أوبريت العبور على مسرح جلال الشرقاوي.. ملحمة عربية على أرض مصر تُجسد وحدة الشعوب وروح أكتوبر

كتبت ـ فاطمة القاضي

شهد مسرح جلال الشرقاوي بالقاهرة مساء الخميس 16 أكتوبر 2025 عرض أوبريت العبور، فى عمل مسرحى غنائى مهيب جمع بين الإبداع العربى والروح الوطنية، ليعيد إلى الأذهان أجواء نصر أكتوبر الخالد وما حمله من معانى البطولة والتلاحم بين الشعوب.

الأوبريت من تأليف عميد الشعراء العرب الشاعر العراقى المهندس عباس شكر، الذى صاغ كلماته بلغة شعرية عميقة تمزج بين القوة والإنسانية، وتُبرز المعنى الأسمى للعبور كرمز للانتصار والإرادة والتحدى.

تميز العرض بتشكيل فنى فريد؛ حيث تألّف فريق التمثيل من فنّانين عراقيين ويمنيين، بينما كانت أرض العرض مصرية خالصة، لتصبح خشبة مسرح جلال الشرقاوى جسرًا فنيًا وإنسانيًا جمع بين ثلاث دول عربية فى لوحة واحدة من الإبداع والوحدة. كما ضمّ الحضور جمهورًا متنوعًا من المصريين والعراقيين واليمنيين، فى مشهدٍ عبّر بصدق عن وحدة الوجدان العربى وعمق الروابط بين الشعوب.

من الناحية الفنية، تنوعت لوحات الأوبريت بين الغناء والاستعراض والدراما الشعرية، فى توليفة راقية أكدت قدرة الفن على استحضار روح النصر وتحويل الذاكرة الوطنية إلى طاقة فنية مُلهِمة. الإضاءة والموسيقى التصويرية عززتا من الأثر الوجدانى للمشاهد، فجاءت التجربة متكاملة تحمل بصمة فنية متميزة ورسالة عروبية واضحة.

أما على المستوى التحليلى، فإن أوبريت العبور يمثل نموذجًا لالتقاء الفنون العربية فى بوتقة واحدة من الإبداع المشترك، يثبت أن الفن العربى قادر على تجاوز الحدود ليبنى جسرًا من الوعى والمحبة بين الأجيال. الأوبريت لم يكن مجرد احتفال بذكرى أكتوبر، بل رسالة بأن العبور الحقيقى هو عبور الإنسان العربى نحو وحدة المصير والكرامة.

وعن المشاركة فى هذا العمل الكبير، أكدت إحدى المشاركات أن التجربة كانت لحظة فخرٍ وانتماء، مشيرةً إلى أن الوقوف على المسرح المصرى وسط هذا المزيج العربى الراقى أعاد إلى الذاكرة أن الفن هو اللغة الأصدق بين الشعوب.