حكاية نسمة أول عارضة وصاحبة اول براند ملابس لقصار القامة في مصر
كتبت – رباب عنان
بالرغم من أن أمرها لم يكن بيدها
لم تسلم نسمة من التنمر والتعرض للمواقف السلبية٠
فالفتاة العشرينية عانت كثيرًا بسبب قصر قامتها
كذلك وجدت صعوبة في إيجاد ما يناسب حالتها من ملابس وحياة طبيعية٠
لذلك اختارت نسمة أن توجد حلًا لها ولكثير من قصار القامة ممن يعانون من اللفظ المجتمعي
وأن تصبح قصة ملهمة لهم ولغيرهم من ذوي الهمم.
نسمة الان عارضة، وصاحبة أول براند ملابس لقصار القامة في مصر
وقالت قصة ظهور هذا البراند
وسبب الانتشار الكبير لصورها على مواقع التواصل الاجتماعي
بالإضافة لإنجازاتها المختلفة وأحلامها المستقبلية.

وقالت نسمة التي لا يتجاوز طولها الـ110 سم٠
إنها كانت تذهب لمحلات الأطفال لشراء ملابسها
ولكنها في المرحلة الإعدادية كانت تواجه مشكلة مع المقاسات
والتصاميم المتاحة
فكانت تضطر للذهاب لمحلات الكبار
ولكنها كانت تتخلص من نصف القماش وهو ما يفسد تصميم الملابس٠
فقررت تصميم ملابسها بنفسها
وإرسال التصميم لمن يقوم بتنفيذه
الأمر الذي وجد استحسانا كبيرا من قبل الناس بمجرد نشرها للصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
ج

وتابعت أنها لم تكتفِ بفكرة تصميم الملابس لقصار القامة فقط
ولكنها قامت بعمل جلسات تصوير (سيشنات) بملابس مختلفة
بغرض تحقيق أهداف، وإرسال رسائل معينة٠
وكان من أشهر جلسات تصويرها سيشن تم تصويره في 5 ساعات لمواجهة ظاهرة رفض ذوي الهمم في الكثير من الوظائف٠
وفيه ارتدت ملابس مضيفة طائرات
وطبيبة، ومعلمة، ومهندسة، لتثبت أنه يمكن لقصار القامة وذوي الهمم عموما القيام بأي عمل طالما يملكون القدرة العقلية والكفاءة على إتمامه.
وأشارت إلى أن الطريق لم يكن سهلا لتحقيق هذا النجاح، حيث عانت كثيرا من التنمر في صغرها لدرجة كانت تدفعها لوضع سماعة الأذن٠

حتى لا تسمع ما يجرح شعورها
وذكرت أنها ذات مرة في الثانوية العامة دخلت مكان الدرس الخاص بها قبل موعده
فلما رأتها إحدى الفتيات صرخت ولطمت وجهها -الفتاة- أمام عدد كبير من زملائها
الأمر الذي تسبب بصدمة وجرح نفسي كبير لها
ربما تحاول حتى الآن علاجه، على الرغم من أنها الآن لم تعد تتأثر بشكل كبير بتلك المضايقات.
وأضافت قائلة٠٠
التنمر يعتبر كدا شبه وحش يإما إنت تنتصر عليه وتكمل حياتك يإما إنت تفضل قاعد وتستنى إن هو ينتهي بس هو مش هينتهي٠
وأوضحت أنها كانت تفكر كثيرا في صغرها قبل خروجها عما سيقوله الناس عنها
ولكنها الآن تحب نفسها كما هي وتتقبلها وتتأقلم معها وتنظر لنفسها نظرة رضا
وهو ما دفع الجميع من حولها للنظر إليها بنفس النظرة.
وبالحديث عن بعض إنجازاتها الأخرى٠٠
فقد استطاعت نسمة الحديث على منصة TEDX الشهيرة، والكتابة في عدد من المواقع الإلكترونية
كما تم اختيارها من 50 سيدة مصرية مؤثرة كنموذج ملهم لعام 2020 بفضل أول جلسة تصوير لها٠
هذا بالإضافة لدورها الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إلهام الكثيرين من ذوي الهمم ليخرجوا إلى المجمتع، ويواجهوا خوفهم من التعرض للرفض أو التنمر أو النظرات المريبة٠
وأيضا نشر ثقافة تقبل وجود ذوي الهمم في المجتمع، والتعامل معهم كإحدي فئاته العادية.
وبالإشارة للمستقبل ذكرت نسمة أنها تحلم بأن يصل براند الملابس الخاص بها للعالمية
وأن تكون أستاذة جامعية٠
بالإضافة لتقديم برنامج تلفزيوني عن النماذج الملهمة من ذوي الهمم
وأوضحت أنها تعمل الآن على الانتهاء من كتابها الأول لنقل تجربتها
وكيف تجاوزت عقباتها لتكون دليلا للناس عموما ولذوي الهمم تحديدا في كيفية تخطي العقبات وتحقيق الذات.
وهى توجة رسالة للناس بالحذر الشديد عند النظر للأشخاص من ذوي الهمم
حتى لا تجرحهم نظراتهم
وتتسبب في عدم خروجهم من المنزل مرة ثانية٠
ونوهت أن ذوي الهمم في اختبار كبير لصبرهم
فلا يحاول أحد أن يحملهم أكثر مما يحملون من أعباء ٠
كما نصحت قصار القامة بحب وتقبل أنفسهم
حتى يحبهم الآخرون ويقبلونهم
وأوضحت أن النجاح لا يرتبط بالشكل الخارجي
وإنما بمضمون الشخص وذاته الحقيقة.





More Stories
برعاية الدكتور مينا يوحنا.. اجتماع موسع لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بكفر الشيخ لتعزيز الوعي المجتمعي والمشاركة الوطنية
إتحاد “شباب العمال” يشكل غرفة عمليات مركزية وتواصل أعمالها على مدار الساعة لمتابعة سير العملية الانتخابية
كلمات بلا أفعال لن تحقق العدالة المناخية .. تحذير رسمي من الدكتور مينا يوحنا