كتبت دينا عسكر
انتشرت في هذه الأيام ظاهرة غريبة بين ربات البيوت والسيدات من الأسر المتواضعة وهي إنشاء قنوات على وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الكترونيه تعتمد في محتواها على فيديوهات لهؤلاء السيدات يقومن بالأكل أمام الكاميرا وعرض روتينهم اليومي في تنظيف وترتيب المنزل وهذا ما أسميه (التسول الإلكتروني )
وتحصل هذه الفيديوهات والقنوات على العديد من المشتركين وعدد كبير من المشاهدات مما يعود بالربح المادي عبر الإنترنت على هؤلاء السيدات ليساعدهم على أعباء و تكاليف الحياة اليومية
فنجد أن الأسرة الواحده لديها قناة واثنين وثلاثة على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة عدد المشاهدات وبالتالي مضاعفة الأرباح
وهنا يأتي السؤال ما مدى فعالية وجدية محتوى هذه القنوات ؟ وما الفائدة التي تعود على المشاهدين من متابعتهم لها ؟ وما قيمه ما تقدمه هذه القنوات من فائدة على الفرد والمجتمع ؟
وفي الحقيقة نجد أن مثل هذه القنوات لا تقدم سوى التفاهة فهي تعتمد على أسلوب ركيك من المحادثات والمعلومات الغير مفيدة إطلاقا
ثم تطور الأمر ليصل إلى تحديات ومسابقات بين أفراد العائلة الواحدة مثل (تحدي الأكل) وهو الظهور أمام الكاميرا في بث مباشر عبر الإنترنت أثناء تناول الطعام بشراهة ومن ينهي الأكل أولا يكون هو الرابح وله الحق في الحكم على الآخرين ونجد هذه الفيديوهات منتشرة على مواقع ال YouTube و Instagram و TikTok وغيرها من منصات السوشيال ميديا
والغريب في الأمر أن مثل تلك الفيديوهات تحقق ملايين المشاهدات وهو ما يشجع الآلاف من صنع فيديوهات مشابهة بهدف تحقيق الربح والحصول على أموال بالدولارات
وبمنتهى الصراحة صرنا نعيش في عالم (عصر التفاهه )والاعتقاد بأن المال هو المعيار الأول والأوحد للنجاح أي إذا أردت أن تكون ناجحا في هذه الحياة عليك بنشر محتوى يعتمد على التفاهه بمختلف أشكالها لجني الكثير من المال لكي تصبح إنسانا ناجحا ومشهورا في السوشيال ميديا في هذه الأيام .
هل لاحظت أن قيمة النجاح في عالم التواصل الاجتماعي أصبح معتمدا على المال والمال فقط ؟وهذه اللظاهره جديدة في مجتمعنا الشرقي ولكن أصبحت مغريه لكل سيدة وفتاة في بداية حياتها
لأنها وسيلة سهلة وسريعة لكسب المال بدون جهد فهي لا تريد أن تبدأ بالخطوات التقليدية المعتاده الطويلة أو تبذل الجهد في الدراسة بالمدارس والجامعات لتحصل على وظيفة في مكان ما أو تأسيس مشروع خاص بها يضمن لها المعيشة.
متناسيين أن مثل هذه الفيديوهات تسببت في خرق تقاليد المجتمع المصري وانتهاك خصوصية الأسرة المصرية وضربت بعرض الحائط التقاليد والقيم التي تربينا عليها والتي يدعونا لها ديننا الإسلامي في الحفاظ على الحياة الشخصية والأسريه
وقد أسنى الله تعالى على النساء الاتي يحفظن الأسرار و وصفهن بالصلاح فقال سبحانه (فالصالحات قات حافظات للغاية بما حفظ الله ) [النساء :34 ]







More Stories
برعاية الدكتور مينا يوحنا.. اجتماع موسع لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بكفر الشيخ لتعزيز الوعي المجتمعي والمشاركة الوطنية
إتحاد “شباب العمال” يشكل غرفة عمليات مركزية وتواصل أعمالها على مدار الساعة لمتابعة سير العملية الانتخابية
كلمات بلا أفعال لن تحقق العدالة المناخية .. تحذير رسمي من الدكتور مينا يوحنا