زي النهاردة منذ 31 سنة.. الغزو العراقي لدولة اللؤلؤ الكويتية العربية
كتب – أحمد نصار

فى صباح يوم الخميس الموافق ” 2 أغسطس 1990 ” ، إستيقظ العالم بأسره على أخبارا تفيد بأن الجيش العراقي يقوم بغزو الكويت و السيطرة عليها و الإعلان عن تشكيل حكومة عراقية محلية لإدارة المحافظة التاسعة عشر كما كان ينعتها العراقيون برئاسة العقيد الكويتي ” علاء حسين الخفاجي ” فى يوم السبت ” 4 أغسطس 1990 ” ثم الإعلان عن ضم دولة الكويت للعراق كإحدى محافظاتها و إلغاء جميع سفاراتها في جميع أنحاء العالم في يوم الخميس ” 9 أغسطس 1990 ” .
و قد أعلن الأمير ” جابر الأحمد الصباح ” و ولي العهد الشيخ ” سعد العبد الله الصباح ” عن تشكيل الحكومة الكويتية في مدينة الطائف السعودية بعد أن أعلن الجيش العراقي السيطرة على قصر دسمان ” القصر الأميري ” بالعاصمة الكويت و إعلان ضم الكويت للعراق .
يعود الصراع بين دولة النفط و الزراعة و دولة اللؤلؤ إلى زمن بعيد يبدأ من العصر العثماني ، حيث في العام ( 1613 ) م تأسست مدينة الكوت أو الكويت كمدينة مطلة على الخليج العربي و كان أهلها يعملون صياديين بحريين و تجار لللؤلؤ و كان مدينة الكويت يحكمها أسرة آل الصباح و الذين كانوا يخضعون تحت حكم دولة بنو خالد في منطقة الأحساء في شرق الجزيرة العربية في الفترة من العام ( 1701 ) م إلى ( 1800 ) م .
و كانت هناك علاقات بين الدولة العثمانية و إمارة الكويت و التى تجلت في التعاون السياسي بين أسرة آل الصباح و ” مدحت باشا ” الوالي العثماني على مدينة بغداد من العام ( 1869 ) م إلى العام ( 1872 ) م ، و قد أعلنت الدولة العثمانية عن ترسيم الحدود بينها وبين إمارة الكويت في معاهدة ” الأنجلو – عثمانية ” فى العام ( 1913 ) م ، و الذي تم الإعتراف فيه بدولة الكويت كدولة مستقلة ، و حين تم الإحتلال البريطاني لبلاد الرافدين في سنة ( 1915 ) و إعلان تأسيس دولة العراق في العام ( 1921 ) م ، طالبت دولة الكويت حكومة الإحتلال البريطانية في العراق بالإعتراف بحدود الكويت و التى تبدأ في الشمال بمدخل خور الزبير إلى الجنوب في وادي الباطن و هي حدود الكويت الحالية و قد وافق المندوب السامي البريطاني على العرق السير ” بيرسي كوكس ” على المطالب الكويتية .
و حين تم إستقلال العراق سياسياً في العام ( 1932 ) م ، إعترف رئيس الوزراء العراقي ” نوري السعيد ” بالحدود الواقعة بين العراق و الكويت ، و قد بدأ الصراع العراقي الكويتي بعد ثورة يوليو ( 1958 ) و التى أطاحت بالملك ” فيصل الثاني ” و الذي تم إغتياله هو و العديد من أفراد الأسرة الهاشمية الحاكمة للعراق من قبل قوات الجيش العراقي بقيادة العقيد ” عبد الكريم قاسم الزبيدي ” ، و قد أعلن العقيد ” عبد الكريم قاسم ” فى العام ( 1961 ) في مؤتمرا صحفيا في بغداد عن فكرة ضم الكويت للعراق بعد إستقلال الكويت بأسبوع واحد ، و قد أثار هذا الأمر أزمة بين البلدين و قد دعت الحكومة الكويتية جامعة الدول العربية لحماية الكويت من دعاوى غزوها من العراق .
و قد أعيد الصراع من جديد بين حكومة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم للعراق بقيادة ” صدام حسين ” و الدولة الكويتية ، على خلفية أزمة إنتاج النفط و التى بدأت خلال حرب الخليج الأولى و التى كانت بين العراق و إيران و قد طالب ” صدام حسين ” الكويت و السعودية إلغاء جميع الديون أو التفاوض عليها ، و قد حاول ” صدام حسين ” أخذ جزيرتي ” وربة ، بوبيان ” من الكويت كتأجير للعراق مع منحة 10 مليارات دولار للعراق ، و لكن كان هذا هو بداية الحرب بين العراق و الكويت .
و كان قد أثيرت بعض الأقاويل أن الغزو العراقي بدأ بتحريض أمريكي ل ” صدام حسين ” و ذلك عن السفيرة الأمريكية في العراق آنذاك ” أبريل جلاسبي ” و بالفعل بدأ الغزو العراقي لدولة اللؤلؤ الكويتية في يوم الخميس ” 2 أغسطس 1990 ” و الذي أسفر عن دخول المنطقة في دوامة حرب الخليج الثانية و التى أدت إلى إشتعال المنطقة بنيران الخراب والدمار و التى نعاني منها إلى الآن .
و قد أدان مجلس الأمن الدولي الغزو العراقي للكويت في قرار رقم ( 660 ) و طالب العراق بالإنسحاب من الكويت و قد أعلن مجلس الأمن في يوم الاثنين ” 6 أغسطس 1990 ” عن فرض عقوبات إقتصادية على العراق ، و قد طالبت جامعة الدول العربية في يوم الجمعة ” 3 أغسطس 1990 ” بالإنسحاب العراقي للكويت ، و أعلنت السعودية عن قلقها إحتمالية حدوث إحتياج عراقي لأراضيها ، و قد أعلن الرئيس الأمريكي ” جورج بوش ” الأب عن إرسال القوات الأمريكية إلى السعودية في يوم الثلاثاء ” 7 أغسطس 1990 ” .
و في ظل الحشود العسكرية الغربية المتدفقة على دول الخليج العربي ، أصدر مجلس الأمن الدولي قرار رقم ( 678 ) يوم الخميس ” 29 نوفمبر 1990 ” و الذي حدد فيه يوم الثلاثاء الموافق ” 15 يناير 1991 ” كموعد للإنسحاب العراقي من الكويت ، و قد تشكل إئتلاف عسكري من ( 34 ) دولة في العام ضم ( 500000 ) عسكرياً ، لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ( 660 ) و قد إزدادت الحشود العسكرية إلى أن وصلت إلى ( 959600 ) عسكرياً ، و قد كان هناك تعنت من الجانب العراقي الذي قايد إنسحابه بالإنسحاب السوري من لبنان و إنسحاب قوات الإحتلال الصهيوني من الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان السورية .
و قد تدخل الإئتلاف العسكري الدولي بتنفيذ عملية تحرير الكويت في فى يوم الثلاثاء ” 26 فبراير 1991 ” بعد أن قامت بتوجيه ضربات عسكرية موسعة للجيش العراقي و الذي إنسحب من الكويت على إثر هذه الضربات ، ليدخل العراق في نوبة حصار تام له و الذي إستمر حتى سنة ( 2003 ) بعد تعرض العراق لغزو صهيو أمريكي جلب الخراب والدمار للمنطقة بأسرها و ليس للعراق فحسب .





More Stories
إعادة وإلغاء في دوائر برلمانية… والهيئة الوطنية تعيد تشكيل المشهد الانتخابي
جدل في الدائرة الرابعة بالفيوم بعد الإعلان المبدئي للنتائج… والأنظار تتجه للّجنة العليا
وشهد شاهد من اهلها