21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

” اجعلوا قبيح فعلهم حسنا”

كتب / فتح الله شجر

إن صفاء القلوب وسلامة الصدور من أعظم وأجل النعم التى ينعم الله تعالي بها على عباده، فنقاء القلب خلق يجلب لصاحبه الطمأنينه والراحه، بل هو من الأخلاق الذي ينبغي أن يتحلي بها كل مسلم ، ويستطيع من خلاله أن يرضي الله وينال به محبة الخلق ،فلماذا لا نربي أنفسنا على هذا الخلق ؟

فكم قضت الأحقاد علي علاقات ؟
وكم تمكنت من صدور خربت من خلالها بيوت؟
فهانحن في مجتمعنا الان نري كم سيطرت الأحقاد والضغائن وامتلئت القلوب بالغل والحقد والشح والكبر وحب الدنيا وقطعت روابط المحبه والود بين الناس ،فالقلوب النقيه قلوب خلت من تلك الأحقاد والضغائن والشحناء قلوب ليس لها جزاء إلا الجنه ،قلوب أصحابها فى الجنه .
ها هو الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- يُضرب ويُعذَّب على يد المعتصم، وحين أخذوه لمعالجته بعد وفاة المعتصم، وأحسَّ بألمٍ في جسده، قال: “اللهم اغفر للمعتصم”.
سبحان الله !يستغفر لمن كان سبباً فى تعذيبه ،ولكن أمر عظيم لا تعرفه إلا القلوب النقيه .
بل هذا نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وكلنا يعلم مافعله به إخوته ونعلم أنه عفا عنهم واستغفر لهم قال” لهم لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم”
بل العجب كل العجب التمس لهم عذراً فقال “من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ”

ويضرب لنا طلحه بن عبد الرحمن بن عوف أروع قصة في صفاء النيه ونقاء القلب
فقد كان أجود قريش في زمانه فقالت له امرأته يوما : ما رأيت قوما أشدّ لؤْما

منْ إخوانك . قال : ولم ذلك ؟ قالت : أراهمْ إذا اغتنيت لزِمُوك ، وإِذا
افتقرت تركوك ! فقال لها : هذا والله من كرمِ أخلا‌قِهم ! يأتوننا في حال قُدرتنا على إكرامهم.. ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بِحقهم
علّق على هذه القِصة الإ‌مام الماوردي فقال : انظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فِعلهم حسنا ، وظاهر غدرِهم وفاء.
ربوا أنفسكم علي هذا الخلق ،نقوا قلوبكم من الغل والحقد ،تسامحوا فيما بيننكم اجعلوا قبيح فعل من أساء إليكم حسنا ،فسلا‌مة الصدر ونقاء القلب راحة في الدنيا وغنيمة في الآ‌خرة وهي من أسباب دخول الجنة (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )