21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

رائحة الطين و الجميزه

 

بقلم /عبير شريف

 

نصادف ناس بطول الحياه و عرضها،
أناس محفورة في الذاكرة،
أناس نتذكرهم حين تمر باسماعنا كلمه او موقف يرتبط أحداثه بهم ،
نتخيل ملامحهم فور مقابله احد يشبههم،
حين يغالبنا الشعور بالحنين إلى جذورنا الريفيه،
نعايش ذكريات الايام الخوالي،
أبرز تلك المشاهد الريفيه عم عبدالله و الجميزه،
هو رمز في كل قريه،
عم عبدالله كبير عيلته،
كلمته سيف علي الصغير و الكبير،
الرجال و الحريم،
له هيبه هو حلال المشاكل،
اعتاد الجمع رؤيته يخرج من بيته عصرا متجها إلى حقله،
متجها إلى الجميزه في أول الغيط،
يصلي العصر و يعمد جالسا.. يستهل جلسته بعمل الشاي،
و ما أحلى شاي المنقد،
و لمن لم يعرف مواعيد عمل الفلاحين في الحقول،
العمل يبدأ من بعد صلاه الفجر إلى الظهر،
و الفتره التانيه من بعد العصر حيث يهدأ وهج الشمس،
لذلك لم يخل مجلس عم عبدالله من الجيران و الأصدقاء،
كل من لديه مشكله يذهب إليه يحكي،
و يشتكي ثم يرسل عم عبدالله للطرف الآخر صاحب المشكلة و يستمع له،
و يقول كلمته التي لا مراجعه فيها، كلمته قاطعة على الطرفين،
تدور الايام و توهن صحه الرجل لم يعد بقدرته الخروج من منزله،
لم يعد في قدرته الجلوس تحت الجميزه،
رويدا اختفى عم عبد الله،
توارى عن أنظار الجميع،
حتى سمع احد الماره زوجته تتشاجر مع زوجة احد أبناءها،
لأنها قدمت له طعام الغداء،
فقد كانت تحرمه من الطعام حتى لا يتبرز في ملابسه،
حن قلب البنت على حماها فقد كان بمثابة اب لها،
حكايه من ملايين الحكايات الحقيقة التي عاصرها كبار الاهل،
تخيلت عم عبدالله في عنفوانه و ضعفه،
فلا شيء يدوم،
داعيا له بالرحمه… و لنفسي بحسن الخاتمه،