21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

شخصية اليوم المضيئة أم هاشم محمد البوقيري أخصائية تمريض بمستشفى رشيد بالبحيرة

 

تقرير – عماد إبراهيم

 

بطلة هذه القصة ، هى بطلة من نوع فريد ، ضربت لنا المثل فى الصبر على الشدائد كأروع ما يكون ، وأصبحت مثلا وقدوة يَقتدي بها الآخرون فى الصبر على الإبتلاء ، وما أصعب أن يكون الإبتلاء فى الولد .

أم هاشم أم لبنتين وولد
ابنتها الكبرى خريجة معهد فني صحي قسم أجهزة طبية ، وعروسةٌ مقبلةٌ على الزواج ، يشاء المولى سبحانه أن تتوفى ابنتها فى حادث قطار فى أول يوم من شهر رمضان الماضى فى الإسكندرية ، عقب خروجها من مستشفى أبو قير أثناء فترة امتيازها .

يالها من صدمة وفاجعة كبرى ليس بعدها فاجعة ،
كان أول يوم فى رمضان ووالدتها كانت في نوباتجية بالمستشفي تؤدى عملها وبإنتظارها للذهاب معا لشراء مستلزمات رمضان ومستلزمات زفافها ، وفوجئت بالخبر الصادم الذى يكسر ظهر الجبال ، ويُذهب الأمن والطمأنينة عن البال ، فسبحان من يُغيِّر من حال إلى حال .

تملَّك الحزن قلبها وعشش الألم فى منزلها ، وغابت الضحكة عن الجميع ، وغادر الفرح المكان ، بعد أن كان يعج بالبهجة والسرور لإستقبال الشهر الكريم ، ومن ثَم بعده الزفاف الذى ينتظره الجميع ، اذ بهم جميعا يرتدون ثوب الحزن المكسو بالأسى والمبلل بالدموع .

عاشت أم هاشم فى حزنها ليل نهار وأخذتها الصدمة بعيدًا بعيدًا ، وكأن قلبها انتزع منها فى لحظة ، وتُرِك مكانه أجوفا خالى فى جسد منهك ، حاصره الألم من كل صوب ، وأصبح عاجزًا عن رجوع الروح إليه مرةً أخرى .

ووسط هذه العتمة والظلمة التى انساقت اليها بفعل الصدمة ، وجدت بصيصُا من النور يتهادى اليها ، ليخرجها مما هى فيه ، وتغلب ايمانها بقضاء الله وقدره على ما زُرِعً فيها من آلامٍ وأحزان ، وارتدت ثوب الصبر وربط الله على قلبها لتكون من المؤمنين ولتشد من أزر ابنائها وتخرجهم من جُب الحزن الذين سقطوا فى قاعه جميعا …
وقررت أم هاشم أن تعود بأبنائها لمواصلة رحلة الحياه ، وأن يتركوا عالم الحزن الذى كاد أن يُوْدِى بمستقبل تلك الأسرة بالكامل ، ويتمسكوا بإيمانهم بالله ، ودعُوا الله مخلصين أن يلبسهم ثوب الصبر والإحتساب .

وبالفعل عاد أفراد الأسرة إلى حياتهم التى عاهدوها قبل فقد غاليتهم ، وعادت أم هاشم لتمارس عملها فى المستشفى ، وتؤديه بكل تفاني واخلاص ، ولم تتأخر عن تأدية الواجب ، ولم تقصر فى تدريب التمريض على موضوعات الأقسام الحرجة ، وغيرها من الموضوعات ، وما زالت تؤدى عملها بكل ماعندها من قوة وعزيمة .

ونحن نقول لها ، نحن معكِ ، نشد من أزرك ونُعَضِّد عزيمتك ونساندكِ على عبور بحر الأحزان .
ورحم الله ابنتكِ والبسها من ثياب الجنة ، وجعلها فى أعلى عليين، وبارك لك فى ابنائك والبسكم جميعا ثوب الصبر والعفاف والتُقى والغِنى .