بقلم _ محمدالجاعوص
إن أهم ما يلزم مصر حاليًا هو تحديد أولويات العمل الوطنى وفقًا للفقه المتعارف عليه بأن هناك أمورًا عاجلة ولكنها ليست مهمة بينما هناك قضايا مهمة ولكنها ليست عاجلة بل تستطيع الانتظار.
ذلك معناه أنه لا يمكن التنبؤ بثقة عن مسارٍ معين نحو مستقبل بذاته فكل الاحتمالات مطروحة وكل التحديات قائمة والدولة المصرية تحاول الإقلاع بمائة وعشرة ملايين مواطن ولكن الحمل ثقيل والتركة صعبة للوصول للغايات المنشودة.
ليست القضية ذات صلة بحالة فردية أو مسألة شخصية ولكننى أطالب بأن نطلق العنان لخيال إيجابى فى تصورات نزيهة تجعلنا قادرين على استشراف المستقبل وتبين ملامحه،
فالخيال هو تصوير المستقبل والتمكين من تشكيل ملامح ماهو قادم وصنع النموذج الأمثل لما يريده البشر لغدهم المنتظر، لذلك فإن الأفكار العظمى والاختراعات الكبرى كانت كلها مختزنة فى خيال أصحابها حبيسة أحلامهم الكامنة وأفكارهم الصادقة.
إن الذين يتوهمون أن الأمور تمضى عشوائيًا وأن إرادة الإنسان عامل إضافى ليس أساسيًا إنما يتواكلون وراء خيالٍ غائب ورؤية قاصرة.
فالإرادة الإنسانية هى محركة التاريخ وهى دافعة الشعوب وحامية الأمم، والذين غيروا مجرى الحياة إنما انطلقوا بإرادة واعية وفكر مستنير مع تصميم عميق على تحقيق ما يتطلعون إليه، والأمر ذاته ينسحب على الشعوب، فإرادة الشعب الألمانى هى التى تقف وراء نهوضه بعد الانتكاسات،
وإرادة الشعب المصرى هى التى نقلته من عار الهزيمة إلى إكليل النصر، والأمم والأفراد على حد سواء
دون إرادة إنما هم جثث هامدة وكيانات وهمية لا تقدم ولا تؤخر، لذلك ادعو إلى تربية الأجيال الجديدة فى بلادنا وفقًا لمنهج الإرادة الواعية التى صنعت اليابان الحديثة، وقفزت بالصين الضخمة، وأحالت دولاً كثيرة أيضًا عند غيابها إلى مزبلة التاريخ.
إن الإرادة قرار عقلى يقتنع به الفرد ويمضى وراءه حتى نهايته.





More Stories
إعادة وإلغاء في دوائر برلمانية… والهيئة الوطنية تعيد تشكيل المشهد الانتخابي
جدل في الدائرة الرابعة بالفيوم بعد الإعلان المبدئي للنتائج… والأنظار تتجه للّجنة العليا
وشهد شاهد من اهلها