أفغانستان: التداعيات المحلية والدولية لعودة تنظيم الدولة للنشاط من جديد

كتب – عماد إبراهيم

رغم اشارة التقارير إلى وجود علاقة وثيقة بين طالبان وخطر عودة نشاط الجماعات الجهادية يقف تنظيم الدولة- فرع خراسان على النقيض تماماً من طالبان بالرغم من انطلاق الطرفين من نفس الأيديولوجية الدينية.

تأتي التفجيرات الأخيرة ضمن جهود تنظيم الدولة لتعقيد المشهد الأمني في أفغانستان لإظهار حركة طالبان في مظهر العاجز غير القادر على التعامل مع التحديات الداخلية فضلاً عن إمكانية تعاملها مع التحديات الخارجية.

تنفيذ المزيد من التفجيرات من قبل تنظيم الدولة يعني إقحام حركة طالبان في المزيد من التحديات ، وهو ما سيترتب عليه فشل أي عملية سياسية كما أنه قد يؤدي إلى العودة إلى حالة الاقتتال الداخلي وهو المربع الأول الذي وقعت فيه الحركة سابقاً.

تفجيرات محيط مطار كابل ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
وظهور تنظيم الدولة مرة أخرى لا يعني قدرته على تشكيل تهديد دولي بسبب ضعفه الذي يعاني منه نتيجة للحروب وصعوبة تجنيد افراد جدد اضافة لفقدانه الحاضنة الشعبية بسبب تطرفه.

الجهود السياسية لحركة طالبان ومفاوضاتها مع واشنطن مثَّلا مادة خصبة لانتقادات تنظيم الدولة ، والذي يسعى لتوظيفها لإثارة السخط والقلاقل لإضعاف موقف طالبان ليس أمام التنظيم وحسب، بل أيضاً أمام الشعب الأفغاني المتخوف منها.

تشكل حركة طالبان المتقاربة مع باكستان تهديداً مباشراً لبعض دول الجوار على غرار الهند خصوصاً أن لها مصالح استراتيجية رسختها خلال الفترة السابقة ونظراً لذلك قد تدعم هده الأخيرة تنظيم الدولة في سبيل إضعاف طالبان.

يمثل الموقع الجغرافي الوسط لأفغانستان حالة قلق لكل جيرانها .
ومنذ انخراط طالبان في مفاوضات مع واشنطن أدركت دول الجوار ضرورة انخراطها هي أيضاً سعياً منها لكسب الحركة إلى صفها بدلاً من الدخول معها في مواجهات مفتوحة..

رغم تسلم طالبان لزمام الأمور فإنها تواجه تحدياً مركباً له شقان:

الشق الأول داخلي يتمثل بتشكيل حكومة تشاركية وفرض الأمن، لكن ثمة عقبات تواجهها متمثلة بالمعارضة الداخلية وتحركات أحمد مسعود بالإضافة إلى تنامي عمليات داعش

الشق الثاني متعلق بالتحديات الخارجية التي تواجهها، والمتمثلة بحاجتها الملحة إلى الشرعية والاعتراف الدولي الذي سيسهل لها البقاء في السلطة .