ذكريات لاتينية .. الكلاسيكو العالمي و المتعة التي عشناها في 2004

ذكريات لاتينية .. الكلاسيكو العالمي و المتعة التي عشناها في 2004

كتب – أحمد نصار

بعد سويعات معدودة ، ستتجه الأنظار في جميع أنحاء العالم إلى القارة اللاتينية لمشاهدة كلاسيكو الأرض الذي سيجمع بين السيليساو البرازيلي و التانجو الأرجنتيني في نهائي كوبا أمريكا 2021 على ملعب ” ماراكانا ” بالعاصمة البرازيلية القديمة ” ريو دي جانيرو “.

ذلك الكلاسيكو الذي يأمل فيه عشاق البرغوث الأرجنتيني ” ليونيل ميسي ” تتويج التانجو الأرجنتيني باللقب بعد غياب دام ( 28 ) سنة عن التتويج الأخير للتانجو بكوبا أمريكا ، و ليضيف النجم الأرجنتيني ” ليونيل ميسي ” إلى مسيرته الكروية التتويج الثاني له مع التانجو بعد ذهبية أوليمبياد بكين 2008 ، بينما ينتظر عشاق السيليساو التتويج العاشر و الثاني على التوالي للسامبا البرازيلية بالبطولة.

و لكن دعوني أحدثكم عن مباراة جمعت بين السيليساو البرازيلي و التانجو الأرجنتيني في وقتاً ليس ببعيد ، فقط منذ 17 عام ، مباراة أراها الأقوى في تاريخ مواجهات المنتخبين في العشرين سنة الأخيرة ، ففي العام ( 2004 ) و تحديداً في يوم الأحد ” 25 يوليو ” فى نهائى كوبا أمريكا 2004 و التى استضافتها بيرو ، فعلى الملعب الوطني بالعاصمة البيروفية ليما و بحضور أكثر من 46000 مشجع و تحت قيادة الحكم الباراجواياني ” كارلوس أماريا ” يلتقي المنتخبين للمرة الثالثة في النهائي.

مباراة في غاية المتعة و الجمال و التشويق ، المنتخبين بقائمة مليئة بالنجوم ، البرازيل التي توجت بمونديال كوريا و اليابان في العام ( 2002 ) و بقيادة المدرب ” كارلوس ألبرتو بيريرا ” تدخل بتشكيلة من اللاعبين المميزين و الواعدين و هم :- ” أدريانو ريبيرو ، جوليو سيزار ، أليكس دي سوزا ، لويس فابيانو ، جوليو باتيستا ، جوان دوس سانتوس ، جوزيه كيليبرسون ، مايكون سيسيناندو ، جوستافو نيري “.

و أما الأرجنتين بقيادة المدرب ” مارسيلو ألبرتو بيلسا ” تدخل المباراة بقائمة مليئة بالنجوم الكبار ك :- ” روبرتو أيالا ، خوان سورين ، خافيير سافيولا ، جابرييل هاينزه ، روبرتو أبوندازيري ، خافيير زانيتي ، كريستيان جونزاليس ، سيزار ديلجادو ، خافيير ماسكيرانو ، بابلو كافاييرو ، أندريس داليساندرو ، كليمنتي رودريجيز ، فاكوندو كيروجا ، لوسيانو فيجيروا “.

مباراة قوية و متباينة بين السيليساو و التانجو ، كرة من ” زانيتي ” و كرة من ” أدريانو ” و إلتحامات بين اللاعبين فإصابة ل ” أليكس ” و إصابة ل ” هاينزه ” ، و فى الدقيقة التاسعة عشر من عمر المباراة عرقلة من المدافع ” لوسياو ” لللاعب الأرجنتيني ” لوتشو جونزاليس ” تسفر عن ركلة جزاء للتانجو و الذي يسددها ” كريستيان جونزاليس ” فى شباك الحارس البرازيلي ” جوليو سيزار ” فى الدقيقة العشرين من عمر المباراة.

و في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع فى الشوط الثاني ، اللاعب الأرجنتيني ” ماورو روزاليس ” يعرقل اللاعب البرازيلي ” جوستافو نيري ” ليحصل السيليساو على ركلة حرة يلعبها ” أليكس دي سوزا ” و يلتقطها المدافع ” لوسياو ” برأسه ليسكنها في شباك الحارس الأرجنتيني ” روبرتو أبوندازيري ” فى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.

و في الشوط الثاني كان اللعب سجالاً مبين السيليساو و التانجو ، فرصة هنا و فرصة هناك ، المنتخبين يقاتلان من أجل الفوز بالبطولة ، فالسيليساو يريد لقبه السابع و التانجو يريد أن ينهي المباراة و يظفر باللقب الخامس عشر.

و بالفعل ففي الدقيقة السابعة و الثمانين من عمر المباراة و من عرضية نفذها ” خافيير زانيتي” ليتلقفها ” خوان سورين ” برأسه و التي تذهب إلى ” سيزار ديلجادو ” ليضرب مرمى الحارس ” جوليو سيزار ” بقذيفة مدوية معلناً التقدم للتانجو الأرجنتيني في وقت حرج و قاتل للسيليساو.

و لكن لم يستسلم السيليساو البرازيلي للنتيجة ، فبعد محاولات عدة و من كرة طولية لعبها ” دييجو ريباس ” ، ينجح النجم ” أدريانو ريبيرو ” و من كرة و لا أجمل و بعد إركانه للكرة على قدميه في إدراك التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع فى الشوط الثاني ، لتستمر الإثارة و المتعة و كأن المباراة ترفض النهاية معلنة إستمرارها ، و تذهب المباراة بالسيليساو و التانجو إلى ركلات الحظ و المعاناة و التى أنهاها السيليساو بكل أريحية لصالحه.

فالحارس ” جوليو سيزار ” يتمكن من التصدي لكرة لاعب الوسط ” أندريس داليساندرو ” و يخفق المدافع ” جابرييل هاينزه ” فى تسجيل كرته ، ليتأزم الوضع أمام التانجو بعد هاتين الكرتين و تسجيل كرتي السيليساو عن طريق ” أدريانو ريبيرو ، إدواردو جاسبار ” ، و ينجح كلا من ” كريستيان جونزاليس ، خوان سورين ” فى التسجيل للتانجو ، و لكن النجمي” دييجو ريباس ، جوان دوس سانتوس ” من حسم الأمور لصالح السيليساو البرازيلي ، ليتوج منتخب السامبا للمرة السابعة بكوبا أمريكا و بعد مباراة دراماتيكية و مثيرة للغاية.