21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

مصر من العلم الي التكنولوجيا

مصر من العلم الي التكنولوجيا

بقلم _محمد الجاعوص

نتحدث دائما عن الحشد الكبير الذي تزخر به مصر من اصحاب المؤهلات العلمية والدرجات الجامعية‏,

ولكن هل يكفي ذلك لتحقيق افضل استخدام للعلم الحديث والتكنولوجيا المعاصرة؟ لا يبدو ان ذلك صحيح‏,‏ فتوظيف نتائج الثورة العلمية والاستخدامات التكنولوجية

انما يتحققان من خلال توجهات غير تقليدية تعطي البحث العلمي مكانته المنتظرة في المستقبل‏,‏ وهو امر لا يمكن فصله عن اهمية تطوير العملية التعليمية ذاتها

وكأن العلم الحديث فرض كفاية وليس فرض عين‏!‏ وتلك مقولة خطيرة‏,‏ القصد منها استمرار الوضع الراهن الذي تظل فيه بعض الدول أنها عالة علي الحضارة الغربية والتكنولوجيا المعاصرة

مع الأخذ في الاعتبار ان قضية تصدير المعرفة الفنية تخضع لاعتبارات كثيرة يقع في مقدمتها ان قضية تصنيع العلم وانتاج التكنولوجيا محكومة بعوامل لا تخفي علي أحد‏,‏

حتي أن انتقال المعرفة الكيفية من الدول الصناعية الكبري الي غيرها ليس انتقالا كاملا بل انني اظن احيانا ان السيارات الجديدة المصنعة لأسواق العالم المتخلف ليست بدرجة الإتقان والجودة مثل نظيرتها المصنعة لأسواق بلادها المتقدمة‏

كما أن صناعة الدواء الأجنبي في الدول المتخلفة والأقل نموا لا تخضع لنفس مواصفاته إذا تم انتاجه في بلاده الأصلية بما يعني ان تأثيره علي المريض يختلف في الحالتين رغم أن المسمي واحد

كما أن هناك احساسا دائما بأن الوضع الراهن هو الأمثل لمصدري المعرفة الفنية بحيث يصبح المتقدمون وحدهم هم صناع التكنولوجيا‏,

وغزاة الأسواق‏,‏ وأصحاب القرار في اقتصاديات العصر‏,‏ ومصر مرشحة لذلك قبل غيرها لأنها مؤهلة أكثر من سواها بأن تصبح الاقوى في افريقيا ‏

وهي لا تبدو بعيدة عن هذا الهدف خصوصا وان اقتصادها قد تجاوز كثيرا من مشاكله‏,‏ وعبر نحو مرحلة افضل بكثير مما كان عليه منذ سنوات‏,‏ برغم كل العوائق الطارئة والسلبيات المعروفة‏,‏

أسباب العلم الحديث ونتائج الثورة التكنولوجية والتسلح بأدوات عصرية‏,‏ وكما يتردد دائما فإن الأمية لم تعد هي انعدام القدرة علي القراءة والكتابة

وإنما أصبحت في مفهومها الحديث هي العجز عن استخدام الكمبيوتر والدخول الي عالمه االجديد‏,‏ ولحسن الحظ فإننا نلاحظ ان الشباب المصري في السنوات الأخيرة

قد تجاوب بشكل واضح مع الظاهرة العالمية المعاصرة والتي جعلت من الاستخدامات التكنولوجية عادة يومية في ظل جاذبية شبكة المعلومات التي وفرتها التكنولوجيا الحديثة لكل من يريد‏

‏ لهذه الأسباب في مجملها فإن رؤية شاملة لقضية البحث العلمي في مصر تبدو مدخلا وحيدا لقرن قادم وعصر جديد‏.