إبراهيم محمد قويدر يكتب “ختان الإناث بين التحريم والتجريم “

مقال حر
( ختان الإناث بين التحريم والتجريم )

بقلمي : إبراهيم محمد قويدر

أصبحنا نسمع كثيرا فى الإذاعة والتليفزيون عن قضية
لم تكن مثارة بهذا الشكل حتى سمعنا أنه تم إصدار
تشريع وافق عليه مجلس الشعب المصري بتغليظ
العقوبة لكل من يرتكب هذه الجريمة الشنعاء على حد
وصفهم بما يصل بالطبيب إلى السجن والفصل من المهنة
وكذلك تجريم الأب والأم وكل من يشارك من أطراف فى
هذه العملية .
ما الختان وما مشروعيته وما أضراره ؟!
الختان : هو اقتطاع جزء من العضو التناسلي سواء للرجل
أو للمرأة وهو سنة مؤكدة للرجال وأول من إختتن من الرجال
هو سيدنا إبراهيم عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام وقام
بختن نفسه بالقادوم وهو آلة حادة تشبه البلطة الآن التى يتم
قطع الأشجار بها .
ولكن من يستمدون مشروعية ختان الأنثى يستندون إلى حديث ضعيف حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأم عطية: اخفضي ولاتنهكي ولا تجوري )*
وهذا الحديث ضعفه الكثير من علماء الدين وقالوا أنه ضعيف بلا سند ولو كان صحيحا لفعله الرسول مع بناته وهذا لم يثبت أنه أمر الاختتان لبناته إذا كان فيه مصلحة لهن .
وما كان يحدث قديما حيث كانت بعض النساء يقمن بهذه
المهنة وكان معظمهن من الغجر وكن يطفن القرى والنجوع
ويكون معها آلة حادة تشبه شفرة الحلاقة ويتم تكتيف الضحية وبدون تخدير تقوم هذه الغجرية بقطع جزء من
العضو التناسلي للبنت وفى العادة إذا لم تكن وصلت لسن
البلوغ وتضع على العضو مادة تساعد على عدم نزف العضو
وتجلس البنت فى غرفة وتباعد بين رجليها إلى أن تشفي.
والغريب أن هذا الختان للبنت كان يتم التكتم عليه فلا يعرف
به إلا الأم والجدة أما بالنسبة لختان الابن فكانت تقام له الزينة والأفراح بأن الابن قد بلغ مبلغ الرجال .
ونقول أن ختان الرجال كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
من السنن المؤكدة وذلك حرصا على سلامة الرجل من الأمراض ونظافته الشخصية والابتعاد عن الميكروبات والجراثيم التى تسكن فى التجويف ولذلك لابد من تعجيل
ختان الذكور فى سن صغيرة .
وهناك شعوب كثيرة فى المنطقة العربية لاتختن إناثها منذ
زمن بعيد .
وأما عن الأضرار التى تلحق الأنثى من جراء الاختتان :
قد يحدث نزيف ويسبب الوفاة وقد حدث هذا بالفعل فى
كثير من الحالات التى لم يراع فيها الاحتراس أثناء القطع .
وقد يحدث أضرار للجهاز التناسلي وبخاصة مجرى البول
اما المصيبة الكبرى هى حرمان المرأة من الإحساس وتصاب
بالبرود الجنسي فتصبح مثل قطعة الثلج خالية من الشعور
والإحساس فتصبح فى واد والزوج فى واد آخر .
ويتفق العلم فى تحديد الأضرار الناجمة عن الختان مع الشرع
فى ضرورة حماية المرأة من الأضرار الجسدية والنفسية وعدم هدم مشاعر وأحاسيس المرأة.
كما انه ثبت علميا فسيولوجيا أن المرأة التى لم تختتن أكثر
حيوية واستمتاع بحياتها الزوجية والأسرية.
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
شاعر وأديب القرية
مصر – البحيرة