21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

شخصية اليوم المضيئة فقيد الشباب علاء الشهالي ممرض بمستشفى إيتاي البارود المركزى بالبحيرة

 

البحيرة – عماد إبراهيم

بطل اليوم ، شخصية عظيمة وجديرة بأن نكتب عنها فى تقرير انت استثنائي .
بطلنا عليه رحمة الله من مواليد 1991م عزبة الكمالية التابعة لقرية شنديد بمركز إيتاي البارود متزوج من زميلة له ولديه طفل لم يتجاوز ٥ سنوات ولديه 3 اخوات بينهم طبيبة وأخصائية تمريض ، وكان يشهد له جميع زملائه والمحيطين به بكفاحه وكفاءته فى العمل وتمتعه بالأخلاق الحميدة والشهامة والمروءة وغيرها من الصفات الحميدة .

عاش علاء قصة كفاح مستمرة واجتهد قدر استطاعته ليخلق لنفسه فرحًا وعيدًا ، لكن الموت كان له رأيٌ أخر فى تحديد مسيرته وتوقف عطائه اللامحدود .

فقد عمل بمستشفى ايتاى البارود لأكثرمن 9 سنوات
وكان قبل ذلك يعمل بمهنة التمريض بمستشفيات وعيادات خاصة بعد حصوله على معهد فنى تمريض من الاسكندريه وحصوله على تصريح بمزاولة المهنة .

وقام علاء ومجموعة من زملائه برفع دعوى قضائية بعد ثورة 25 يناير لتحويل عملهم من تمريض خاص لعام ، حيث تم تعيينه فى المستشفى بعد الحصول على حكم من المحكمة ، وبدأ عمله موظف بالاستقبال العام لمستشفى إيتاى البارود ، ثم انتقل للعمل فى قسم العمليات العامة ، إلا أنه قام بإجراء عملية القلب المفتوح ، فتم تخفيف العمل عنه ، ونقله لعيادة الأنف والأذن ، وبعدها إلى عيادة جراحة التجميل نظرًا لكفاءته .

وعندما ظهرت الكورونا ، ولبى جميع جنود الجيش الأبيض النداء ، لم يخف علاء على صحته ولم يتوانى عن تقديم الواجب المقدس مثله مثل زملائه جنود الجيش الأبيض ، بالرغم من مرضه بالقلب وصحته الضعيفة ، لكنه كان يصر على العمل .
فقام علاء بتدشين صفحة على الفيسبوك ، لخدمة ورعاية وتمريض المرضى كبار السن الغير قادرين على خروجهم من منازلهم خشية من إنتقال عدوى فيروس كورونا إليهم ، وقام بشراء توك توك للمرور عليهم فى منازلهم وتقديم الرعاية لهم ، وأعلن على صفحته عن التطوع لتمريض المعزولين فى منازلهم ، ليقدم نموذجًا محترمًا لخدمة المحتاجين للعناية والرعاية الصحية بالمنازل .

وبعد نقل عيادات المستشفى إلى المركز الطبى بإيتاى البارود عمل علاء فى عيادة خاصة بعد مواعيد العمل الرسمية ، والتى ظهرت فيها حالة ايجابية للكورونا ، وبعدها شعر بأعراض فيروس كورونا وقام بتبليغ رئيسة التمريض ومدير المستشفى وتم نقله لمستشفى الحميات لإجراء مسحة وأشعة مقطعية بمستشفى إيتاى البارود المخصص لعزل مصابى كورونا.

وعاش علاء لحظات قلق رهيبة ، وفور علمه بسلبية نتيجة التحاليل غمرته الفرحة والسعاده. وكتب منشور على الفيس بوك يشكر فيه الأطباء وزملاؤه لوقوفهم بجواره ومساندته واستمرت حالته مستقرة لمدة يومان .

ثم سرعان ماتدهورت حالته الصحية ، وذهب للطبيب المعالج له بالاسكندريه وأكد له أن حالته خطيرة لأنه مريض بالقلب ويحتاج لعناية خاصة وطالب الطبيب المعالج تحويله للعناية وعلى الفور قامت اسرته بتحويله لمستشفى خاص فى الاسكندرية .

وبعد تدهور صحته طالب علاء أسرته بعودته لمستشفى إيتاى البارود ليكون بين زملائه ، وبالفعل اتصلت زوجته وشقيقته بمدير المستشفى لتوفير حجرة عناية مركزة ، وتم توفيرها له ، حيث وصل علاء للمستشفى وهو فى حالة صعبة جدا ومتأخرة ، فلم يتحمل قلبه الضعيف رحلة العودة للمستشفى ، وتوفى بعد وصوله بأقل من نصف ساعة .

وسادت حالة من الأسى والحزن بين جميع العاملين بالمستشفى ، وعم الحزن أرجاء المكان ، لوفاة أحد شباب الفريق الطبي ، حيث كان يتسم بالمروءة والشهامة وبعلاقاته الوطيدة بين زملائه ويتميز بحب واحترام الجميع له .

رحل علاء … لكنه ترك رصيدًا من الحب باقيًا فى قلوب كل من عرفه ، وفى قلوب كل من قام بتمريضهم ورعايتهم ، ولن ينسى أحد ما قام به من أعمال عظيمة وما قدمه من أفكار لخدمة المحتاجين للعناية والرعاية الصحية بالمنازل .

رحل وقد ترك وراءه ابنًا سيفخر دومًا بأباه ، وبأنه ابن البطل علاء الشهالي الذي لم يُقعده المرض عن أداء الواجب وخدمة المحتاجين ، ولم يقصر فى اغاثة مريض ، أو انقاذ مصاب أو نجدة أحد .

خالص دُعاءنا لعلاء بالرحمة والمغفرة ، وأن يتقبله الله عنده من عباده المخلصين وأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وفضله ورضوانه ، وأن يسكنه جنات النعيم ،وأن يبارك فى ابنه ويجعله امتدادًا له فى العطاء وفعل الخيرات .