إبراهيم الديب يكتب”مشكلة فلسية”

“مشكلة فلسية “

بقلم/إبراهيم الديب

قفز من علي ظهر المركب السياحي في مياه النيل ؟! أخبر أحد العاملين علي ظهر المركب السياحي الفاخر المدير بذلك فقال المدير للعامل: يستوضح ما حدث بالتفصيل و هل هناك من رأى هذا الشاب غيرك أجاب العامل :بالنفي وسبب ثقة العامل الزائدة في ذلك أن الشخص قفز من كابينه كان بها بمفرده عندما دخلت لطلب الحساب منه بعد تأخره الدفع أكثر من مرة طالبته بذلك ولم يفعل وكان يرجئ لوقت قادم، فقال له المدير:لا تخبر أحد لعل هذا الشاب عنده مشكلة نفسيه ؟أو عاطفية وكان يعاني وانتحر بسببها..؟

ولكن الحقيقه أن الشاب الذي قفز ليست عنده مشكلة من أي نوع ،ولم يشكو قبل ذلك من أى مرض عضوي أو نفسي، إنما كان يشكو من مرض آخر مزمن منذ فترة طويلة وهو مرض الفلس والضائقة المالية إذا فهي مشكلة فلسية وليست عقدة أو مشكلة نفسيه ،ولا حتى عاطفيه ويتمتع بصحة جيدة ولا الأخ باتستا لاعب مصارعة المحترفين بل كما ذكرنا هي مشكله فلسيه نسبة للجذر اللغوي فلس، وليعذرني فقهاء اللغة فلست ضليع بها ،

وأصل الحكاية أن هذا الشاب القوى البنيان مفتول العضلات كان يتسكع في المدينة على غير هدى يعاني فراغ قاتل وأثناء مروره من أمام الباخرة الرابضة بأحد شاطئي نهر النيل وأثناء قيام العمال بفكها من الحبال التي تعتقلها بمرساها وتستعد للانطلاق في رحلة نيلية على ضوء القمر وعلى أنغام الموسيقى الحالمة وليس معه نقود المواصلات فداعبته فكرة الوصول بالباخرة لقريته التي هي الأخرى تطل: علي النيل مباشرة ، ويمر من أمامها المركب السياحي فركب ،ووجد أيضاً الفرصة مواتية ومتاحة لطعام وشراب فتناول تشتهيه نفسه مما لذ وطاب فأكل وشرب وضحك ورقص على رأي المرحومة شادية في إحدى أغنياتها :هو العمر ايه غير ليلة عيشلك ليلة وقد كان بالفعل عاش ليلته، وعندما أصبح قبالة؛ قريته قفز في النيل ليذهب ويمارس السباحة التي يعشقها وخاصة ونحن في؛ شهر أغسطس شديد الحرارة علي ضوء القمر…