أردوغان يلوّح بإجراءات حاسمة لحماية الأمن القومي التركي

بقلم فاطمة القاضي

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي، مشدداً على أن بلاده ستتصرف بحزم حال مواجهة تهديدات مماثلة لتلك التي شهدتها في سوريا سابقاً.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها أردوغان للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من جنوب إفريقيا، بعد مشاركته في قمة مجموعة العشرين التي انعقدت يومي السبت والأحد.

وعند رده على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول “وقف تقدم تركيا في سوريا”، جدد أردوغان تأكيد موقف بلاده الداعم لوحدة وسيادة الأراضي السورية، مشدداً على أن مستقبل سوريا يقرره السوريون أنفسهم. وأضاف أن تركيا تعرف جيداً التكاليف الكبيرة لأي اضطراب أو غياب للاستقرار في سوريا.

وقال أردوغان: “الجميع يعلم الخطوات التي اتخذناها سابقًا للحفاظ على أمن بلادنا القومي. لا نسعى لمواجهة تهديدات مشابهة مرة أخرى، لكن في حال حدوثها، سنتخذ الإجراءات اللازمة”. وأضاف: “نحن نتصرف وفق أولوياتنا الاستراتيجية وسنواصل ذلك في المستقبل”.

وشدد الرئيس التركي على أن تركيا لا تطمح في أراضي أو سيادة أي دولة أخرى، مؤكداً حرص بلاده على أن يسود الاستقرار والرخاء والأمن في المنطقة، وعلى رأسها سوريا والعراق ولبنان، مضيفاً: “هذا ما نتمناه لجميع الشعوب دون تمييز”.

الملف الأوكراني وخطة السلام الأميركية

في سياق آخر، قال أردوغان إن تركيا تسعى منذ فترة طويلة لإيجاد أرضية للسلام في أوكرانيا، مؤكداً أن “السلام العادل لا يخسر فيه أحد”، وأن الطريق إليه يمر عبر المفاوضات والحوار.

وحول الخطة الأميركية لإحلال السلام في أوكرانيا، اعتبر أردوغان أن التوصل إلى توافق ممكن، مشيراً إلى أن التفاصيل تكمن في كيفية التنفيذ، وهو ما يتطلب التفاوض والتشاور. وأوضح أن تركيا ترى إمكانية الوصول إلى تسوية عبر بدء المباحثات بالقضايا المتفق عليها ووضع أجندة إيجابية، مضيفاً: “إذا تم إنشاء أرضية ترضي الجميع، فإن ذلك يفتح الباب أمام حل دائم”.

وكان البيت الأبيض قد أعلن أمس الأحد عن مسودة خطة سلام محدثة عقب مباحثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني حول خطة ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيل الخطة الجديدة.