الغطرسة الصربية تحضر في ملاعب اليورو
كتب – أحمد نصار
أتسائل كثيراً ؛ كيف سقطت دولة يوغوسلافيا ؟ ؛ تلك الدولة التي تعد من أكبر الدول في القارة العجوز ؛ تلك الدولة التي كانت من رواد المعسكر العالمي الثالث.
هل سقطت بفعل التآمرات الخارجية ؟ ؛ هل سقطت بسبب الإقتتال الداخلي و العنصرية البغيضة التي تظهرها القوميات اليوغوسلافية لبعضها البعض ؟
و لكن هل سقطت بسبب محاولة عنصر واحد و قومية واحدة الإستفراد بيوغوسلافيا ؟
تلك الأسئلة التي دفعتني لقراءة تاريخ يوغوسلافيا و تاريخ قوميتها و تاريخ أحداثها ؛ كيف قامت ؟ و كيف إنهارت ؟
ففي أثناء القراءة للأحداث وقفت أمام شيء مهم جداً و خطير جداً ، ألا وهو العنصر الصربي ، هذا العنصر الذي له دور كبير في سقوط يوغوسلافيا
هذا العنصر الذي تغطرس و تجبر على عناصر الدولة اليوغوسلافية ؛ هذا العنصر الذي ذبح و نكل و خرب في بلدان و مدن يوغوسلافيا ؛ هذا العنصر التي تشهد عليه معركة ” فوكوفار ” و مذابح ” سربرنيتسا ” ؛ هذا العنصر الذي كان بغيضاً في صراعاته مع العنصر الكرواتي و البوسنى و السلوفيني و الكوسوفي و أيضاً العنصر الألباني.
فالصرب كما يعتقدون بأنهم شعب سماوي و هي أسطورة أو بالأخرى أكذوبة روجها الملك الصربي ” لازار ” على إثر هزيمة الصرب أمام العثمانيين بقيادة السلطان ” مراد الأول ” فى معركة ” قوصوه ” فى ” جمادى الآخر 791 ه ” الموافق ” يونيو 1389 ” ، تلك المعركة التي ضمت أجزاء واسعة و كبيرة بلاد البلقان للدولة العثمانية.
هذا الشعب السماوي تغطرس على بقية الشعوب المجاورة له ، هذا الشعب الذي أراد عن طريق كرة القدم أن يغذي صراعاته الدينية و العرقية مع شعب يوغوسلافيا.
بدايةً من المجرم ” زيلكو رازناتوفيتش ” قائد ميلشيات النمور الصربية في التسعينيات و محاولة إحيائه للصراع الديني مع المسلمين و العرقي مع الألبان و الكروات عن طريق كرة القدم و آخراً بالصراعات التي تظهر في الملاعب الكروية من اللاعبين الألبان.
ففي منافسات المجموعة الخامسة في مونديال روسيا 2018 في مباراة ” سويسرا و صربيا ” على ملعب ” أرينا بالتيكا ” بمدينة كالينينجراد ؛ النجم السويسري ذوو الأصول الألبانية ” شيردان شاكيري ” يسجل الهدف الثاني لسويسرا ؛ و إذ به يشير بشعار النسرين الألباني ؛ ليثير الصرب عليه و يتوعدونه حال أن أصبح بينهم.
و كان ” شاكيري ” يلعب مع فريق ليفربول الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا في 2018 ؛ و قد منعته إدارة الريدز من السفر إلى صربيا لملاقاة فريق ” النجم الأحمر ” الصربي في دوري المجموعات ؛ بعد توعد الجماهير الصربية له إن أتى إليهم،و لكن لا تنتهي الصراعات الكروية للصرب مع الأعراق المتصارعة معهم
فها هو المهاجم النمساوي ذو الأصول الصربية ” ماركو أرناوتوفيتش ” يرى الجميع الغطرسة الصربية في يورو 2020 ، يعتدي على المدافع المقدوني الشمالي ذو الأصول الألبانية ” إزجيان أليوسكي ” و يقوم بسبه و إهانته.
” أرناوتوفيتش ” ذلك الصربي المتغطرس الذي يسب و يشتم بالصربية ؛ منافسه المقدوني في لغة إستعلاء و تكبر عليه.
فقد نشر موقع ” كوها ” الألباني تقريراً عن فتح الإتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيقاً عن هذه الواقعة للبحث فيه و إمكانية عقاب المهاجم النمساوي الصربي إذا ثبتت الواقعة عليه.
فستظل كرة القدم دائماً و أبداً هي البوابة الخلفية للصراعات السياسية ، و سيظل هذا الشعب السماوي متغطرسا على شعوب البلقان مهما إرتفعت دعوات السلام و الود بين شعوب العالم.





More Stories
إنشاء منطقة الدقهلية للمظلات والرياضات الجوية التابعة للإتحاد المصرى للمظلات والرياضات الجوية
فراشة الكوميتيه بين الرياضة و الانوثه،
الأهلي يخسر أمام باتشوكا المكسيكي بضربات الترجيح ويودع كأس إنتركونتيننتال