التغير المستمر للقيادات العسكرية الروسية مؤشر على فشل روسيا في إدارة حربها ضد أوكرانيا
✍- رباب عنان
التغيير الشامل للقيادات العسكرية الروسية والذي شمل عدداً من كبار الجنرالات
بحثا عن إدارة مختلفة للحرب الدائرة في اوكرانيا بضراوة غير مسبوقة ، يؤشر بأن روسيا واقعة في ورطة عسكرية كبيرة
وان النتائج علي الأرض تختلف كثيرا عن ما يصدر عن المصادر الحكومية الرسمية من تصريحات
وبخاصة فيما يتعلق بحجم الخسائر البشرية الروسية والتي ربما تكون قد وصلت ارقاما مفزعة وغير متوقعة
وهو ما لابد وان تكون له انعكاساته المعنوية السيئة لدي الشعب الروسي الذي لم يعد يري لاستمرار هذه الحرب بتكاليفها الباهظة نهاية واضحة ولا هدف او مبرر بعد ما يقرب من عام كامل علي اندلاعها.
وهذا التغيير الشمل للقيادات العسكرية المسئولة عن إدارة الحرب
اما أنه قد يكون مؤشرا نحو التصعيد لحسم الموقف القتالي المتدهور علي الأرض وللاسراع بوضع نهاية لهذه المجزرة البشرية
كمقدمة للخروج من هذه الحرب في صورة لا تبدو وكأنها هزيمة في نظر العالم
او انها قد تكون مؤشرا علي ان الوضع العام في روسيا بات علي وشك الانفجار وان ما نراه الآن هو الهدوء الذي يسبق العاصفة
وان النظام يريد استباق هذا الانفجار الداخلي المحتمل بتدميره اوكرانيا تدميرا شاملا وبالشكل الذي قد يجبرها علي القاء السلاح والتوقف والاستسلام بلا قيد او شرط
وقد يكون هذا التوقع هو الأساس الذي بنوا عليه خطوتهم التصعيدية القادمة وهو إحتمال لا اعتقد ان الغرب سوف يقبله او يسمح به.
وفي كل الأحوال ، فإن الموقف في اوكرانيا وروسيا برمته يتطور من سيئ إلي اسوأ
خاصة وان امدادات حلف الناتو من الأسلحة لاوكرانيا في تزايد مستمر ولن تتوقف او تتراجع
وقد يكون رهانهم في الغرب حاليا هو ان إفشال حرب روسيا في اوكرانيا بالابقاء علي بوتين متورطا ومستنزفا وغارقا فيها
ولا يعرف طريقا للخروج منها بشكل يحفظ له ماء وجهه
قد تعجل بالانقلاب عليه والاطاحة به وذلك من منطلق ان التخلص منه ومن نظامه هو الحل الوحيد للخروج من هذه المصيدة القاتلة التي ادخل روسيا فيها.
هذه هي الحروب دائما ، تبدأ بشكل يغري بالاندفاع والتهور
وتنتهي بشكل مختلف تماما
وهذا هو ما يحدث في اوكرانيا التي بدأت بالتهديد والوعيد وبالتصريحات النارية وبالتلويح باستخدام الأسلحة النووية والأسلحة الفرط صوتية
وانتهت الآن بمقاتلي فاجنر من المتطوعين الماجورين وغير النظاميين
والارتباك الواضح في صفوف المجموعة الحاكمة في الكرملين حول المسار الذي يجب ان يتحركوا فيه وهل يكون ذلك باللين او التشدد وبالمرونة او التصلب ، الخ.
وما نراه في الواجهة او علي السطح شئ ، وما يحدث وراء الكواليس في الغرف المغلقة ويحيطونه بالتكتم والتعتيم شئ آخر.
ارجع واقول ان هذه هي الحروب وليت قادة الدول يتعلمون من دروس التاريخ ليجنبوا شعوبهم كل هذه المصائب والويلات لكن للاسف
فإنهم يكررون اخطاء بعضهم ولا احد يحاول ان يتعلم الدرس.





More Stories
تضامن دولي يتجدد… والضمير العالمي يطالب بتحويله إلى سياسات تحمي حقوق الفلسطينيين
خطوة جديدة على طريق التآخي والتسامح بين الشعوب والأديان في سوريا
انتخاب السعودية لعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية