تقرير الإعلامي – عماد إبراهيم
بالتزامن مع القصف الإسـ.ـرائيلي على قطاع غـ.ـزة، زادت فترات انقطاع الكهرباء عن منازل المصريين، إذ ارتفع معدل الانقطاع من ساعة واحدة يوميًا، إلى عدد ساعات يتراوح ما بين ساعتين إلى أربع ساعات في بعض المناطق، وبرر المتحدث باسم مجلس الوزراء، سامح الخشن ذلك، بارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض كميات الغاز الموردة لمصر من الخارج من 800 مليون قدم مكعب يوميًا إلى صفر.
لذا في هذا التقرير، نحلل اعتمادًا على البيانات الرقمية، تأثير الحـ.ـرب الإسـ.ـرائيلية على قطاع غـ.ـزة على حجم الغاز المورد إلى مصر، وذلك بالتزامن مع تراجع حجم إنتاج الغاز المصري، وزيادة الاعتماد على الغاز القادم من الحقول الإسـ.ـرائيلية.
وفقًا لبيانات المنظمات المشتركة “جودي”، بلغ استهلاك قطاع الكهرباء من الغاز الطبيعي خلال الأشهر الثمانية الأولى للعام الحالي 2023 نحو 23.36 مليار متر مكعب، بنسبة 57.7% من إجمالي إنتاج مصر، وهو رقم مقارب إلى حد كبير من حجم الاستهلاك خلال نفس الفترة من العام الماضي 2022، إذ استهلك توليد الكهرباء نحو 23.7 مليار متر مكعب بنسبة 52.5 % من إجمالي إنتاج الغاز بمصر.
وتقول الحكومة المصرية أن مؤخرًا، أي خلال الشهرين الماضيين، زاد الاعتماد على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، بسبب انخفاض نسبة الطاقة المتجددة من مصادر الرياح والشمس والماء، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وهو ما أسهم في ارتفاع التحميل على استهلاك الغاز بكميات فاقت معدلات الاستهلاك الطبيعي، مقارنة بالاستهلاك الذي شهدته الفترة نفسها من العام السابق، بحسب تصريحات المتحدث باسم الحكومة.
يحدث ذلك وسط تراجع في إنتاج مصر من الغاز الطبيعي، منذ العام الماضي.
كيف تراجع حجم إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال العام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة؟
تراوح تراجع إنتاج الغاز في مصر خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي 2023 مقارنة بالعامين السابقين بين 15.8% إلى 11.3%، بحسب بيانات المنظمات المشتركة “جودي” المتخصصة في جمع بيانات الغاز.
وأُجبرنا على جمع البيانات حتى شهر أغسطس الماضي فقط دون شهري سبتمبر وأكتوبر لعدم ظهور أي بيانات متاحة لهم.
وتراجع إنتاج مصر من الغاز في الأشهر الثمانية الأولى من يناير إلى أغسطس 2023 إلى 40.5 مليار متر مكعب مقارنة بـ46.9 مليار متر مكعب خلال نفس الفترة من العام 2021، و45.1 مليار متر مكعب خلال نفس الفترة من العام 2022.
ما أسباب تراجع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي؟
السبب الأساسي لتراجع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي هو انخفاض إنتاج حقل ظهر، الذي يشكل إنتاجه نحو 39% من إجمالي إنتاج الغاز في مصر.
وتراجع إنتاج حقل ظهر إلى 2.4 مليار قدم مكعب يومي “ما يعادل 68 مليون متر مكعب يومي” بنهاية العام المالي 2022/ 2023، مقارنة بـ2.7 مليار قدم مكعب يومي “ما يعادل 76.5 مليون متر مكعب يومي” بنهاية العام المالي 2021/ 2022، بحسب بيانات شركة بترو شروق المشغل لحقل ظهر والصادرة عن وزارة البترول.
وبحلول أبريل الماضي 2023، تراجع إنتاج حقل ظهر إلى 2.1 مليار قدم مكعب يومي بانخفاض أسبوعي يصل إلى 30 مليون قدم مكعب مقارنة بحجم الإنتاج عند بداية العام الذي بلغ 2.3 مليار قدم مكعب يومي.
ويرجع انخفاض إنتاج حقل ظهر بشكل أساسي إلى مشكلات تقنية وفنية داخل حقل ظهر، أدت إلى تسرب المياه، وهي ناجمة بالأساس عن الاستعجال في استخراج الغاز، بناءً على توجيهات الحكومة بتسريع عملية الإنتاج، بحسب مجلة “ميس” المتخصصة في أخبار الغاز والنفط.
كيف زاد اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي؟
تستورد مصر الغاز بشكل أساسي من إسرائيل، بحسب الاتفاقية الموقعة في فبراير 2018 والمعدلة في أكتوبر 2019، والتي نصت على تصدير نحو 85.3 مليار متر مكعب خلال فترة 15 عامًا على أن تصدر إسرائيل 60 مليار متر مكعب من حقل ليفاثيان، و25.3 مليار متر مكعب من حقل تمار.
وبالتزامن مع انخفاض الإنتاج من حقل ظهر، زادت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي من 2.3 مليار متر مكعب خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2021 إلى 5.3 مليار متر مكعب خلال نفس الفترة من العام الحالي 2023، بحسب بيانات شركة ARGUS المتخصصة في جمع بيانات الغاز.
بذلك ارتفع حجم الغاز الإسرائيلي المورد إلى مصر بنسبة 130.4% خلال عامين فقط.
كيف أثرت الحـ.ـرب على قطاع غـ.ـزة على حجم الغاز المورد من إسرائيـ.ـل؟
نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة، أوقفت شركة شيفرون الإنتاج من حقل تمار الإسرائيلي، وأعادت توجيه جزء من إنتاج حقل “ليفاثيان” إلى الاستهلاك المحلي داخل إسرائيل، وذلك بناء على تعليمات الحكومة الإسرائيلية نفسها.
وبحسب شركة شيفرون، فإن وقف تصدير الغاز من حقل، وتوجيه جزء من إنتاج الحقل الآخر إلى السوق المحلي داخل إسرائيل، كان بسبب الحرب مع حمـ.ـاس في قطاع غـ.ـزة.
ونقلت الشرق بلومبرج وصحف أخرى، انخفاض حجم الغاز الإسرائيلي المورد إلى مصر بنسبة 20% ليصل إلى نحو 650 مليون قدم مكعب يوميًا، قبل أن تعلن الحكومة المصرية توقف الواردات بشكل كامل في تصريحات حكومية قبل ثلاثة أيام.
فيما امتد التأثير إلى قطاعات أخرى غير الكهرباء، إذ خفّضت مصر إمدادات الغاز الطبيعي بنحو 30% لشركات الأسمدة العاملة في البلاد بدءاً من يوم الجمعة الماضي، وأخطرت الشركات بذلك عبر خطابات رسمية، بحسب ثلاثة مصادر حكومية تحدثت مع موقع “الشرق بلومبرج”.





More Stories
برعاية الدكتور مينا يوحنا.. اجتماع موسع لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بكفر الشيخ لتعزيز الوعي المجتمعي والمشاركة الوطنية
إتحاد “شباب العمال” يشكل غرفة عمليات مركزية وتواصل أعمالها على مدار الساعة لمتابعة سير العملية الانتخابية
كلمات بلا أفعال لن تحقق العدالة المناخية .. تحذير رسمي من الدكتور مينا يوحنا