متابعة – محمد عطا
وسط حالة الهروب التي لجأ لها كثيرون من مختلف الجاليات بأوكرانيا للفرار من القصف الروسي، الذي انتشر في مدن الشرق والغرب، وقف «إسلام العشيري»، المصري المقيم هناك، أمام الحدود البولندية، وبعد أن كان مُتخذاً قرار الفرار، ليستقبل عبر تطبيق سناب شاب، استغاثة من مواطن سعودي يطلب منه إنقاذ سيدة عراقية معها 4 أطفال وتم قصف منزلهم، لتكون بداية قصة خوضه سلسة من الإنقاذات الإنسانية في الحرب.
على الرغم من بعد المسافة بينه وبين السيدة العراقية، نحو 630 كم، إلا أن إسلام العشيري، والذي يعمل مرشداً سياحياً بأوكرانيا، ترك أصدقاءه على الحدود البولندية، وعاد بسيارته لمدينة بيلا تشيركاس، لإنقاذ السيدة العراقية وأطفالها الأربعة، قائلاً: صحابي كانوا بيعيطوا ويشدوني من الحدود من شنطتي.. مرضتش وأصريت على الذهاب لإنقاذهم.
يحكي البطل المصري، المقيم في العاصمة كييف، أنه تحرك في الصباح الباكر بسيارته، بعدما تأكد أن بها ما يكفي من الوقود لمسافة الطريق الذي يستغرق نحو 9 ساعات.
ويقول: كان في قصف طيران في الوقت ده، وقلت للسيدة لو حصل لي حاجة افتكري إني جايلك وكنت هساعدك، مضيفاً: قدرت أعثر عليها ووصلتهم إلى الحدود البولندية بفضل ربنا.
وبعد إنقاذ السيدة العراقية، فوجئ صاحب الـ 27 عاماً بحرق موتور سيارته، ولكن كان لطف الرحمن بجانبه، فسخر مواطناً لبنانياً أعطى له سيارته لاستكمال رحلة إنقاذ مواطن آخر سعودي مع زوجته الأوكرانية، والتي كانت حاملاً في شهرها الثامن، موضحاً: قلت للرجل اللبناني أنت ربنا بعتك ليا أنا كمان تنقذني عشان أكمل المهمة.
تغلب ابن محافظة الفيوم، على أزمة سيولة الوقود في الدولة، فمع المسافات الطويلة التي يخوضها لإنقاذ الغير، كانت تحتاج سيارته إلى وقود بين الفترة والأخرى، قائلاً: بسبب عملي كان لي في كل قرية أصحاب أوكرانيين، جمعت أرقامهم وتواصلت معهم ليشتروا لي 20 لتر بنزين، وكنت أرسل لهم الأموال على الفور.
وتابع: كل واحد بيجيبلي قد ما يقدر ساعات 20 لتر، وساعات أخرى 40 لتر
واستقبل العشيري استغاثة هؤلاء الأطفال من خلال والدهم الذي غادر إلى اليمن، قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا ولم يستطع أن يعود، حاكياً أن رحلة إنقاذ الثلاثة أطفال اليمنيين، أخذت منه نحو 6 أيام مُتواصلة، لمحاولة الوصول إليهم.
وأوضح أنه قطع نحو 500 كم حتى وصل إلى القرية التي احتموا بها، والذي استغرق منه نحو يومين، وسط غارات متواصلة من الجانب الروسي، مشيراً إلى أنه مر على مدرعات روسية خلال رحلته، لكن العناية الإلهية كانت رفيقه، ليكون سبباً في إنقاذ غيره، قائلاً: بحاول 6 أيام أطلعهم، خدت يومين سفر بيهم لصعوبة الطريق بسبب القصف الروسي.
بدأت رِحلة البطل، بتواجده مع أسرة أوكرانية في إحدى القرى، التي تبعد عن قرية الأطفال بنحو 60 كم، واصفاً إياه بأنه المشوار الأصعب في رحلة البحث، بسبب تواجد الجنود والقصف الروسي في كل اتجاه، وهو الأمر الذي جعله يطلب مُساعدة إحدى الأسر الأوكرانية في السكن كاستراحة مُحارب، وأيضاً لمعرفة طريق آخر غير رئيسي، للوصول إلى الأطفال.
وقال: كلمت ناس أعرفهم أوكران، سكنت عندهم ليلتين، وخلالهم ساعدوني للدخول إلى الأطفال من خلال طرق فرعية لا يعرفها سوى السكان القدماء للقرية.
وتابع: مشيت من الطريق الفرعي ووجدت أيضاً جنود روس، لكن حاولت أهرب منهم، ونجحت في العثور على الأطفال.
وصف إسلام العشيري، الأطفال بأنهم كانوا على جوانب الطريق، وأن الطريق بأكلمه مُحاصراً من الجنود الروس، وهناك قتلى في كل مكان.
وتابع: حاولت اطمئنهم، وحرصت على الهدوء التام، مُسترسلاً: شغّلت أغنية الغزالة رايقة، والحمد لله وإحنا راجعين كان الطريق مافيهوش قصف، ووصلتهم لحد الحدود، وهناك تم توفير كل ما يحتاجونه، مُشيراً إلى أن الأطفال كانوا 2 يمنيين، وطفلة ثالثة والدها مصري.
لم يتذوق البطل المصري طعم النوم منذ نحو 10 أيام متواصلة، فيسعى جاهداً لتلبية أي نداء سواء كان من مصريين أو غير مصريين لإنقاذهم من مكانهم وتوصيلهم إلى الحدود.
وحول خروجه من أوكرانيا، أكد العشيري أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن خروجه من أوكرانيا، مردفاً: حبيت البلد ومش عاوز أخرج منها، وسعدت بمكالمة الرئيس اليمني ورئيس الوزراء وأيضاً مكالمة السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج.








More Stories
اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي البريطاني
المتحف المصري الكبير .. هدية مصر للعالم وايقونة تجمع عبقرية الماضي بروح الحاضر
بوابة مرور مصر الإلكترونية تحدد إجراءات حجز موعد داخل الوحدات