تقرير الإعلامي – عماد إبراهيم
حادث مفجع ومؤسف وثقته تلك الصور لميكروباص ركاب أطاحت به سيارة نقل ثقيل محملة بعشرات الأطنان من الأسمنت، ليتحول في ثواني معدودة إلى كتلة من الحديد مشوهة المعالم، ليستقر المشهد على سيارة النقل الثقيل وهي جاثمة على حطام الميكروباص وكأنها ترفض حتى أن ترأف بحال الضحايا بداخله.
وفور تلقي الخط الساخن 123 للاستغاثة هرعت 10سيارات إسعاف صوب موقع الحادث وهي تتسابق فيما بينها لنجدة منكوبي ذلك الحادث المؤسف، 6دقائق كانت كافية لوصول أولى سيارت الإسعاف لموقع الحادث، وتباعاً وصلت باقى فرق الإسعاف التي بادرت فور وصولها الي موقع الحادث لتجهيز كافة معداتها الطبية من جبائر وأجهزة إنعاش وأكسجين، ليتجمد ذلك الحراك الكثيف لاطقمنا الإسعافية لثواني معدودة أمام هول المشهد لحطام الميكروباص الذي يقبع أسفل سيارة النقل الثقيل، والتي أصبحت تتحكم في المشهد وكأن الكلمة العليا صارت لها بموقع الحادث.
ولكن أبت فرقنا الإسعافية أن ترضخ لذلك الموقف المعقد، فبدأوا في تفحص الحطام بحثا عن ناجين ليتفاجأ الجميع بوجود مصاب لا يظهر منه سوى ذراعه ووجهه وباقي جسده محاصر بين الحطام، وهنا عكفت اطقمنا الإسعافية بالتشاور مع رجال الدفاع المدني الذين كانوا على قدر المسؤولية، لوضع خطة عمل مشتركة استقر الرأي فيها على أن إخراج المصاب سيتطلب العمل بحذر، حيث سيتم الاستعانة بونش عملاق لرفع السيارة النقل أولا ثم البدء في قص الهيكل المعدني للميكروباص وهو امر تشوبه خطورة كبيرة، وذلك يتطلب متسع من الوقت، والوقت هو الهاجس الأكبر لرجال الإسعاف فالوقت يحمل المجهول بين ثناياه لذلك المصاب الذي سجن بين ذلك الحطام.
وبدون إضاعة مزيد من الوقت بدأت فرقنا الإسعافية في تنفيذ خطة إنقاذ مُتقنة حيث تم قياس درجة وعي المصاب الذي كان يشتكي من عدم شعوره بقدماه وكامل النصف السفلي من جسده كاملا، وهو الأمر الذي ينذر بوجود إصابة أو نزيف بذلك الجزء،
وبدأت اطقمنا في تركيب كانيولا بذراع المصاب وبشكل تدريجي تم تزويده بزجاجتي محلول كما تم تجهيز اسطوانات أكسجين محمولة تحسبا لتفاقم الحالة الصحية للمصاب كما تم متابعة كافة علاماته الحيوية دقيقة بدقيقة، كما تم العمل على طمأنة المصاب وتهدئته بالرغم من ضجيج المعدات والأوناش التي احتشدت لفك أسر المصاب حبيس ذلك الحطام، أكثر من ثلاث ساعات استغرقتها عملية الإنقاذ، ثلاث ساعات ثقيلة وخطيرة رابض فيها رجالنا بجوار المصاب تارة يشدون من أزره ليصمد، وتارة اخرى يعملون على إسعافة حال شعورهم بأن قواه اوشكت على الانهيار، ثلاث ساعات وعشرات السواعد الفتية، يتحركون في مسافة تقاس بالسنتيمترات خوفاً على المصاب من إنفلات أجزاء من الحطام، ملحمة بشرية كانت كفيلة بفك طلاسم ذلك الحادث لينتشل رجالنا من الأطقم الإسعافية المصاب من بين براثن الحطام ليسارعوا به إلى المستشفي لاستكمال رحلته العلاجيه.
خالص الشكر لأكثر من 20فرداً من طواقمنا الإسعافية بمحافظة الشرقية ممن شاركوا في تأمين وإسعاف مصابي ذلك الحادث وجزيل الشكر للمسعف الخلوق/ وحيد عبدالمنعم، وفني قيادة مركبة إسعافية/ محروس السيد لملازمتهما المصاب وهو بين الحطام على مدار 3 ساعات متواصلة.
More Stories
التولة فعل محرم ترتكبه المرأة مع زوجها والرقية الشرعية الصحيحة
أسئلة هامة جدآ عن النظام الغذائي الصحي
تفاصيل الساعات الاخيرة في حياة أشرف مصيلحي قبل وفاته ومعلومات لا نعرفها