21 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

عيد الميلاد أحد الأعياد المسيحية الرئيسية وأصل الكريسماس فرعونى

عيد الميلاد أحد الأعياد المسيحية الرئيسية وأصل الكريسماس فرعونى

تقرير – رباب عنان

عيد الميلاد يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة

ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر في التقويمين الغريغوري واليولياني

غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاثة عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.

ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع نيقية عام 325 الموعد بهذا التاريخ

كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل

وقد ذكر إنجيل الطفولة ليعقوب المنحول في القرن الثالث الحدث على أنه قد تم في منتصف الليل

على أن البابا بيوس الحادي عشر في الكنيسة الكاثوليكية قد ثبّت عام 1921 الحدث على أنه في منتصف الليل رسميًا

يذكر أيضًا٠٠

أنه قبل المسيحية كان يوم 25 ديسمبر عيدًا وثنيًا لتكريم الإله الروماني سول إنفكتوس الذي يرمز للشمس

ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد يسوع حدد آباء الكنيسة عيد سول إنفكتوس كموعد الذكرى
رمزًا لكون المسيح «شمس العهد الجديد» و«نور العالم».

ويعد عيد الميلاد جزءًا وذروة «زمن الميلاد» الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لعيد الميلاد

كبشارة مريم وميلاد يوحنا المعمدان وختان يسوع، ويتنوّع تاريخ حلول الزمن المذكور بتنوع الثقافات المسيحية

غير أنه ينتهي عادة في 6 يناير بعيد الغطاس، وهو تذكار معمودية كاحتفال ديني وثقافي بين مليارات البشر حول العالم

يترافق مع عيد الميلاد احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة عند أغلبية المسيحيين، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية

أبرزها وضع شجرة عيد الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وإنشاد الترانيم الميلاديَّة وتناول عشاء الميلاد

ولدى هذه العادات الاحتفالية المرتبطة بعيد الميلاد في العديد من البلدان أصول من العصور ما قبل المسيحية وأصول علمانية بالإضافة للأصول المرتبطة بالمسيحية٠

وتحتفل أعداد كبيرة من غير المسيحيين ثقافيًا بالعيد أيضًا،
وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم

وفي الوطن العربي يعد عطلة
في سوريا ولبنان ومصر والأردن وفلسطين والعراق.

كذلك، يعد عيد الميلاد من أكثر المناسبات التي ينفق الناس عليها مالاً

كما يوجد لهذه المناسبة أغاني وموسيقى وأفلام ومسرحيات ومسلسلات تلفازية عديدة تتناولها، بأبعادها المختلفة.

معمودية يسوع هي حادثة ذكرت في الإنجيل ٠٠

عندما قام يوحنا المعمدان بتعميد يسوع في نهر الأردن.

وتروي الأناجيل أن الروح القدس ظهر من السماء على تبادل الهدايا يعد من الجوانب الرئيسية للاحتفال بعيد الميلاد حديثًا

وهو ما يجعل موسم عيد الميلاد أكثر مواسم السنة ربحًا بالنسبة لمتاجر التجزئة والشركات حول العالم

كان تبادل الهدايا شائعًا في بعض مناطق الإمبراطورية الرومانية أواخر ديسمبر كجزء من طقوس دينية

ولذلك فقد حظرت الكنيسة الكاثوليكية تبادل الهدايا في القرون الأولى والقرون الوسطى بسبب أصولها الوثنية

ثم عادت وانتشرت العادة بين المسيحيين بداعي الارتباط بالقديس نقولا أو نيكولا

أما سبب ارتباطها به فيعود لكونه كان يوزع على العائلات الفقيرة في إقليم مبرا في آسيا الصغرى الهدايا والطعام واللباس تزامنًا مع العيد دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل

أما الصورة الحديثة له أي الرجل ذو الثياب الحمراء واللحية الطويلة القادم على عربات تجرها غزلان والداخل للمنازل عن طريق المدفأة فتعود لعام 1823

حين كتب الشاعر الأمريكي كلارك موريس قصيدة «الليلة التي قبل عيد الميلاد» يصف بها هذه الشخصية التي تعتمد أبعاد تجارية بحتة

غالبًا ما يقوم الأطفال بكتابة رسائل إلى سانتا ويضعونها في جراب الميلاد أو بقرب الشجرة قبل العيد
ويستيقظون صباح العيد لفتحها، من العادات المنتشرة

أيضًا أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتبادل الهدايا بين بعضهم البعض وإن كانت رمزيّة.

أيضًا فإن بعض الكتاب حديثًا فسر تبادل الهدايا على أنها ذات صلة بالهدايا التي قدمها المجوس الثلاثة عند زيارتهم بيت لحم

على ما ورد في إنجيل متى. هيئة حمامة وانبعث صوت من السماء قائلا٠٠

«هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت».

كان العماد، وهو الغطس في المياه الجارية بعد التوبة عن الخطايا رمزًا لولادة ثانية، حيث يموت الإنسان «ليولد من جديد»

بشكل أقرب إلى الله؛ وهكذا فالتوبة تعطيه طهارة الروح والماء طهارة الجسد.

وكانت عملية العماد منتشرة في بعض المجتمعات اليهودية قبيل المسيح ومنها جماعة الأسينيين، ولعلّ يوحنا المعمدان قد تأثر بهم حين بدأ دعوته على نهر الأردن.

وكانت دعوة يوحنا تنستند إلى ضرورة التوبة والأعمال الصالحة (متى 3: 8) ورفض الشفاعة دون أعمال (متى 3: 9) والمساواة بين جميع الأمم (لوقا 3: 14)

وبيّن أنه ليس المسيح بل نبي يعدّ أمامة الطريق (لوقا 3: 15-16)

كما كانت علاقته بهيرودوس الملك سيئة للغاية، وبعد عماد يسوع بفترة قصيرة، سجن يوحنا ثم أعدم (لوقا 3: 20).

وفي هذه البيئة، قدم يسوع من الجليل ليعتمد على يد يوحنا

أما عماد يسوع فكان اعترافًا بخطيئة الأمة بأكملها كما فعل أنبياء كثر قبله كموسى ودانيال وعزرا

واتخذها نقطة انطلاق لدعوته العلنية من جهة ثانية، فكان أن أكمل ما بدأه يوحنا.

وعند معمودية يسوع، حلّ عليه الروح القدس، روح الله، على هيئة طائر الحمام، في حين سمع صوت من السماء يعلن هذا ابني الحبيب الذي به سُررت تأييدًا لرسالته.

وطبقًا لإنجيل لوقا، فإن يسوع كان له من العمر ثلاثين عامًا حين بدأ دعوته العلنية

وكان الكاهن حسب شريعة موسى يبدأ خدمته في سن الثلاثين (العدد 4: 3)، ويعتبر عمر الكهولة والنضوج

وقد سجّل الكتاب أن يوسف حين ملك على مصر (التكوين 41: 46)

وكذلك داود حين ملك على فلسطين (صموئيل الثاني 5: 4)، كان لهما من العمر ثلاثين عامًا.

مظاهر وتقاليد عيد الميلاد٠٠

يتم الاحتفال بيوم عيد الميلاد باعتباره عيدًا رئيسيًا وعطلة رسمية في معظم بلدان العالم
بما في الدول ذات الأغلبية غير المسيحية.

في بعض المناطق غير المسيحية مثل ماكاو وهونغ كونغ؛اعتمد العيد كعطلة رسمية خلال الحكم الاستعماري السابق الاحتفال

وفي حالات أخرى اعتُمِدَ عيد الميلاد كعطلة رسمية بسبب تأثير الأقليات المسيحية أو التأثيرات الثقافية الأجنبية في الدولة.

وتبنت بلدان مثل اليابان، حيث تحظى أعياد الميلاد بشعبية كبيرة رغم وجود عدد صغير نسبياً من المسيحيين

العديد من الجوانب العلمانية لعيد الميلاد، مثل تقديم الهدايا والزينة وتقليد شجرة عيد الميلاد.

من بين البلدان التي لا يعتبر عيد الميلاد عطلة رسمية فيها، تشمل أفغانستان والجزائر وبوتان وليبيا وجزر المالديف

وموريتانيا وكوريا الشمالية والمملكة العربية السعودية والصومال وطاجيكستان وتونس وتركمانستان واليمن.

في حين على الرغم من عدم اعتبار عيد الميلاد رسمية أو عامة

تُعطي الدول التالية للمُحتلفين الحق في العطلة وتشمل هذه الدول كل من أذربيجان والبحرين وكمبوديا والصين وجزر القمر

وإيران وإسرائيل واليابان والكويت ولاوس ومنغوليا والمغرب وسلطنة عُمان وباكستان وقطر وتايلاند وتركيا وأوزبكستان والإمارات العربية المتحدة وفيتنام.

يُمكن أن تختلف احتفالات عيد الميلاد في جميع أنحاء العالم بشكل ملحوظ
مما يعكس اختلاف التقاليد الثقافية والوطنية.

بين البلدان ذات التقاليد المسيحية القوية، تطورت مجموعة متنوعة من الاحتفالات بعيد الميلاد

والتي تضم أشكال من الثقافات الإقليمية والمحلية. إلى جانب قداس الميلاد الذي تقيمه احتفاليًا جميع الكنائس

وصوم الميلاد المنتشر في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، فإن للاحتفال عيد بعيد الميلاد مظاهر اجتماعية واحتفالات عديدة مرافقة.

التردد على الكنيسة٠٠

عيد الميلاد وعشية عيد الميلاد هو مهرجان في الكنائس اللوثرية ويوم مقدس مُلزم في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية وعيد رئيسي في الكنيسة الأنجليكانية.

وعلى هذا النحو، بالنسبة للمسيحيين، يلعب قداس عشية عيد الميلاد وقداس يوم عيد الميلاد في الكنيسة دورًا مهماً كذُورة احتفالات موسم عيد الميلاد.

يعتبر عيد الميلاد، إلى جانب عيد القيامة، فترة التردد على الكنائس الأعلى خلال السنة.

وبحسب مركز بيو للأبحاث هناك «زيادة حادة في التردد على الكنائس في فترة أهم عطلتين مسيحيتين، عيد الميلاد وعيد القيامة».

وجدت مؤسسة لايف واي للأبحاث أن «ستة من كل 10 أمريكيين يحضرون القداس في الكنيسة عادة» في عشية عيد الميلاد.

زينة الميلاد٠٠

يترافق عيد الميلاد مع تزيين المنازل والكنائس والشوارع الرئيسية والساحات والأماكن العامة في المناطق التي تحتفل بالعيد، بزينة خاصة به.

عادة يعد اللونين الأخضر والأحمر هما اللونان التقليديان للإشارة إلى عيد الميلاد، تطعم أيضًا بشيء من اللونين الذهبي أو الفضي؛

يرمز اللون الأخضر «للحياة الأبدية» خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها في حين يرمز الأحمر ليسوع نفسه.

تاريخ نشوء زينة الميلاد طويل للغاية ويرقى للقرن الخامس عشر، حيث انتشرت وفي لندن تحديدًا

عادة تزيين المنازل والكنائس بمختلف وسائل الزينة، تشمل زينة الميلاد شجرة العيد وهي رمز لقدوم يسوع إلى الأرض من ناحية

وهو حسب التقليد يجب أن تكون من نوع شجرة اللبلاب بحيث ترمز ثمارها الحمراء إلى دم يسوع وإبرها إلى تاج الشوك الذي ارتداه خلال محاكمته وصلبه وفق العهد الجديد

يلحق بالشجرة عادة، مغارة الميلاد، وهي أقدم من الشجرة تاريخيًا، إذ كان تصوير مشاهد ولادة يسوع منتشرًا في روما خلال القرن العاشر

وكان القديس فرنسيس الأسيزي قد قام عام 1223 بتشييد مغارة حيّة

أي وضع رجلاً وامرأة لتمثيل مريم ويوسف وطفلاً لتمثيل يسوع مع بقرة وحمار المستمدين من نبوءة أشعياء حول المسيح

وانتشرت بعد مغارة القديس فرنسيس هذا التقليد في أوروبا ومنه إلى مختلف أنحاء العالم، وهي تمثل حدث الميلاد.

إلى جانب الشجرة والمغارة، فإنّ الأجراس والسلاسل الذهبية والكرات الحمراء وندف الثلج وأكاليل أغصان دائمة الخضرة

والشموع اللولبية والملائكة وحلوى القصب والجوارب الحمراء، والنجوم – رمزًا لنجم بيت لحم – تعتبر داخلة في إطار زينة الميلاد التقليدية

ذلك يشمل أيضًا وجوه لبابا نويل وغزلانه، حيث درجت التقاليد الشعبية على اعتباره قادمًا على متن عربة يجرها الغزلان

أما الأكاليل الأغصان دائمة الخضرة فتوضع عادة على أبواب المنازل أو النوافذ لإظهار أن المسيحيين يؤمنون بأن يسوع هو نور العالم

في المكسيك يرتبط نبات الصبار أيضًا بعيد الميلاد إلى جانب البونسيتة وهو نبات محلي في البلاد.

سوى ذلك، فإن تزيين الشوارع بلافتات خاصة وسلاسل ضوئية على طول الشارع ووضع أشجار الميلاد في أماكن بارزة

تعتبر داخلة ضمن زينة الميلاد، فضلاً عن الساحات ومناطق التسوق.

تزايدت زينة عيد الميلاد، وتنوعت أشكالها وزخارفها واقبتست من التقاليد المحلية والموارد المتاحة في مختلف أنحاء العالم

أول محل تجاري متخصص بزينة الميلاد افتتح في ألمانيا خلال عقد 1860، وسرعان ما تكاثرت هذه المحلات، وتنافست حول أجمل زينة مقدمة للميلاد.

لا يوجد تاريخ محدد لوضع زينة الميلاد، غير أنه قد درجت العادة بدء التزيين مع 1 ديسمبر

أما وضع شجرة الميلاد يرتبط تقليديًا بليلة العيد أي عشية 24 ديسمبر

غير أن أعدادًا أقل من المحتفلين لا تزال تلتزم به، وترفع زينة الميلاد في 5 يناير عشية عيد الغطاس.

شجرة عيد الميلاد٠٠٠

عادة تزيين شجرة عيد الميلاد سابقة للمسيحية، ومرتبطة بالعبادات الوثنية في إكرام وعبادة الشجرة
وكانت منتشرة على وجه الخصوص في ألمانيا

ولذلك لم تحبذ الكنيسة في القرون الوسطى الباكرة عادة تزيين الشجرة

وأول ذكر لها في المسيحية يعود لعهد البابا القديس بونيفاس (634 – 709) الذي أرسل بعثة تبشيرية لألمانيا، ومع اعتناق سكان المنطقة للمسيحية

لم تلغ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد، بل حولت رموزها إلى رموز مسيحية

وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة بيت لحم التي هدت المجوس الثلاثة.

غير أن انتشارها ظلّ في ألمانيا ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة

إلا مع القرن الخامس عشر، حيث انتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع

واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور

ولذلك تمت إضاءتها بالشموع – وبالتالي رمزًا للمسيح وأحد ألقابه في العهد الجديد «نور العالم»

تقاليد لاحقة نسبت إضاءة الشجرة إلى مارتن لوثر في القرن السادس عشر

غير أنه وبجميع الأحوال لم تصبح الشجرة حدثًا شائعًا، إلا مع إدخال الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث تزيين الشجرة إلى إنكلترا ومنها انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا

وتحولت معها إلى صبغة مميزة لعيد الميلاد منتشرة في جميع أنحاء العالم.

في السابق، كانت الأشجار التي توضع في المنازل وتزين لمناسبة العيد أشجارًا طبيعية

غير أنه حاليًا تنتشر الأشجار الصناعية مكانها بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة

غير أن عددًا من المحتفلين لا يزال يستعمل الأشجار الطبيعية

وقد نشأت شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الإبرية الخاصة بالميلاد وتسويقها قبيل العيد

تزيّن الشجرة حاليًا بالكرات مختلفة الأحجام، وإلى جانب الكرات التي تتنوع ألوانها بين الذهبي والفضي والأحمر

مع وجود بعض الأشجار المزينة بغير الطريقة المألوفة لألوان العيد الثلاثة كالأزرق مثلاً

توضع أضوية ملونة أو ذهبية على الشجرة كما توضع في أعلاها نجمة تشير إلى نجمة بيت لحم التي دلت المجوس في الطريق

وتزين الشجرة أيضًا بالسلاسل أو بالملائكة أو بالأجراس وغيرها مما يتوافر في المحلات

يوضع تحت الشجرة أو بقربها مغارة الميلاد أو مجموعة صناديق مغلفة بشكل مُزين تحوي على الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية العيد.

موسيقى الميلاد٠٠

شكل عيد الميلاد على مر العصور، موضوعًا لعدد من الأناشيد والقصائد الملحنة في الكنيسة والمجتمع

لعلّ أفرام السرياني كان من أوائل من وضع قصائد ملحنة للميلاد حتى لقّب «شاعر الميلاد»

ولا تزال الترانيم التي ألفها في هذا الصدد متداولة حتى اليوم في الكنائس ذات الطقس السرياني

في نفس الفترة أي بحلول القرن الرابع كان قد ظهر في أوروبا أيضًا مجموعة ترانيم خاصة بالعيد

مثل «نور الأمم» (باللاتينية: Veni redemptor)
وذلك على يد القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو.

كانت الأناشيد الأولى سواءً في الشرق أم الغرب تتخذ منحى المعاني اللاهوتية وتكثر من أخذ التصورات الإنجيلية

مثلاً ترنيمة «نور الأمم» تحفل بمقارعة المذهب الآريوسي التي كانت فترة كتابتها ذورة نشاطه.

وفي الفترة نفسها كتب الشاعر الإسباني برودنتيوس المتوفى عام 413 قصيدة

لا تزال مستعملة حتى الآن بعنوان «من محبة الآب أنجب»
(باللاتينية: Corde natus ex Parentis).

ويعود للقرن التاسع والقرن العاشر انتشار عادة وضع قصائد ملحنة خاصة بعيد الميلاد في أوروبا الشمالية، ولبرنارد الكليرفوّي على وجه الخصوص

يعود وضع عدد من الموشحات المقفاة حول الميلاد يستعملها الرهبان في الكنيسة

وخلال القرن الثاني عشر وضع الراهب آدم من رهبنة القديس فيكتور في باريس أول أغان شعبية غير كنسيّة عن الميلاد

وبالتالي بدأت تنشأ الموسيقى الشعبية لعيد الميلاد؛ والتي ازدهرت وتطورت في فرنسا وألمانيا

وبشكل عميق في إيطاليا بتأثير القديس فرنسيس الأسيزي خلال القرن الثالث عشر

إذ يٌنسب إليه عدد كبير من الأغاني الشعبية الميلادية في اللغة الإيطالية.

أما أقدم ترانيم وأغاني الميلاد التي ظهرت بالإنكليزية تعود لعام 1426 على يد جون آودلاي وهو قسيس في شروبشاير كتب «ترانيم ميلادية» (بالإنجليزية القديمة: caroles Cristemas)

وهو كتاب يضم 25 أغنية شعبية كانت تغنى من قبل زائري المنازل خلال تبادل الهدايا عشية الميلاد.

كذلك الأمر، فإن مصطلح كارول (بالإنجليزية: Carol) بات يشير خلال هذه الفترة إلى الموسيقى والترانيم الخاصة بعيد الميلاد

وفي عام 1570 وبطلب من البابا بيوس الخامس وضعت ترنيمة «المجد لله في العلى» (باللاتينية: Gloria in excelsis Deo نقحرة غلوريا إن إكسيلسس ديو)

على نصوص ترقى للقرن الرابع، ولا تزال من أشهر ترانيم الميلاد سيّما تلك القادمة من الروماني الكاثوليكي
والنسخة العربية منها تعرف باسم «يا رعاةً خبرونا».

بشكل عام٠٠

يعود لفترة القرون الوسطى نشوء عدد وافر من الأغاني الشعبية والترانيم الكنسيّة الشهيرة عن الميلاد

مثلاً الترنيمة اللاتينية «تعال إلى جميع المؤمنين» (باللاتينية: Adeste Fidelis، نقحرة: آديستي فيديلس)

ترجع كلماتها للقرن الثالث عشر، رغم أن موسيقاها الحالية وضعت في منتصف القرن الثامن عشر

إلى جانب آديستي فيديليس التي تعتبر من أشهر وأقدم ترانيم الميلاد فإن عددًا آخر من الأغاني الشعبية تعود لتلك المرحلة

رغم أنها ليست بالضرورة مرتبطة بالكنيسة ورجالها. بعض الترانيم رغم أنها ظهرت في فترة متأخرة من العصور الوسطى

إلا أنها استعملت نصوصًا سابقة أمثال «في هذا اليوم سترقص الأرض» (باللاتينية: Personent hodie) والتي نشأت في فرنسا عام 1582 ونصوصها وموسيقاها ترقى للقرن الثالث عشر.

التأليف لعيد الميلاد، اكتسب زخمًا جديدًا مع الإصلاح البروتستانتي في ألمانيا وشمال أوروبا

على سبيل المثال قام مارتن لوثر بكتابة الترانيم الخاصة بالميلاد وشجع استخدامها في الاحتفالات الدينية والاجتماعية

وقد حفظت هذه الترانيم وانتشرت في المجتمعات العامة سيّما الريفيّة، ومكثت حتى القرن التاسع عشر حيّة في الذاكرة الأوروبية

كذلك فإنه يعود لفترة العصور الوسطى المتأخرة تلحين عدد من المزامير المنسوبة للنبي داود وجعلها خاصة بعيد الميلاد

وكانت لهذه المزامير المرنّمة أهمية خاصة في الولايات المتحدة.

في عام 1818 ظهرت واحدة أخرى من أشهر ترانيم الميلاد هي «ليلة صامتة» (بالإنجليزية: Silent Night)

وذلك من النمسا لمناسبة الاحتفال بعيد القديس نقولا عام 1818، وفي عام 1833 نشر بالإنكليزية كتاب خاص عن ترانيم عيد الميلاد القديمة والحديثة

شكل أول كتاب حديث مطبوع يحوي ترانيم وأغاني الميلاد الكلاسيكية باللغة الإنكليزية

وهو ما ساهم بإحياء الترانيم خلال العهد الفيكتوري. تزامن ذلك مع تزايد الأغاني الميلادية

أي تلك التي لا تمس البعد الديني للموضوع – بدأ انتشارها إلى جانب عدد وافر من أشهر أغاني الميلاد اليوم منذ أواسط القرن الثامن عشر

على سبيل المثال٠٠

وضع هاندل سمفونية «هللويا» الشهيرة للمناسبة عام 1741، وظهرت الأغنية الشعبية «الفرح للعالم، جاء السيّد» (بالإنجليزية: Joy to the World) عام 1719

وظهرت «أجراس الأغنية» (بالإنجليزية: Jingle Bells، نقحرة: جينغل بيلز) عام 1857

وتكاثرت من بعدها طوال القرنين التاسع عشر والعشرين الأغاني الروحية والمدنيّة حول عيد الميلاد، بما فيها أغان تتبع موسيقى البوب والجاز وحتى الروك وسواها.

فيما يخص اللغة العربية، فقد وضعت ومنذ القرن الثامن عشر عدد من القصائد والأناشيد الميلادية الملحنة كقصائد للمطران عبد الله القراآلي المتوفى عام 1724

وعُرّبت أناشيد أخرى مشتقة من أناشيد سريانية، أمثال «أرسل الله» و«سبحان الكلمة» اللتين لا تزال مستعملتين بين المسيحيين العرب حتى اليوم

وفي عام 1992 قامت الفنانة اللبنانية فيروز بإصدار ألبوم يحوي أربعة عشر أغنية وترنيمة ميلاديّة أغلبها كلمات عربيّة لألحان عالميّة

أمثال «عيد الليّل» النسخة العربية من أغنية «ليلة صامتة» (بالإنجليزية: Silent Night)

وتكاثرت بعدها هذه الأغاني خصوصًا جوقة أغابي في لبنان وجوقة الفرح في سوريا

من الألبومات العربية الأخرى لعيد الميلاد ألبوم «ملك في مذود» وألبوم «بيت لحم» وكلاهما من جوقات كنسيّة

وإلى جانب الأغاني العالمية بلغتها الأصلية أو معربة هناك أيضًا ترانيم ميلادية خاصة بالعرب

أمثال «ليلة الميلاد» التي وضعها الأب اللبناني منصور لبكي و«بضيعة زغيرة منسيّة» و«ضوّي بليالي سعيدة».

الطعام٠٠

يعد عشاء الميلاد الذي يتم في ليلة العيد أو مأدبة الغداء يومه، جزءًا هامًا من الاحتفال بالعيد.

لا يوجد طبق موحد يقدّم لمناسبة العيد في مختلف أنحاء العالم، بل الأطباق تختلف من بلد إلى بلد باختلاف الثقافات.

في صقلية، الوجبة الخاصة بعيد الميلاد مؤلفة من تقديم 12 نوعًا من الأسماك

وفي بريطانيا والدول التي تأثرت بتقاليدها تضمّ مائدة عيد الميلاد الدجاج المحشي والإوز إلى جانب اللحوم والمرق والخضروات وعصير التفاح في بعض الأحيان

هناك أيضًا بعض الحلويات الخاصة مثل «حلوى عيد الميلاد» تنتشر في تلك المناطق.

في بولندا وأجزاء أخرى من أوروبا الشرقية وإسكندنافيا، فإن الأسماك غالبًا ما تكون هي الوجبة الرئيسية في العشاء التقليدي

ولكن حديثًا أخذ لحم الخراف والعجول يحلّ إلى جانب الأسماك

أما في ألمانيا وفرنسا والنمسا عادة ما يشمل عشاء الميلاد التقليدي لحم الأوز والخنزير والدجاج المحشي.

إلى جانب مشروبات كحولية خاصة كالنبيذ الأحمر والليكور، والشوكولا، المنتشر في فرنسا

وبعض الدول الأخرى حيث يتشهر قالب حلوى من الشوكولا يسمى جذع الميلاد (بالفرنسية: Bûche de Noël، نقحرة: بوش دو نويل).

في بلاد الشام سيّما سوريا ولبنان وفلسطين تشمل مأدبة عيد الميلاد على الكبة وورق دوالي والدجاج المحشي فضلًا عن المقبلات أبرزها التبولة والفتوش وبابا غنوج وغيرها من المقبلات.

بطاقات المعايدة٠٠

تعتبر بطاقات المعايدة جزءًا من الاحتفالات التقليدية للعيد، تشمل البطاقات الميلادية صورًا لسانتا كلوز ورجال الثلج إلى جانب الشجرة وغيرها من رموز العيد

أو بعض الأيقونات الدينية الميلادية كميلاد يسوع أو نجمة بيت لحم، والحمامة البيضاء رمزًا للسلام على الأرض وللروح القدس

هناك أيضًا البطاقات التي تبتعد عن الرموز الدينية مثل٠٠

شموع العيد أو الجوارب الخاصة بوضع الهدايا؛ التحيّة التقليدية للعيد هي «أتمنى لكم ميلادًا مجيدًا وعامًا جديدًا سعيدًا»

ترفق البطاقات عادة مع قصيدة مطبوعة أو نص صلاة قصيرة أو آية من الكتاب المقدس

البعض الآخر ينأى بنفسه عن الجانب الديني وتقتصر على تبادل التحيّات العامة.

غالبًا ما يتم تداول هذه البطاقات في الأسابيع السابقة للعيد.

مع اتساع تجارة بطاقات الميلاد، تأسست في الغرب متاجر متخصصة بإنتاج وبيع هذه البطاقات

مثل متجر السير هنري كول في لندن الذي تأسس عام 1843.

ومع انتشار الإنترنت، أخذ يظهر بطاقات إلكترونية يتم تبادلها لمناسبة العيد.

الطوابع٠٠

صدر لمناسبة عيد الميلاد عدد كبير من البطاقات البريدية في مختلف دول العالم

وغالبًا ما تستخدم في الرسائل التي ترسل فيها بطاقات عيد الميلاد

كما أنها تحظى بشعبية بين هواة جامعي الطوابع، علمًا أن الطوابع تبقى صالحة على مدار السنة

وغالبًا ما تصدر الحكومات هذه الطوابع بكميات كبيرة بين أكتوبر وبداية ديسمبر من كل عام وبكميات كبيرة.

أقدم الطوابع وأكثرها تميزًا صدر في كندا عام 1898، وفي عام 1937 أصدرت النمسا بدورها طوابع تخص تحية عيد الميلاد

وفي عام 1939 أصدرت البرازيل طوابع تصور المجوس الثلاثة ونجمة بيت لحم والملائكة والطفل

ومريم والطفل؛ وفي الولايات المتحدة يصدر سنويًا مجموعة طوابع خاصة بالعيد كل عام.

تبادل الهدايا٠٠

تبادل الهدايا يعد من الجوانب الرئيسية للاحتفال بعيد الميلاد حديثًا

وهو ما يجعل موسم عيد الميلاد أكثر مواسم السنة ربحًا بالنسبة لمتاجر التجزئة والشركات حول العالم

كان تبادل الهدايا شائعًا في بعض مناطق الإمبراطورية الرومانية أواخر ديسمبر كجزء من طقوس دينية

ولذلك فقد حظرت الكنيسة الكاثوليكية تبادل الهدايا في القرون الأولى والقرون الوسطى بسبب أصولها الوثنية

ثم عادت وانتشرت العادة بين المسيحيين بداعي الارتباط بالقديس نقولا أو نيكولا

أما سبب ارتباطها به فيعود لكونه كان يوزع على العائلات الفقيرة في إقليم مبرا في آسيا الصغرى الهدايا والطعام واللباس تزامنًا مع العيد دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل

أما الصورة الحديثة له أي الرجل ذو الثياب الحمراء واللحية الطويلة القادم على عربات تجرها غزلان والداخل للمنازل عن طريق المدفأة فتعود لعام 1823

حين كتب الشاعر الأمريكي كلارك موريس قصيدة «الليلة التي قبل عيد الميلاد»

يصف بها هذه الشخصية التي تعتمد أبعاد تجارية بحتة؛ غالبًا ما يقوم الأطفال بكتابة رسائل إلى سانتا ويضعونها في جراب الميلاد أو بقرب الشجرة قبل العيد

ويستيقظون صباح العيد لفتحها، من العادات المنتشرة أيضًا أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتبادل الهدايا بين بعضهم البعض وإن كانت رمزيّة.

أيضًا فإن بعض الكتاب حديثًا فسر تبادل الهدايا على أنها ذات صلة بالهدايا التي قدمها المجوس الثلاثة عند زيارتهم بيت لحم، على ما ورد في إنجيل متى.