بقلم ـ فاطمة القاضي
بأن المرأة خُلِقَت من نورٍ قابلٍ للانكسار، لا ليُضعفها، بل ليمنحها وجوهًا لا تُحصى للحكمة.
هي النسيم حين يُداعب، والعاصفة حين تُستفَز، والمطر حين يُستسقى منه الأمل.
يقولون: “ناقصات عقلٍ ودين”
وأقول: بل مكتملات رُوحٍ، متجاوزاتِ حدود العقلِ والدين معًا.
فعقولهن تنكسر لتتسع، وقلوبهن تَفقد لتَخلق،
وكل وجعٍ في صدورهن هو بذرة حياةٍ جديدةٍ في صدر هذا الكون.
إن عقول النساء لا تُقاس بالمنطق،
بل بالقدرة على إحياء ما مات، وترميم ما انكسر،
وإشعال النور في ظلمةٍ لا تراه إلا أبصارهن الداخلية.
المرأة هي الأرض التي ظنّها البعض ساكنة، بينما في جوفها البراكين.
هي الماء الذي يتسلل من بين الصخور، فيروي قلوبًا حجّرها الزمن.
هي الذاكرة الأولى، والحكاية الأخيرة، والرحم الذي يحفظ سرَّ الخلق.
هي لا تُكمل المجتمع، بل تُعيد اختراعه كل يوم،
ولا تحتاج شهادة من أحد لتكون كونية،
فهي الكون ذاته حين يحب، وحين يغضب، وحين يُسامح.
وإن كان في نقصانها عيب،
فهو عيب النور حين يُعمينا بجماله،
وعيب البحر حين لا يُمكن احتواؤه،
وعيب الحياة أنها خُلقت بقلب امرأة، ينبض بالحب حتى وهو مكسور.
ولا خلاص للروح، إلا إن اعترفنا أن النقص هو اكتمالنا الخفي.





More Stories
إعادة وإلغاء في دوائر برلمانية… والهيئة الوطنية تعيد تشكيل المشهد الانتخابي
جدل في الدائرة الرابعة بالفيوم بعد الإعلان المبدئي للنتائج… والأنظار تتجه للّجنة العليا
وشهد شاهد من اهلها