بقلم: فاطمة القاضي
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الرئيس ألكسندر ستوب، رئيس جمهورية فنلندا، في أبوظبي خلال زيارة رسمية تعكس متانة العلاقات بين البلدين، وحرصهما المشترك على تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، والعمل ضمن الأطر متعددة الأطراف.
وشهدت المباحثات تأكيد الجانبين التزامهما بتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط، استناداً إلى حل الدولتين، بما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
ورحّب الجانبان بالجهود الدولية المبذولة لوقف الحرب في غزة، مشيدين بالدور الأميركي وخطة السلام الشاملة، وبصدور قرار مجلس الأمن رقم 2803 الذي يشكل إطاراً محورياً لتنفيذ الخطة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره. كما أعربا عن تقديرهما لمساعي الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدين ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق للتخفيف من المعاناة الإنسانية وتهيئة بيئة داعمة للسلام المستدام.
وفي سياق متصل، عبّر الجانبان عن قلقهما من تنامي التطرف وخطاب الكراهية، مؤكدين التزامهما بالتصدي للأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز التسامح والحوار بين الثقافات، انسجاماً مع قرار مجلس الأمن رقم 2686، ومشدّدين على رفضهما القاطع لجميع أشكال التطرف.
ملف الجزر الإماراتية الثلاث
وجددت الإمارات وفنلندا دعوتهما – وفق ما جاء في البيانات المشتركة الصادرة عن قمم الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي – إلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، باعتباره انتهاكاً لسيادة دولة الإمارات ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. كما أعرب الجانبان عن قلقهما من غياب التقدم في حل النزاع، مؤكدين دعمهما لحل سلمي عبر المفاوضات الثنائية أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية.
الأزمة السودانية
وأدان الجانبان الهجمات التي تستهدف المدنيين في السودان، سواء من قوات الدعم السريع في الفاشر أو من الأطراف المتحاربة في مختلف أنحاء البلاد. وأكدا ضرورة امتثال القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لالتزاماتهما بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مشددين على أهمية محاسبة مرتكبي انتهاكات القانون الإنساني الدولي.
كما رحّبا بجهود مجموعة الرباعية (الإمارات، الولايات المتحدة، السعودية، مصر) في دفع مسار السلام، مؤكدين أهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وبدء عملية انتقالية شاملة تؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة وذات شرعية.
وشدد الطرفان على أن الحل العسكري لن يقود إلى سلام مستدام، محذرين من نفوذ الجماعات المتطرفة المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين ودورها في زعزعة الاستقرار.
الملف الأوكراني
وبشأن الحرب في أوكرانيا، جدد الجانبان دعمهما لسلام شامل وعادل ومستدام، قائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها. ونددا بالتصعيد الأخير في الهجمات التي أدت إلى سقوط ضحايا وتدمير بنى تحتية حيوية، مؤكدين أهمية الحد من التداعيات العالمية على الأمن الغذائي والطاقة وسلامة المنشآت النووية.
وأشاد الرئيس الفنلندي بجهود الإمارات في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
ختام المباحثات
واختُتمت الزيارة بتأكيد الجانبين حرصهما على توسيع آفاق الشراكة الإماراتية–الفنلندية، القائمة على الاحترام المتبادل والأولويات الاستراتيجية المشتركة، وبما يسهم في دعم السلام والاستقرار والازدهار المستدام.





More Stories
أردوغان يلوّح بإجراءات حاسمة لحماية الأمن القومي التركي
برعاية الدكتور مينا يوحنا.. اجتماع موسع لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بكفر الشيخ لتعزيز الوعي المجتمعي والمشاركة الوطنية
إتحاد “شباب العمال” يشكل غرفة عمليات مركزية وتواصل أعمالها على مدار الساعة لمتابعة سير العملية الانتخابية