«السائق الأمين مواطن قناوى ضرب مثالا فى الأمانة والشرف»

كتبت – فاطمة أنور

السائق “عادل فواز أبو عيد”، مواطن مصري ضرب مثالا في الأمانة والشرف، إذ لم يغريه نصف مليون جنيه عثر عليه نجله الذي يعمل سائق «توك توك» داخل حقيبة تحتوي على فواتير مياه بجوار الأموال، في منطقة كوم يعقوب، بمحافظة قنا، فما كان من الرجل إلا التواصل مع صاحب المبلغ وإعادته له

وقال فواز أبو عيد، مزارع من قرية الحسينات مركز أبوتشت، بمحافظة قنا، في تصريح إنه لا يوجد شيء أسمى من الشرف الذي افتقدناه في هذا الزمن، مضيفا اعتدت من والدي على الأمانة لذا لم أفكر لحظة في أخذ شيء لا يخصني».

وأضاف «أبو عيد»، أنه يعمل مزارع وابتاع توك توك بالتقسيط ليعين أسرته التي تتكون من 7 أفرد على الحياة، وأعطاه لنجله محمد الذي يبلغ من العمر 14 عاما ليعمل به في توصيل أهل القرية إلى وجهت

وأردف أنه أثناء جلوسه في المنزل فوجئ باتصال هاتفي من نجله محمد يبلغه بأنه خلال سيره بطريق كوم يعقوب عثر على حقيبة مغلقة لا يعلم ما تحتويه ولا يوجد أحد من المارة ليدله على صاحبها، فقال له أحضرها سريعا وتعال ولا تعبث بها.

واستطرد: حينما وصل محمد قمت بفتح الحقيبة لأعلم ما قصتها، فوجدت كمية كبيرة من الأموال وحولها أوراق وفواتير مياه، فبادر ابني قائلا: إن هذه الأموال ستغير حياتنا وسنبني بيتنا، لتتدخل الزوجة حاسمة الموقف بلهجة صعيدية : «لا يا بني ربنا يكرمكم بالحلال، وبتاع صحابه مينفعش حد».

وتابع: حينما تفقدت الأوراق بعناية وبعدما قرأ نجلي ما هو مدون على الورق توصلت إلى أن الحقيبة تخص محصل مياه، فحاولت العثور على رقم هاتف مالك الحقيبة لكن محاولاتي باءت بالفشل فلم أجد رقم الهاتف ولا اسم الرجل أو أي شيء يدلني عليه غير الفواتير والأموال.

واستكمل: لجأت إلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وقمت بنشر منشورا فيه بعض مواصفات الحقيبة، حتى أعثر على صاحبها، لكن أيضا لم أحصل على نتيجة جادة، فاقترح عليّ أحد الأقارب بالاتصال بموظف في قريتنا يعمل بشركة المياه.

وأضاف: بعدما تواصلت مع ذلك الموظف وشرحت له ما حدث أبلغني بأن الشركة بأكملها تبحث عن الحقيبة وأن مستقبل صاحبها على المحك، فطلبت منه أن يدلني على صاحب الحقيبة وهو ما حدث، إذ يدعى سامي عبد اللطيف ويعمل محصلا في شركة المياه، وعندما أبلغته أنني وجدت حقيبته انهار بالبكاء.

وتابع: سألته لماذا تبك؟ فقال «بيتي كان هيتخرب وعيالي كانوا هيتشردوا لكن ربنا كرمني بيك، أنت ابن حلال»، مضيفا أنه دعاه للحضور حتى يتسلم حقيبته وحينما وصل وشاهد الحقيبة أمامه سجد فوق التراب لله، حمدا وشكرا وعيناه تغرقها الدموع.

وأردف قلت له «لسه فيه أولاد حلال كتير»، وطلبت منه التأكد من الأموال وباقى محتويات الحقيبة، فشرع في إعطائي بعض المال مكافأة لكني رفضت أخذ أي مبلغ منه، لأني لو أردت المال لكنت أخذت على الحقيبة كلها.

وقال إن لدي 5 أبناء، وهم محمد 14 عاما يدرس في الثانوية الفنية، وهو الذي عثر على الحقيبة، وأحمد يدرس في الصف الثاني الابتدائي الأزهري، وإبراهيم 4 سنوات، وزينب 7 سنوات، وفتاة آخى متزوجة، وزوجتي.

وأضاف أنه يمر بضائقة مادية بسبب تجهيز ابنته التي زوجها وهناك 70 ألف جنيه ديون لآخرين يحاول سدادها، كما أنه ابتاع التوك توك بالتقسيط لينفق على الأسرة، لكنه لم يفكر لحظة في أخذ الحقيبة التي تحتوي على نصف مليون جينه، مردفا «أول مرة أنام نوم عميق، وحسيت ربنا راضي عليّ، وأختي ومراتي سجدوا لله على موقف الرجل الذي فكت ديقته».