جماهير الأهلي وثقافة الفوز
كتب_ تامر عبدالله
يوما بعد يوم أقف متعجبا في حيره من أمري من عقلية وثقافة جماهير الأهلي وحرصها الدائم علي الفوز بغض النظر عن أية معطيات أو ظروف .
فالأمر أصبح مبهرا ويستحق الدراسه كيف وصلوا إلي هذا الحد من الثقه والرغبه في الفوز علي أي منافس مهما بلغت قوته لمجرد قناعتهم بأنهم الأهلي وفقط وهذا يكفيهم للتفوق والنجاح علي الآخرين.
وإذا بحثنا عن أسباب تلك العقيده الراسخه بداخلهم والتي ولدت نهم لا ينتهي في إفتراس كل المنافسين وكأنه حق مشروع لهم دون غيرهم ، ستجد أن إولي هذه الأسباب وبكل تأكيد هي ”النشأة الوطنيه” لهذا الكيان العظيم والتي كان لها الدور الأبرز في هذا العشق الفريد ، حيث أن الأمر يتعدي كونه مجرد إرتباط بفريق كره وحسب ، لكنه في حقيقة الأمر إلتفاف وتأييد شعبي وإرتباط وجداني بالوطن في صورة هذا النادي العظيم الذي سكن القلوب ، لذا فهي علاقه لا يسهل وصفها أو التعبير عنها بكلمات بسيطه ولكن فقط للتوضيح سأستعين بأحد عباراتهم الساحره وهي ”الأهلي عندي بالحياه”.
ويأتي تأثير النشأه الوطنيه وتعلق جموع المصريين بهذا الكيان ليس السبب الوحيد فيما وصلت إليه تلك الجماهير ولكنه كان مجرد البدايه ، لتأتي بعد ذلك العديد من الأسباب والخطوات أهمها علي سبيل المثال لا الحصر وهو تمسك كل القائمين علي هذا الكيان منذ نشأته بالقيم والمبادئ والتي أتخذوها منهجا يعلو فوق أي شئ إيمانا منهم بأنه الأساس والنواه لتحقيق أي نجاحات تدفع عجلة التقدم والإذدهار فكان لهم ما أرادوا وهو أن أصبح ناديهم الأول محليا وعربيا وأفريقيا ، أضف إلي ذلك إنشغالهم الدائم بصالح الدوله المصريه كجزء لا يتجزء من نشأتهم وأهدافهم طوال الوقت فكانت النتيجه الطبيعيه أن يصبح الأهلي هو خير من حمل لواء الرايه المصريه في كل المحافل الدوليه الرسميه سواء علي مستوي النادي أو المنتخبات.
وإستكمالا لما سبق يأتي العديد من الرموز و النجاحات الكبيره التي حققتها ومازالت تحققها دائما فرق النادي في مختلف اللعبات وعلي رأسها لعبة كرة القدم معشوقة الجماهير كأحد أهم الأسباب أيضا في سر تلك الخلطه السريه المكونه لهذا الإرتباط الأبدي ، وبالطبع هناك أيضا العديد والعديد من الأسباب والتي للأسف لا يسع المقال لسردها والحديث عنها .
ولكن اللافت للنظر ويلح علي مناقشته وتسليط الضوء عليه هو رفض تلك الجماهير لأي نتيجه سوي الفوز كما ذكرت من قبل مما قد يكون إيجابيا ويؤتي بثماره أحيانا في حث الفريق علي بذل المزيد من الجهد وتحقيق النجاح تلو الآخر ، ولكن في أحيان آخري قد يتسبب في عمل تأثير سلبي وهو البعد عن مفهوم الرياضه الحقيقي ورفض واقع قد يفرض نفسه علينا يوما ما .
فتجدهم من فرط العشق والثقه يرفضون الهزيمه من فريق بالميراس البرازيلي بطل أمريكا الجنوبيه القوي رغم الظروف الصعبه التي مر بها الفريق من نقص حاد في الصفوف فقط لأنهم الأهلي ، ويغضبون من التعادل مع الهلال السوداني علي أرضه في بداية دور المجموعات رغم الأجواء المتوتره التي أحاطت باللقاء أيضا فقط لأنهم الأهلي وقائمة المواقف والأمثله تطول ، ورغم أن هذا الرفض يخالف الواقع أحيانا كما تحدثت سابقا لكنه في نفس الوقت شئ يدعو للفخر والعزه بهؤلاء العاشقين .
وفي النهايه تجد نفسك لا تملك سوي رفع القبعه والإنحناء إعجابا وتقديرا لهذه الجماهير العظيمه التي دائما ما تكون لها دور كبير وبارز في نجاحات النادي الأهلي ولما لا وهي اللاعب رقم واحد في صفوف الفريق وذلك فيما يخص الملعب ، ولكن يظل الدور الأبرز والأهم لهذه الجماهير وهي حماية ناديها من أي معتدي تسول له نفسه أن ينال من هذا الكيان ليجد الدرع والسيف له دائما بالمرصاد وهم جماهير الأهلي ، واللذين دائما ما يسعدوا ويفخروا بلقب إلتصق بهم وهو ”جمهوره ده حماه” وهم بالفعل يستحقونه .





More Stories
إنشاء منطقة الدقهلية للمظلات والرياضات الجوية التابعة للإتحاد المصرى للمظلات والرياضات الجوية
فراشة الكوميتيه بين الرياضة و الانوثه،
الأهلي يخسر أمام باتشوكا المكسيكي بضربات الترجيح ويودع كأس إنتركونتيننتال