الآلة الإعلامية الغربية الجهنمية
بقلم اللواء أ.ح / محمد عبدالقادر
تعلمنا كمصريين على مدار السنوات السابقة مما دار على أرض مصر فيما بعد ما قيل عنه “ثورة يناير” دروسا عديدة تتعلق بالإعلام ومدى القدرة على استخدامه في تزييف الحقائق وتوصيل صور ومعلومات مضللة متقنة أيما إتقان إلى المتلقي بعد تأهيله لرؤية وسماع تلك المعلومات الأمر الذي لا يجعل له خيار في تصديقها أو تكذيبها. فخلق جو عام وشعور عام يوحي بسلامتها وصحتها ثم بثها يجعلك تصدقها على الفور. والأمثلة كثيرة . ولعل من محاسن “هوجة يناير” والتي أسموها ثورة هو تفتيح أعيننا على خطورة ذلك الإعلام العفن عندما يكون محملا بالأكاذيب الملفقة بغرض التأثير على صناع القرارات أو حتى المواطن العادي. وكم تعرضت مصر لتلك الحرب القذرة في السنوات الثلاث [2011-2013] بصورة مركزة ثم فيما بعد وحتى اليوم بصورة أقل حدة. وكلما إزداد الوعي لدي المواطن فشل ذلك الإعلام في رسالته الحقيرة . وكم شاهدنا من جثث في أكفانها بمسجد رابعة أبكانا مشهدها، ثم تبين لنا أنهم أحياء تم تكفينهم لبث صورة ممعينة كاذبة ، وكم شاهدنا مصابين ينزفون الدماء قيل لنا أنها إصابات بواسطة مدافع الطائرات ، ثم تبين أنها عمليات رتوش تتم في استديوهات ماكياج للخروج بلقطة تؤلب العالم على جيش مصر… وهكذا. تلك كلها حروب جديدة الإعلام فيها هو الجندي القذر المستخدم لأداء دور أكثر قذارة ، وهو ما برع فيه الغرب وخصوصا أجهزة المخابرات الأمريكية . وأؤكد بداية اننا ضد حل المشاكل باستخدام القوة وإراقة الدماء، إلا أن مواجهة ذلك يجب أن يتم يالشرف والأمانة التي لا يعرفها هؤلاء. وما أن أعلن الجيش الروسي عن عثوره على وثائق تكشف عن مختبرات بيولوجية وطيور وحيوانات معدة لإستخدامها في تجارب الحرب البيولوجية وطلب عقد جلسة بمجلس الأمن لإعلان ذلك على العالم بما قد يفسر الكثير من الحقائق حول ما انتاب العالم من وباء خلال السنوات الثلاث الأخيرة ومازال، حتى سارعت أبواق الإعلام الغربي بالتنديد بما قد يتعرض له الشعب الأوكراني من حرب بيولوجية على أيدي الغزاة الروس، في محاولة لإفشال المسعى الروسي ودرأ التهمة عن نفسها، بينما يتم في وقت متزامن بث صورا لمبان مهدمة ومبان محترقة لإلهاء المشاهد عن أصل الموضوع على طريقة ( “…….” تلهيك واللي فيها تجيبه فيك) . فيبدو الجيش الروسي وكأنه هو القائم بالحرب البيولوجية . تماما مثل ما فعلوا عندما اقتربت الحرب من مفاعل تشيرنوبل ” المهمل والخامل تماما حاليا” فإذا بهم يستغلون كلمة تشيرنوبل ذات السمعة والتاريخ السيئ، في الإعلان عن التخوف من استخدام روسيا للمفاعل في حرب نووية، ويوعزون إلى وكالة الطاقة الذرية فتعلن انها تراقب نسبة الإشعاعات في المفاعل ” المهجور” وتحذر من تلوث اشعاعي وكأن الروس على أعتاب انتاج قنابل نووية منه بينما في الحقيقة أن حتى الوكالة الدولية غير قادرة أصلا على الوصول إليه كونه محتلا من الروس وفي قلب المعارك. هم يحدثوننا عن كارثة انسانية بسبب اللاجئين الأوكران بينما نشاهدهم على شاشات التلفاز المحايدة يستقلون الأوتوبيسات الفاخرة ويصلون إلى غايتهم حاملين قططهم وكلابهم ،فإذا بالحلوى والعصائر وأكوام من مستلزمات الإعاشة جاهزة لهم ويتبادلون الإبتسامات والتحايا وتناول المشروبات الساخنة . نعم هم لا جئون ولكن لاجئون خمس نجوم بينما النواح والبكائيات يصدرها لنا الإعلام الغربي. وأي مدقق لما يصدر إلينا من صور من الإعلام الغربي يرى كثيرا من عدم الواقعية والمصداقية لتسلسل الأحداث ومدى وتناغم الصور معها. الأمر الذي يفقدها مصداقيتها.
إنها الألة الجهنمية التي ربما تكون قادرة الآن مع عدم الوعي السائد على حسم أي نزاع سياسي أو عسكري لصالح من يدفع اكثر . إنه الإعلام.
===================
بقلم/ محمد عبد القادر
11/3/2022





More Stories
إعادة وإلغاء في دوائر برلمانية… والهيئة الوطنية تعيد تشكيل المشهد الانتخابي
جدل في الدائرة الرابعة بالفيوم بعد الإعلان المبدئي للنتائج… والأنظار تتجه للّجنة العليا
هجرس: الرئيس يؤكد أن حماية المسار الإنتخابي مسؤولية دستورية لا تهاون فيها