريشة ، سيد عبد الرازق ” بازوكا ” ، أميرو درويش ، عبد الرحمن أنوس ، محمد صديق ” شحتة ” ، حسن مختار ، محمد مرسى ” رضا ” ، سيد عبد المنعم ” العربى ” ، رفعت حسنين ” ريعو ” ، ميمى درويش ، مصطفى درويش ، عبد العزيز هندي ، مرسى السنارى ” ، كتب تاريخاً عظيماً و مشرفاً للكرة المصرية و العربية ، كأول فريق مصري و عربي يحقق لقب دوري أبطال إفريقيا و فى ظل وقت صعب كانت تمر به مصر و المنطقة العربية .