أوراق الشجر
بقلم د. علاء جانب
كنتُ أمرُّ على درب زمنيّ..
أوراق الشجر المصفرّة
تكنسها الريحُ على الأسفلت …
وأفرعها عيدان عارية في البرد..
وأنا ..
أبصر في الأوراق الصفراء وجوه الموتى ..
أبصر في الموتى الأيام ..
وأبصر في الأيام الدنيا ..
كم عمرك أيتها الأرض ؟!
وقبل وجودك ماذا كانت تعني كلمة “زمن”؟!
وبعد وصولك عند الثقب الأسود
ومرورك منه إلى الكون الأبيض ..
كيف نكون بلا زمن؟!!
ما معنى اللذة حينئذ؟!
ما معنى أن لا ننتظر جديدا ..
هل سنكون بلا ماض أو مستقبل؟!
ما الفارق بين الخلد وبين الأبدية؟!
قالت صاحبتي: القمر المرآة ..
انظر في عينيّ..
نظرت دخلت ففارقني إحساسي بالزمن ..
أفقتُ ..
كان بكفي كوزٌ من ذرة ..
قالت : عمرك صف مثل صفوف حبوب الذرة المصفوفة في “الكوز” وأنت شخوص تتعاقبها الأيام ..
انت الآن جديد لا تشبه “انت” الأمس و”أنت” الغد غيركما!!
والرابط رائحة من سر الروح ..
كان طريقي يشبه صُبحا شتويا قرويا حافي القدمين ..
وكان الموت صديقي الدائم يسكن في أعلى النخلات ..
وكان غرابٌ بردانٌ ينعق ..
وأرانبُ بيضٌ متجمدةً فوق حشائش ثلج..
كانت مخلوقات أضعف من أن تسأل : لم كنا؟



