21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

شخصية اليوم المضيئة هو شهيد الواجب : عبدالحليم عبدالهادى علوانى أخصائي تمريض بمستشفى ادكو المركزى بالبحيرة

 

تقرير – عماد إبراهيم

كان البطل الشهيد عبدالحليم متزوج حديثًا وزوجته حامل فى الشهور الأولى لها ، وكان يعمل (مشرف مناوب بالنوبتجيات والسهر) بمستشفى ادكو المركزى ، وهو من الشخصيات الدؤوبة على الإجتهاد ومن المخلصين جدا فى عملهم ، وعندما نادى نادي الجهاد على جنود الجيش الأبيض ، سارع عبد الحليم ليأخذ مكانه فى الصفوف الأمامية وفى مقدمة الجيش ، فكان له من البطولات الكثير والكثير ، ويشهد له جميع زملائه بذلك .

فقد كان يعمل مؤخرا فى تطوير قسم العزل بالمستشفى ، دون خوف ودون رهبة من الإصابة بالعدوى ، وفى يوم من الأيام شعر بأعراض المرض ، ولكنه فى بداية اصابته لم يبلغ أحد بإصابته ، وداوم على تلقى العلاج بالمنزل ، إلا أن اشتد عليه المرض ، فقام بالإتصال برئيسة التمريض للإعتذار عن حضور نوباتجية السهر (اشراف المستشفى) ، ولم يُرِد ابلاغ أحدٌ بمرضه ، حتى تمكن الفيروس منه ، واصابه بتليف فى الرئتين ، وتم حجزه بعناية العزل داخل المستنشفى .

وظل عبد الحليم يصارع المرض ومتشبثٌ جدًا بالحياة ، أقصى أمانيه أن يرى ابنه ، فكما ذكرنا سابقا أنه كان عريس جديد وزوجته فى بداية حملها………..

ووصلت حالته لمرحلة صعبة جدا ، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعى ، وفى عز مرضه ومعاناته كان يكتب على الحائط ( بشوف أحلام وحشه … نفسى أشوف ابنى ) ….
ما أصعب ذلك على زملائه وهم يرونه يصارع الموت ، ويصارع هذا الوحش المخيف ، وهم يعلمون جيدًا أن فرص النجاة معدومة تمامًا ، وأن الأمل فى الشفاء ضئيل ، فقد رأوا حالات كثيرة مثل حالته ، ولم يستطع أحد النجاه من هذا العدو الفتاك .

وتم ابلاغ قيادات المديرية بحالته ، وعلى الفور وفى محاولات جادة من السيد الدكتور وكيل الوزارة فى هذا الوقت ، ومن الأستاذ الدكتور حموده الجزار وكيل المديرية ومن الدكتور أحمد الجميل بالتعاون مع مدير المستشفى ، لنقله لمكان به خدمات طبية أفضل .
وتم ارسال سيارة اسعاف مجهزة ، بها جهاز تنفس صناعى لمستشفى ادكو لنقله …..
رفض الأب نقل ابنه بناءً على رغبة حليم ، فقد طلب البطل أن يموت وسط زملائه ، وفشلت كل محاولات الإقناع ، فقد أبى أن يترك المكان الذى عمل به ، وشهد له بالكثير والكثير من البطولات فى رعاية المرضى ، وفَضَّلَ أن ينتظر الموت وهو بجوار أحبته الذين عملوا معه على مدار عمره الوظيفى ……….

ولم تمر سوى ساعات قلائل ، إلاَّ ويلفظ البطل أنفاسه الأخيرة. وسط كل زملائه ومحبيه ، ومعهم ثلاث أطباء عناية مركزة ، فى محاولات جادة من الإنعاش القلبى الرئوى ، لكى يعيدوه للحياة ، ليحقق حلمه برؤية فلذة كبده المنتظر ، ولكنه قضاء الله وقدره ، واستُشهِد البطل عبدالحليم عبدالهادى الزيات ……..
فى المكان الذى كان يؤدي فيه عمله .

وبعد مرور سبعة أشهر …يجيئ الإبن ( أحمد ) عبدالحليم علوانى ويشرف الدنيا مولودًا جديدًا ، يبحث عن حنان أبيه وعن أب يتحمل متطلبات الإبن للمعيشة. لكن أباه قد رحل …..
رحل وقد ترك له تاريخًا مشرفًا ناصع البياض ، وضرب له أروع الأمثلة فى التضحية بصحته وعافيته وشبابه لتمريض المرضى وخدمة المصابين ……

رحمة الله عليك أيها البطل الشهيد ، فقد عِشتَ محبوبًا ، ومُتَّ محبوبًا ، وإن شاء الله تعالى وجبت عليك محبة الله .
اللهم اجعله عندك من المتقبلين ، وأكرم نُزله ، ووسع مُدخله ، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة ، واجعله فى أعلى عليين ، وبارك فى ابنه يا رب العالمين ….اللهم آمين .